سبتمبر 23, 2021

المطران غالاغير: يمكننا هزيمة العنصرية عبر ثقافة اللقاء والأخوّة والتضامن

العنصرية والتمييز العنصري ومعاداة الأجانب وضرورة وكيفية القضاء عليها، كان هذا محور مداخلة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى لمناسبة الذكرى الخمسين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل ديربان.

عقدت الأمم المتحدة الأربعاء ٢٢ أيلول سبتمبر اجتماعا رفيع المستوى لمناسبة الذكرى الخمسين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل ديربان، وقد اختير موضوعه “إصلاح الضرر وتحقيق العدالة العرقية والمساواة للسكان المنحدرين من أصل أفريقي”. وتحدث باسم الكرسي الرسولي المطران بول ريتشارد غالاغير أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والذي أكد في البداية التزام الكرسي الرسولي بمحاربة كل أشكال العنصرية والتمييز العنصري ومعاداة الأجانب وما يرتبط بها من تعصب. وعقب تذكيره بنص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن البشر قد وُلدا أحرارا يتمتعون بمساواة في الكرامة وفي الحقوق، ذكَّر بحديث البابا فرنسيس في الرسالة العامة “Fratelli Tutti” عن أن التقدم المزعوم للمجتمع ليس حقيقيا ونهائيا كما نعتقد، حيث يتواصل ظهور العنصرية. وتابع أمين السر مشيرا إلى اضطرار الكثير من ذوي الأصول الأفريقية إلى الهجرة أو اللجوء، إلا أنهم وعقب فرارهم أو اضطرارهم إلى الفرار من بلدانهم يواجهون في الدول التي يتوجهون إليها العنصرية ومعاداة الأجانب والتمييز والتعصب بدلا من الحصول على ما يحتاجون من مساعدة.

شدد المطران غالاغير بعد ذلك على أن القوانين الساعية إلى قلع جذور التفرقة والتعصب عليها أن تحترم حق حرية التعبير والفكر والدين والضمير، ولا يمكن للرقابة على حوادث العنف والتمييز وما يرتبط بها والتحقيق فيها وملاحقتها أن تتحول إلى مبرر لانتهاك الحقوق الإنسانية للأقليات من قِبل الدول او فرض رقابة على آراء الأقليات. وواصل مؤكدا إمكانية هزيمة العنصرية من خلال ثقافة اللقاء والأخوّة والتضامن، وأشار في هذا السياق إلى أن اتفاقيات مثل إعلان ديربان تشكل خطوات هامة وضرورية، إلا أنه من اللازم أن تقود إلى تغير حقيقي وذلك عبر إجراءات حكومية وتربية وإعلام أخلاقي تحترم كرامة الجميع ولا تغذي مفهوم نحن وهم.

ثم انتقل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى الحديث عن التعصب الديني والذي يفرض قيودا على ممارسة الأشخاص لأديانهم بحرية ويؤدي في الحالات المتطرفة إلى العدائية والعنف وجرائم بشعة. وذكَّر المطران غالاغير بما نشهد خلال السنوات الأخيرة من نمو للاضطهاد الديني سواء من قِبل الدول أو أطراف أخرى، حيث تتعرض شعوب بكاملها للتفرقة بسبب إيمانها بينما يتمتع مرتكبو هذه التفرقة بالإفلات من العقاب. وأضاف أن بعض الأقليات الدينية تتعرض إلى الزوال بما في ذلك المسيحيون الذين هم الأكثر تعرضا للاضطهاد على الصعيد العالمي.

هذا وأراد أمين السر التطرق إلى ما وصفه بشكل أخر من التمييز، أي منطق تحسين النسل الذي يختبئ خلف تقنيات الإخصاب الاصطناعي والجانب المظلم لفحوص ما قبل الولادة، حيث تؤدي فكرة أن هناك كائنات بشرية أقل قيمة من غيرها بسبب الإعاقة أو الجنس أو معايير أخرى إلى إنكار حقها في الحياة. ثم ختم المطران غالاغير مذكرا باعتراف إعلان ديربان بور الدين في تعزيز كرامة كل شخص وفي القضاء على العنصرية والتمييز العنصري، وشدد على الحاجة إلى التشريع وإلى مؤسسات فعالة وذلك لأن العنصرية ستختفي فقط في حال موتها في قلوب الأشخاص.

‫شاهد أيضًا‬

رسامة سبعة شمامسة جدد في القدس: ابقوا خدمًا مثل المسيح

حراسة الأراضي المقدسة – موقع أبونا يوم السبت 13 نيسان، وفي كنيسة دير المخلص، في بلدة…