يناير 18, 2022

المطران برايان فاريل: وحدة المسيحيين عامل لا غنى عنه من أجل بناء عالم المستقبل

في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز تحدث أمين سر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين المطران برايان فاريل عن اختيار مجلس كنائس الشرق الأوسط لتحديد موضوع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ٢٠٢٢. وتوقف في حديثه عند أهمية وحدة المسيحيين كعامل أساسي من أجل عالم المستقبل والأخوّة والسلام العالميين.

لمناسبة انطلاق أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين اليوم الثلاثاء ١٨ كانون الثاني يناير أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين المطران برايان فاريل. وأجاب أولا على سؤال حول سبب اختيار المجلس الحبري أن يطلب من مجلس كنائس الشرق الأوسط تحديد موضوع أسبوع الصلاة للعام ٢٠٢٢، فذكَّر بتعاون المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين مع مجلس الكنائس المسكوني من عقود حيث يتناوبان اختيار مجموعة مسكونية أو جماعة مسيحية في بلد أو منطقة ما لإعداد المادة اللازمة للاحتفال بأسبوع الصلاة.

وفي سنة ٢٠٢٠، تابع المطران فاريل، بدا لنا اختيار مجلس كنائس الشرق الأوسط خطوة جيدة، وذلك لما في تلك المنطقة من معاناة وحروب وفقر وغياب للحقوق، كما وتعيش فيها منذ البداية كنائس وتقاليد متعددة. في تلك الأراضي هناك مسكونية معاشة بشكل طبيعي، يومي، في المجتمع وفي حالات كثيرة في العائلات أيضا. وأراد أمين سر المجلس الحبري التذكير من جهة أخرى بأن مقر مجلس كنائس الشرق الأوسط هو في العاصمة اللبنانية بيروت والتي شهدت في آب أغسطس ٢٠٢٠ انفجارا عنيفا في المرفأ أسفر عن معاناة كبيرة. ورأينا بالتالي، تابع المطران فاريل، أن في هذه المنطقة هناك رسالة إلى العالم، إلينا نحن المسيحيين، وهكذا قررنا أن نشرك هذه المرة مسيحيي الشرق الأوسط.

ثم تطرقت المقابلة إلى الموضوع الذي اختاره مجلس كنائس الشرق الأوسط لأسبوع الصلاة هذا العام، ألا وهو “رأينا نَجمَه في المَشْرق، فَجِئنا لِنَسجُدَ لَه” (متى ٢:٢)، وإلى علاقة هذه الموضوع بوحدة المسيحيين. وقال المطران برايان فاريل إن قصة المجوس تُذكِّرنا بأن هذه هي المنطقة التي وُلد فيها المسيح، والتطلع إلى وحدة المسيحيين يأتي بثماره فقط حين يكون المسيح هو مركز ومعيار وينبوع جهودنا. وواصل أن علينا إعادة نسج الشركة بين أتباع يسوع والتي صلى هو من أجلها قبل آلامه، فالمسكونية هي إطاعة رغبة المسيح.

وأراد أمين سر المجلس الحبري هنا التذكير بما قال البابا فرنسيس حين تكلم عن توجه المجوس إلى بيت لحم كحدث يخاطبنا نحن المدعوين إلى السير نحو يسوع، النجم الذي يضيء سماء الحياة ويوجه الخطى نحو الفرح الحقيقي. وشدد المطران فاريل بالتالي على أن المسكونية، السعي إلى وحدة المسيحيين، ستسير إلى الأمام فقط بالأمانة للرب، هذه هي النقطة الأساسية.

ثم عاد الحديث إلى تنوع الطقوس والتقاليد المسيحية في الشرق الأوسط والذي وصفه أمين السر بغنى كبير ونعمة من العناية الإلهية التي قادت منذ البداية نمو الكنائس وسط شعوب وثقافات مختلفة. وأضاف أن السعي هو إلى الشركة لا إلى تجانس، الهدف هو مشاركة الجميع معا في تاريخ الخلاص، وأن وجود الحركة المسكونية هو نتيجة عدم تحقُّق هذا حيث كانت هناك عبر التاريخ خطيئة الانقسام.

وذكَّر المطران فاريل بأن المرسوم المجمعي حول المسكونية يتحدث عن هذا الانقسام باعتباره لا فقط يتعارض مع رغبة المسيح، بل ويُلحق الضرر أيضا بالعظة بالإنجيل للجميع. وواصل أن لدينا في الشرق الأوسط رؤية وأفقا لعيش مسيحيين من تقاليد متعددة معا، وشدد على ضرورة الصلاة والعمل كي تكون هذه الشركة أكثر قوة. وتحدث في هذا السياق عن خبرة نمو وفهم ومصالحة نعيشها منذ سنوات عديدة، وهو ما يظهر بوضوح أيضا في الشرق الأوسط حيث يتضامن المسيحيون فيما بينهم ويتبادلون المساعدة وذلك أمام الكثير من التحديات والمعاناة، وفي بعض الأحيان أمام الموت والحروب أيضا. فهناك وضع جديد منذ سنوات، ليست هناك خلافات أو منافسة بل تعاون وتضامن.

وعن الرسالة التي يوجهها مسيحيو الشرق الأوسط إلى العالم من خلال اختيار موضوع أسبوع الصلاة ٢٠٢٢ قال المطران برايان فاريل إن الدعوة الرئيسية التي توجهها نصوص أسبوع الصلاة هي من أجل العودة إلى الأصول، أي إلى المسيح، وعدم تقليص الكنيسة إلى منظمة إنسانية أو قوة سياسة أو ثقافية، بل جعل اللقاء مع السر الذي ظهر في بيت لحم مركز حياة وجهود الكنيسة بالكامل. وأضاف أمين السر أننا نصلي من أجل وحدة المسيحيين، لكننا لا نتحدث عن وحدة مصالح أو استراتيجيات أو سياسة بل هي وحدة يكون فيها الإنجيل قاعدة حياتنا، ويكون فيها الالتزام بجعل تعليم يسوع، وخاصة محبة الله ومحبة القريب، طريق حياتنا الحقيقي.

وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز أجاب أمين سر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين المطران برايان فاريل على سؤال حول العلاقة بين وحدة الكنائس والأخوّة العالمية والسلام في العالم اللذين يدعو إليهما البابا فرنسيس. وقال أمين السر في إجابته إن البابا فرنسيس وفي الرسالة العامة Fratelli tutti، وأمام عالم متخبط ومنقسم يطبعه إقصاء كبير للبشر، يطلب منا أن نحلم ونعمل من أجل نهضة لحس الأخوّة العالمية كثمرة قلب منفتح على الجميع.

وتابع أن هذا هو السياق الصحيح لفهم المسكونية، فكلما تصالح مسيحيو الكنائس المتعددة كلما صرنا علامة وأداة لوحدة العائلة البشرية وللأخوّة العالمية. ثم ختم أمين سر المجلس الحبري مؤكدا أن ما يعلِّمنا إياه البابا فرنسيس هو الطريق الوحيد كي يتحقق السلام والعدالة وكي يكون هناك مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وحدة المسيحيين هي بالتالي عامل لا غنى عنه من أجل بناء عالم المستقبل.

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…