سبتمبر 20, 2022

المطران سويف: الصليب لم يعد صليب الموت بل جسر العبور للحياة الأبدية

المطران سويف: الصليب لم يعد صليب الموت بل جسر العبور للحياة

٢٠٢٢/٩/١٤

احتفل رئيس أساقفة #أبرشية_طرابلس_المارونية، المطران #يوسف_سويف السامي الإحترام بتدشين كنيسة مار انطونيوس البدواني في محلة جرد الصخر اعالي بلدة كرم المهر – الضنية عاونه الكهنة التالية اسماؤهم : خادم الرعية الياس بشارة، بطرس اسحاق، سمعان سمعان، قيصر اسحاق، سيمون جبرايل، ريمون الباشا، يوسف عويس والاب بيتر بطرس.

تلا الذبيحة مباركة سيادته بركة العيد (هريس) وغداء محبة .

وقد ألقى رئيس أساقفة #أبرشية_طرابلس_المارونية، المطران #يوسف_سويف السامي الإحترام عظة بالمناسبة عبّر فيها عن فرح اللقاء على قمة الجبل العالية للاحتفال بعيد ارتفاع الصليب المقدس والظافر تزامنًا مع تكريس كنيسة مار أنطونيوس البادواني في صخر الجرد في كرم المهر قائلا: “فليحيَ صخر الجرد في كرم المهر”، وشاكراً الرّب على هذا الحدث الروحي المتمثّل بعيد الصليب. وقد وجّه التحيّة إلى كل الآباء المشاركين ومنهم خادم الرعية مع كل الآباء حتى الذين اتوا من أوستراليا والمشاركين من كل القرى المجاورة. كما حيّا ممثليّ صاحبيّ السعادة النوّاب الكرام، و الراهبات، و الشيخ حبيب والشيخ فرانسوا، والشدياق ورئيس وأعضاء مجلس بلدية كرم المهر مع المختار مع كهف الملول مع رئيس مغفر مزياره مع العناصر وزغرتغرين، رئيس النادي والأعضاء من أوستراليا أيضاً.

وشكر سيادته الرب على هبة الصليب كأكبر نعمة منحنا إيّاها وقد ختمنا بها منذ المعموديّة، لافتًا إلى أن هذا الصليب بعد أن كان رمزًا للصوصيّة والإجرام والذلّ والموت، تحوّل بنعمة الربّ يسوع الذي ارتفع عليه إلى علامة للحياة وللعبور بالبشريّة كلّها من الموت إلى الحياة،

مضيفًا: هذه أكبر نعمة ليس فقط المعمّدين حصلوا عليها، الإنسان، الإنسان، الكيان الإنساني دُعي إلى الحياة الأبدية بنعمة هذا الصليب، يعني الإنسان صار عنده رجاء كما نحن نُعلن بإيماننا، رجاء الحياة الجديدة الحياة الأبدية بنعمة هذا الصليب الذي إرتفع عليه يسوع المسيح”. واعتبر أن ختم الصليب الذي وسمنا به هو ختم أبديّ يرافق الانسان طوال أيّام حياته، هذا الصليب الذي لم يعد صليب الموت بل جسر العبور للحياة الأبدية، وقد أضحى الأساسفي مرافق الحياة كما في القدّاس والأسرار.

وقال: “جميل جداً أن تكون الكنيسة على هذا الجبل الجميل جداً بهذا الجرد الصخر علامة حضور الرب، كما تجلّى يسوع على الجبل وكان حاضراً من خلال هذه الكنيسة الرمز التي هي الحجر ولكن أنا أعني بالكنيسة ليس فقط الحجر أنا أعني بها حضور الله على هذا الجبل بهذه المنطقة الحلوة”.

وشكر الرب على “هذه المبادرة الحلوة” من عائلة السيد أنطون ضوميط نخول إسحق، مضيقًا: “أطال الله بعمرك الست الوالدة حسنة ونخوة أخينا ضوميط الذي جاء وهو يحمل أيقونة العذراء ويرفعها مؤثّرة جداً، قالوا لي أنّكم كنتم تقيمون لي إستقبالاً في كهف الملول ولكن الرب يُغيّر كل تصاميمنا نحن البشر، ولكن كان اللقاء هنا أحلى مع الناس وعلينا أن نعرف دائماً أن ننقاد إلى صوت الرب أهم بكثير من تصميمنا نحن البشر. أنا أشكركم مع الإخوة: سيمون، أندريه، وسركيس مع الشقيقات اللواتي بفرح يقرأن الرسالة ويعبّرن بدموعهنّ عن فرح هذا النهار الحلو: سميرة وجوزفين وعائلاتكم، فليتقبّل الرب هذه التقدمة الحلوة”، لافتًا إلى أنّ هذه التقدمة الحلوة التي هي علامة حضور الله على هذا الجبل المقدّس في جبل الضنيّة، بجرود الضنيّة، وهو حضور ظاهر للرب لأنّ حضور الرب، حضور الكنيسة يعني المحبة، حضور الكنيسة الحجر ولكن الإنسان أيضًا، مشيرًا إلى أن الكنيسة هي الإنسان، يعني الفرح، يعني السلام، يعني الأُخوّة بين الناس، يعني بناء الروح، بناء الإنسان بكيانه الإنساني وكيانه الروحي.

وتوجّه سيادته بالصّلاة إلى الرّب كي تكون هذه الكنيسة مكان لقاء الناس كلّها، مسيحيّين ومسلمين، مشيرًا إلى أن هذا تقليدنا وليس جديداً علينا. كما توجّه بالصلاة إلى الرّب كي يبقى هذا الجرد رمز حضور الله ورمزًا من خلاله يتجدّد لبنان كلّه، هذا التجدّد الذي لن يحصل دون العودة إلى الرب و التوبة و بدون التضحية و بالنقاء، بروح الله، بروح المحبة والغفران، وبتنقية الذاكرة، محذّرًا من استمرار الخضّات التي ليس لها قيمة ومعنى في الشرق الأوسط في حال لم تحصل عملية تنقية الذاكرة أي من خلال التوبة الصادقة.

وعن الارتباط بين الصليب والمجيء الثاني للرب أشار سيادته إلى أن عيد إرتفاع الصليب يُذكّرنا بمجيء الرب الثاني، مضيفًا أنّه من الآن وإلى مجيء الرب الثاني كل يوم نحن في حياتنا نقول: تعال أيّها الرب، تعال أيّها الرب إلى قلوبنا، إلى بيوتنا، إلى عائلاتنا، تعال أيّها الرب إلى ضيعنا، إلى رعايانا، إلى قرانا، إلى المدن حيث هناك خصام وتشنّج وحيث هناك أمور كثيرة والناس لا تتكلّم مع بعضها لأسباب جداً سطحيّة وخارجية: تعالى أيّها الرب وجدّد قلب الإنسان، وجدّد قلب الإنسان، وإجعل الإنسان يكتشف جمالك بأخيه الإنسان، هذه هي الكنيسة، لأنّنا إذا عمّرنا كنائس بدون هذه القيم فكنائسنا ليس لها قيمة ولا معنى”.

ولم ينس توجيه التحيّة إلى الجالية اللبنانية في أوستراليا في هذا اليوم الذي يتمّ فيه تدشين هذه الكنيسة في كرم المهر بصخر الجرد، منوّهًا بالناس الطيّبين الذين ذهبوا من مائة سنة وأقل وأكثر، لكن قلبهم لا يزال في لبنان وبدون هذا الحب الحقيقي للبنان كنّا نحن اليوم بحالات أتعس بكثير ممّا نحن عليه. ورأى سيادته في هذه المناسبة فرصة ليوجّه التحيّة إلى سيادة المطران أنطون شربل في أوستراليا، مع كل الآباء قائلًا: “فليحمكم الرب ويحفظكم يا أحبّائي، ونحن ونشكره مجدّداً على هذا العيد الفارح الذي نحتفل به، تقولون لي: أين الإيمان؟ هذ هو الإيمان، نحن بهذه النقطة العالية بهذا اليوم أنا لم أكن أتوقّع أن أرى هذا الجمهور الغفير الذي يأتي من الضيعة ومن كل هذا الجوار بمحبة لكي يعودوا ويُجدّدوا إيمانهم من هذا الجبل من أعلى الجبل حيث يرتفع الصليب وحيث يُبنى الحب، ويُبنى الغفران ويُبنى الإنسان في السلام للرب المجد والسجود والإكرام إلى أبد الآبدين آمين”

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …