مارس 8, 2022

المطران سويف: الصّوم هو زمن شفاء وتحرّر

المطران سويف الصّوم هو زمن شفاء وتحرّر

“في زمن الصّوم، الإنسان مدعوّ لعيش اللّقاء الحميم مع الرّبّ، و تجديد العلاقة مع المسيح لتكون علاقة صفاء ونقاء”. هذا ما شدّد عليه راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه السّبت في كنيسة مار يوحنّا المعمدان- علما، ألقى خلاله عظة قال فيها:

“هذا الصّوم نعبّر عنه بالانقطاع عن الأكل وبالإماتات، الّذي يجب أن يعوَّض بغذائنا بالمأكل الرّوحيّ، بخبز الحياة، بكلمة الله.  

فلا يمكننا أن نعيش الصّوم بشيء من التّمارين الخارجيّة، بل هذا التّمرين الخارجيّ يقودنا إلى عيش التّمرين الرّوحيّ، أيّ بالنّموّ والثّبات بالكتاب المقدّس. فهذه الكلمة تجدّد علاقتنا بالله، تجدّد عائلاتنا، رعيّتنا، ومجتمعنا، تمامًا مثل تحوّل الأبرص.

الرّجل الأبرص كان يشعر أنّه إنسان منبوذ، متروك ومعزول، كان إنسانًا يدان من النّاحية الرّوحيّة، ومن النّاحية الاجتماعيّة كان إنسانًا يسبّب خوفًا للجميع، فكان إنسانًا متروكًا، ومن النّاحية النّفسيّة كان يتحمّل آلامًا وجراح كثيرة.

ونحن اليوم بعد 2000 سنة من تجسّد المسيح الّذي حرّر فكر الإنسان من كلّ هذه المعتقدات، ولكنّ للأسف لا تزال موجودة في الحياة الاجتماعيّة. لذلك علينا أن نقول في هذا الصّوم، تعال أيّها المسيح وحرّرنا من الخطيئة ومن القيود الّتي تجعلنا بعيدين عنك وعن الإنسان.

لذلك أدعوكم في هذا الأسبوع للعودة إلى الذّات ورؤية أين يوجد البرص في كياننا، في فكرنا، في العلاقة مع الآخر؟  

فالأبرص عندما علم بقدوم المسيح، قال له إن شئت يا ربّ فأنت قادر أن تحرّرني. والمسيح عندما رأى إيمانه، تحنّن عليه: لأنّ الرّبّ هو إله الحنان والرّحمة والحبّ، ومدّ يده: وهذه الحركة تذكّرنا بالخليقة الأولى عندما خلق الله الكون، مدّ يده وخلق الكون، يسوع يمدّ يده ويعيد خلق هذا الإنسان المريض والميت ويعطيه الشّفاء والحياة.

لذلك الصّوم هو زمن شفاء وتحرّر، تحرّر فكريّ وروحيّ وثقافيّ. والإنسان يكون إنسانًا حرًّا، عندما يبني علاقة مع الله.”

يُذكر أنّ القدّاس الإلهيّ ترأّسه سويف عقب إزاحة السّتارة عن مجسّم للفنّان جان خضير في الذّكرى السّنويّة الأولى لوفاته، والّذي بتعبيره “زرع الفرح والسّلام في قلوب الجميع، في لبنان وفي كلّ العالم”، طالبًا من الرّبّ أن يعطينا أشخاص على مثاله “يزرعون الحبّ والسّلام في قلوب الجميع لكي يتمجّد الله الآب والإبن والرّوح القدس”، فقدّم تعازيه الحارّة للعائلة ولأبناء البلدة والأبرشيّة “التّي تفتخر به”.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…