انجيل اليوم: “أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!”
الأحد السادس عشر من زمن العنصرة
مثل الفريسيّ والعشار
“أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!…”
إنجيل القدّيس لوقا ١٨ / ٩ – ١٤
قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين:
«رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار.
فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار.
إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي.
أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!
أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»
التأمل: “أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!…”
“الفريسي ركب مركبة يجرها البر مع الكبرياء بينما مركبة العشار تجرها الخطيئة مع التواضع، الاولى تحطمت وهوت والثانية ارتفعت وعلت”
(يوحنا الذهبي الفم)
الثقة بالنفس فضيلة ولكن احتقار الاخرين رذيلة.
اذا سمعت احدهم يتكلم عن “حسنة” قدمها فعلا لأحد المعوزين ستمقته في الحال، وتتهمه بالكبرياء و”شوفة الحال”.. لقد اضاع الخير الذي صنعه بالكبرياء الذي حطمه.
لا يمكنك ان تحتمل أحد الأشخاص مهما كان، قريب أو بعيد، لا يتكلم الا عن نفسه ومآثره وادانة الاخرين واتهامهم بالتقصير وسوء النية وشر الاعمال.
لا يمكنك ان تحتمل من يطلب منك دائما ان تشكره على فضائله وخيره لانه منقذ العالم، فريد من نوعه، يعرف ما لا يعرفه اي احد، ويعمل ما لا يستطيعه أي بشر يعني بالعربي الدارج الله خلقه وكسر القالب.
لا يمكنك ان تحتمل من يكلمك من فوق، ويقول في نفسه ومجالسه: “انا من فوق والجميع من تحت”.
لا يمكنك ان تحتمل من “يمجد ذاته”، معتبرا نفسه الخالق والمالك والسيد، أهم من الجميع، واكبر من الجميع..
لا يمكنك ان تحتمل من يمدح نفسه في كل مناسبة مظهرا غناه المزيف ومجده الباطل،متعجرفا، متكبرا،مغرورا، يسعى الى الحط من كرامات الاخرين، أنه هو من صنعهم وأوصلهم وانقذهم، لا يمكنهم التحرك من دونه ولا التنفس من دونه.. يضع الاكاليل لنفسه، وبيديه يضع التاج على رأسه.
الفريسي لم يطلب شيئا من الله، لم يفكر في الصلاة بل في تمجيد ذاته، لا بل استخف بالذي يصلي وراءه، لم يعترف بضعفه، لم يظهر جراحاته للطبيب، لذلك عاد دون شفاء.
يا رب اعطنا تواضع العشار، زدنا شوقا الى خلاصك،علمنا صلاته،كي نرددها عن ظهر قلب:”اللهم ارحمنا نحن الخطأة”.
آمين
أحد مبارك
رسالة البابا إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
موقع الفاتيكان نيوز “آمل أن يزدهر الشعب الأمريكي تحت قيادتكم وأن يسعى دائمًا لبناء م…