سبتمبر 29, 2021

بحقنتين من طبيب بيطريّ وفاة الطفلة منار وانعدام الضمير المهنيّ

المصدر: النهار

أخطاء بعض الأطباء يدفع ثمنها المرضى الذين يفقدون حياتهم نتيجة الجهل وانعدام الضمير المهنيّ. وهذه المرة لم يكن الخطأ هيّناً لأنه لم يصدر من طبيب بشريّ أو صيدلانيّ، لكنه جاء على يد طبيب بيطريّ ادّعى صفة لا يتحلّى بها.

 فقد خيّم الحزن والصدمة على أسرة الطفلة المصرية منار البالغة من العمر 4 سنوات فقط، بعد أن لقيت حتفها بفعل حقنتين على يد الطبيب البيطريّ خالد ناصف، ما حوّل هذه المأساة إلى حديث للشارع المصريّ في الفترة الأخيرة.

وتواصلت “النهار” مع محمود علي النجار، عمّ الطفلة الضحيّة، وقال: “الحكاية بدأت عندما خرجت منار مع والدتها لشراء بعض المستلزمات من السوق في إحدى مدن محافظة الغربية “بسيون”، حيث تقطن الطفلة وأسرتها، وكانت تعاني ارتفاعاً في درجة حرارة جسمها، فتوجّهت الأم كعادة أيّ مصرية في مثل هذه الظروف إلى أقرب صيدليّة بجوار المنزل، طالبة من الصيدلانيّ إعطاء الطفلة أيّ دواء حتى تنخفض الحرارة، فما كان منه إلّا أن قال لها إنه سيُعطيها حقنتين للمساعدة على خفض الحرارة على الفور. لكن الطفلة بمجرّد تلقّيها الحقنتين تحوّل جسدها إلى اللون الأزرق وفقدت الوعي”.


وأضاف: “سارع الطبيب البيطري إلى إعطاء منار حقنة ثالثة لإبطال مفعول الحقنتين السابقتين، لكن الفتاة لم تستجب، فنصح الأم بأن تأخذها إلى المستشفي فوراً، ليتمّ نقلها على متن “توك توك” إلى مستشفى “بسيون” في محافظة الغربية مساء يوم الجمعة الماضي، وهي تعاني صعوبة في التنفس مع توقّف عضلة القلب وفقدان تامّ للوعي، فحاول الأطباء إنعاش القلب والرئة وحقن الفتاة بالأدوية المطلوبة، لكن الوقت كان قد تأخّر”.


وتابع: “وضع الأطباء الطفلة على جهاز التنفّس الاصطناعي، لكنّها لم تستجب للعلاج، وفارقت الحياة بعد أربعة أيّام من نقلها إلى المستشفى، حيث تبيّن في وقت لاحق أنّ مَن أعطاها الحقنة ليس صيدلانياً ولكنه طبيب بيطري، وهو زوج صاحبة الصيدلية، وكان أهل البلدة يعتقدون أنه صيدلاني ويستشيرونه في بعض الأدوية التي يأخذونها في حالة مرض أحدهم، ولم نكن نعرف أنّه طبيب بيطري إلّا بعد حادث منار. اليوم، بدأ بعض أهالي القرية يسردون قصصاً مختلفة تدين هذا الطبيب، الذي كان يُعطي وصفات طبية وحقناً خاطئة سبّبت أذى لبعض الحالات، لكنهم كانوا يتعافون منها. لقد نجح في خداعنا أكثر من عشر سنوات عمل خلالها في الصيدليّة”.

 واستطرد العم: “والداها يعيشان صدمة كبيرة، لأن منار هي البنت الوحيدة لهما مع ثلاثة أولاد هم محمود (15 سنة)، ربيع (12 سنة) من ذوي الهمم، وسيّد (8 سنوات)، وكانت هي روح والدها الذي يعاني القلب، وندعو له ولوالدتها بالصبر والسلوان لأنّ الموقف صعب عليهما”.

وكانت السلطات المصرية قد تلقّت بلاغاً من مستشفى “بسيون العام” شمال القاهرة بوصول الطفلة منار في حالة إعياء شديد، ثم تحويلها إلى مستشفى المنشاوي بطنطا، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.

واتّهمت أسرة الطفلة الطبيب بالتسبّب بوفاتها. وعلى الفور، ألقت السلطات القبض عليه، وأمرت النيابة العامة الطب الشرعي بتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وأمرت بحبس الطبيب 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتمّ التجديد له أمس الإثنين 15 يوماً أخرى.

‫شاهد أيضًا‬

“دقّوا أجراس!” ريسيتال ميلادي في بلدة بقرزلا العكارية

ريسيتال ميلادي مميز في بقرزلا العكارية: احتفالاً بميلاد الطفل يسوع شهدت بلدة بقرزلا العكار…