يونيو 4, 2020

المطران براين فاريل: على الكنائس أن تتحرّك باتجاه بعضها البعض

المطران براين فاريل على الكنائس أن تتحرّك باتجاه بعضها البعض

أمين سرّ المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين يتحدّث عن تاريخ هذه الدائرة الفاتيكانية مشيرًا إلى التحديات التي تنتظر اليوم جميع الكنائس: تعليم وعيش الالتزام المسكوني للانفتاح والمعرفة المتبادلة

نجمع اليوم في الذكرى السنوية الستين على تأسيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين ثمار مسيرة طويلة، بحسب أمين سرّ هذه الدائرة الفاتيكانية المطران براين فاريل تجد نقطة انطلاقها في نعمة البابا يوحنا الثالث والعشرين والمجمع الفاتيكاني الثاني، وتجد تقاطعًا أساسيًّا في البابا يوحنا بولس الثاني ورسالته العامة “ليكونوا واحدًا”.

فمنذ ذلك الحين تغيّر العالم والكنيسة بشكل كبير في علاقاتهما والثمار المرئيّة لهذا الأمر هي اللقاءات بين القادة والتعاون الفعلي بين المؤمنين من مختلف الجماعات. وبالتالي يمكننا أن نعتبر أنّ التحدي اليوم هو أن نجعل الجميع يشعرون بأنّهم ملتزمين في البحث عن الوحدة التي لا يريدها الحبر الأعظم أو اللاهوتيون أو الأساقفة وإنما الرب نفسه.

تابع أمين سرّ المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين لستين سنت خلت كان هناك ذلك الرجل العظيم يوحنا الثالث والعشرين الذي وبقلب مفتوح تجاه جميع الإخوة المسيحيين، فرض نوعًا ما على الكنيسة من خلال المجمع الفاتيكاني الثاني موقفًا جديدًا، انفتاح جديد نحو الكنائس الأخرى وهذا الأمر قد أعطى ثمرة كبيرة يمكننا جميعًا أن نراها.

في تلك المرحلة في الواقع كانت العلاقات باردة وبعيدة بين مختلف الكنائس، أما الآن فنجد علاقات صداقة والكنائس قد أصبحت أقرب من بعضها البعض وتتعاون في خدمة البشريّة وهذا الأمر هو ثمرة تلك النعمة التي كانت إلهامًا لذلك الحبر الأعظم العظيم.

أضاف المطران براين فاريل متحدثًا عن التحديات التي تواجهها الكنيسة اليوم في هذا الحوار وقال أفكّر أننا بلا شك قد قمنا بتقدّم كبير. إن العالم قد تغيّر وكذلك أيضًا العلاقات بين الكنائس خلال هذه السنوات. فقد كان هناك التزام صلاة ودراسة كبير ويمكننا أن نرى ثماره: يلتقي قادة الكنائس جميعًا مع بعضهم البعض، ومؤمنونا يقومون بنشاطات عديدة مع مؤمني الكنائس الأخرى على صعيد محلّي. أفكّر كذلك بالتحدي الكبير بأن نجعل الجميع في الكنائس كلها ولاسيما في كنيستنا الكاثوليكية يشعرون بأنّهم ملتزمون في البحث عن هذه الوحدة التي أرادها الرب.

لأن المسألة لا تتعلّق بالأب الأقدس أو بالأساقفة أو بالخبراء واللاهوتيين وإنما بالكنيسة بأسرها التي يجب عليها أن تتحرّك نحو الآخرين وكذلك على الكنائس أن تتحرّك نحو بعضها البعض. وبالتالي فالتحدي هو أن نعلّم ونعيش الالتزام المسكوني بأن نتعرّف على بعضنا البعض بشكل أفضل وننفتح على الآخرين وأن نتعاون ونصلّي معًا وجميع هذه الأمور هي تحدٍّ كبير.  

تابع أمين سرّ المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين يقول إن الرسالة العامة “ليكونوا واحدًا” للبابا يوحنا بولس الثاني قد وصلت في وقت مميّز. فبعد ثلاثين سنة من النشاطات مع الكنائس الأخرى رأينا أن أسلوب البحث الفكري وللاهوتي لحل مشاكل الماضي لا يكفي وحده وإنما ينبغي علينا أن نفتح جماعاتنا بأسرها على لقاء مع الآخرين وبهذا المعنى يتحدّث البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة “ليكونوا واحدًا” عن التزام مسكوني كـ “تبادل عطايا ومواهب” ولا كتبادل أفكار وحسب.

ونحن نسير قدمًا على هذا الأساس ويسعى كل فرد منا ليرى ما هو الذي أملكه ويمكنه أن يشكّل عطيّة بالنسبة للمسيحيين الآخرين وماذا يملك المسيحيون الآخرون ويمكنه أن يكون عطيّة بالنسبة لنا. وبالتالي علينا أن نغيّر ذهنيّة الاكتفاء الذاتي وأحيانًا أيضًا ذهنيّة الفوقيّة لكي نتعلّم من الآخرين وأعتقد أن هذا هو أيضًا تحدٍّ كبير ولكن هذا هو الارتداد الذي نحتاج إليه لكي نبلغ إلى الوحدة التي يرغبها الرب.

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…