ديسمبر 8, 2020

المهندس الفرد ماضي من جامعة الروح القدس: أهلاً وسهلاً بغبطتكَ ضيفًا عزيزًا مميزًا ومكرمًا في أكاديمية بشير الجميل

FB IMG 1607524602308

كلمة رئيس أكاديمية بشير الجميل المهندس الفرد ماضي في اللقاء مع صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطر الراعي الكلي الطوبى – في جامعة الروح القدس – الكسليك

منذ مئات السنين جاءَ جدودُنا إلى جبالِ لبنان هربًا من الإضطهاد سكنوا المغاورَ والجبالَ والوديانَ وحفروا الصخر طلبًا للحريةِ والأمن وحفاظًا على كرامةِ الإنسانِ فكان لبنانَ “مبادرةً مسيحيَة” لتأمين مالا ذكرتِ آنفًا لهمْ ولكلِ من يريدُ أنْ يعيشَ معهم بسلامٍ وأمنٍ وحريةٍ…

غبطة أبينا البطريرك،

خلال الحرب العالمية الأولى ضرب الأسطولُ الإنكليزي والفرنسي حصارًا على كلِ الدولِ التابعة للأمبراطوريةِ العثمانيةِ ومن بينها لبنان. أمَّا في الداخلِ صادرَ الأتراك لقمةَ عيشِ اللبنانيينَ لإطعام جيشهم فعمتِ الفوضى والويلاتُ والمصائبُ ودبَ الفساد مُحدثةً مجاعةً أودَتْ ما يقاربُ نصف سكانِ جبل لبنان.

وبغياب زعماءٍ ورجالٍ سياسةٍ على مستوى المسؤوليةِ هبَتُ بكركي من خلالِ غبطةٍ أبينا البطريرك الياس الحويك الكلي الطوبى لتقول الأمرُ لي… فكانَ لبنان الكبير بحدودهِ الحالية حدودَ الحفاظِ على الحريةِ والأمنِ والإنسانِ كما اعتقدت بكركي في ذلك الزمان…

فهل يا ترى كان رهانُ بكركي خطأ تاريخيًا؟

التاريخ يعيد نفسه وما أشبه اليومَ بالأمسِ… عثمانيو البارحة هم قوى الأمر الواقع اليوم، يأكلون الأخضر واليابسَ فصادروا لقمةَ عيشِ المواطن كل المعاير والمجالسِ والصناديقَ والوزاراتِ بمشاركة طبقة سياسيةٍ فاسدةٍ أفلستْ البلدِ…

وما زادَ من “الطينِ بلةٍ” فرضُ حصارٍ علينا ، فما كانَ من بكركي إلاّ أنْ هبَتْ، وما في بالتاريخِ يعيدُ نفسهُ، بواسطةِ غبطةِ أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى لتقولَ الأمرُ لي، أيضًا وأيضًا، وتطرحَ الحيادَ الإيجابيَ مبادرةً جريئةً لإنقاذِ 10452كم2.

فإذا نجحت مبادرة الحياد، تكون بكركي قد راهنَتْ بشكل صائب، وإلا ينبغي علينا أن نفكرَ معًا بحلولٍ جذريةٍ وجديدةٍ تكونُ مناسبة لكلِ سكان لبنان وإلا نحنُ سائرون نحو المجهول – المجهول الكارثة.

غبطةُ أبينا البطريرك،

نحنُ على أبوابِ مجاعةٍ كبرى من الممكنِ أن تكونَ أعظمَ وأخطرَ من مجاعةِ الحربِ العالميةِ الأولى حيثُ خسرنا ثلثَ سكانِ جبلِ لبنان، أمّا الآن، إذا لم نتدارك الحالةَ التي نحنُ فيها، من الممكنِ أن نخسرَ وجودَنا المسيحي الحرِ، فنخسر الأرض والإنسانَ معًا ونكونَ الخاسرَ الأكبر في لعبةِ الأمم، التي تدور حولنا الآن ونحن في ثباتٍ عميق.

لقد قدْمتُم يا صاحبَ الغبطةِ من خلالِ الكنيسةِ والجمعياتِ التي تدورُ في فلكِ بكركي ما فيه الكفايةَ وكنتُم الباحثين في المجال. ولأنَ المشكلةَ كبيرةً وكبيرةً جدًا، على الشعبِ وخاصةً الميسورين منهم أن يتكابلوا ويتضامنوا مع المحتاجينَ فنتقاسمَ لقمةَ العيشِ معًا لنحافظَ على الإنسان والأرضِ من أجل وجودِنا وكرامة الإنسانِ في لبنان.

لذلك، نتمنى، وبكلِ احترامٍ على غبطتِكم أن تدعوَ إلى مؤتمرٍ مسيحيٍ يجمعُ الكنائسَ والأحزابَ والجمعياتِ الأهليةِ عُنوانُه بندٌ واحدٌ “التضامنْ الأهليّ – مؤتمر العطاء” فيتحولَ المجتمعُ إلى ورشةِ عملٍ في خدمةِ الإنسان. على أن يتبعَهُ تحريكٌ ليس فقط لعالمِ الإنتشارِ اللبناني بل أيضًا كل اللوبيات المسيحيةِ وغير المسيحيةِ المتعاطفة معنا في أميركا والعالم. وكل هذا من أجل أن نطعمَ الجائعَ، ونسقيَ العطشانْ ونطيبَ المريضَ ونكسوَ العريانْ ونأوي المشرد ونواسيَ المحزونَ والمسجونَ فنستحقَ عن جوارةٍ كما جاءَ في إنجيلِ القديسِ متى 25: “أن نكونَ خرافِ سيدنا يسوعَ المسيحَ”.

وأخيرًا أهلاً وسهلاً بغبطتكَ ضيفًا عزيزًا مميزًا ومكرمًا في أكاديمية بشير الجميل وفي صرحكَ طرحِ القضيةِ وحلمِ البشير عنيْتُ بذلكَ جامعة الروح القدس.

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …