بعد عامين على التعلّم من بعد… ما هي تأثيراته على الصحة النفسية عند أطفالنا؟
المصدر: النهار
ممّا لا شكّ فيه أنّ تلقّي الطلاب دروسهم عبر الإنترنت أو ما يُعرف بـ”التعلّم من بعد” يؤثر في سلوكهم ومهاراتهم التواصليّة. فكيف بعد عامين على التعلّم من بُعد؟
كثرت التداعيات التي حذّر منها المختصّون على صحّة الأطفال النفسيّة نتيجة التعلّم في المنزل، وعلى قدرة الأهل الذين يتولّون إدارته بطريقة متوازنة، ناهيك بمدى تجاوب الصّغار، لا سيّما في الصفوف الابتدائية. فكيف يُمكن حلّ هذه المشكلة؟
حدّدت الاختصاصية في علم النّفس يارا بصيبص مجموعة من ال#تأثيرات النفسية لدى الأطفال نتيجة عدم ذهابهم إلى #المدرسة، من أبرزها:
_ ساعات الاستخدام المطوّل للشاشات وأقلّه 7 ساعات يومياً. هذا ما يتعارض مع توصيات المعنيين بعدم تعرّض الأطفال إلى الشاشات قبل 3 سنوات، فيما يُسمح لهم بعشرين دقيقة فقط بين الـ 3 و الـ6 سنوات. أما من العام الـ 6 إلى الـ8، فتصل الفترة الزمنية إلى ثلاثين دقيقة. وبالنسبة إلى المراهقين، فإنّ الوقت المُوصى به هو ساعتان كحدّ أقصى.
_ انخفاض في التفاعل الاجتماعي وقلة التحفيز الفكري. هذه النتائج لاحظتها المعالجة النفسية في عيادتها. وتعود أسبابها إلى استخدام الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة، ما يؤثر في نموّ دماغهم، وذكائهم العاطفي، وعلاقاتهم الاجتماعية، واستيعابهم للمفاهيم، تركيزهم، انتباههم، و مزاجهم وأكلهم.
واستناداً إلى دراسة شملت الأطفال في فرنسا، بعنوان “CONFEADO 2021″، حول تجربة الحجرالمنزلي المرتبط بوباء #كورونا، فقد أظهرت أنّ تأثير هذا الحجر في صحة الأولاد النفسية متفاوت تبعاً لعمرهم وجنسهم. وبينّت أنّ المراهقين والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين الـ13عاماً والـ 18عاماً هم الأكثر تأثّراًعلى المستوى النفسي مقارنةً بالفتيان الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 9 أعوام والـ 12
عاماً.
ثانياً- إرشادات إلى الأهل والمعلّمين للتعامل مع هذه المشكلات
أكدت بصيبص أنّ المشكلة الحالية ليست سهلة وسط الأزمات التي يمرّ بها لبنان، إذ إنّ الدراسة من بعد تتطلّب قواعد معيّنة في المنزل، يجب على الأطفال الالتزام بها. وتقوم هذه القواعد على مزيد من الأسئلة والتعاون والاستقلاليّة. كذلك، تقوم على تفادي التكرار والضغط والعقوبات والأوامر. ومن أبرز الأفكار التي قدّمتها المعالجة النفسية:
1_ وضع قواعد حازمة لاستعمال الشاشة، وتحديد وقت الشاشة اليوميّ للدرس واللعب، مقترحة عدم استعمال الشاشة على السرير وفي الحمّام. كذلك، نصحت بتفعيل الرقابة الأهلية على استعمال الشاشات من خلال تنزيل تطبيقات مثل ” Qustodio contrôle parental”.
الهدف: _ وضع حدود واضحة لضمان الأمان، وإعطاء الولد إطاراً واضحاً ومطمئناً.
_ حماية الطفل والمراهق من الأفلام الإباحيّة وتحفيزه على النقاش مع الأهل إذا كانت لديه تساؤلات.
2_ تنظيم جدول يومي للأولاد للقيام ببعض النشاطات كالرسم أو الرياضة.
الهدف: إعطاء نقاط مرجعيّة للطفل أو المراهق في الوقت المناسب لخلق بيئة آمنة مثل المدرسة.
3_ تنظيم جدول يومي للأهل لمساعدة بعضهم على إنجاز المهمّات اليوميّة.
الهدف: إيجاد وقت للاسترخاء لتجنّب إرهاق الوالدين وتعزيز نشاط الأهل لمرافقه أولادهم خلال الدرس أونلاين من دون غضب.
4_ توقيف استعمال الشاشة قبل النوم بساعتين على الأقلّ؛ وذلك لأنّ الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعمل على منع إنتاج الميلاتونين هرمون النوم. وبالتالي، تعزيز اليقظة، حتى عند مستويات التعرّض المنخفضة. هذا، وتُحافظ الأنشطة على الشاشات على دماغنا في حالة من الإثارة الفكريّة التي لا تساعد على النوم.
الهدف: العثور على نوعيّة نوم جيّدة لنموّ الدّماغ.
ثالثاً_ حلول للتخفيف من هذه المشكلات
إلى جانب هذه المشكلات التي عرضتها المُعالجة النفسيّة، يؤثر التعلّم من بعد بشكل موازٍ في العلاقات الاجتماعية واكتساب المهارات. من هنا، شدّدت بصيبص على إمكانيّة الدرس في المنزل، بشرط منح المتعلّم بيئة تتكيّف مع احتياجاته لتعزيز الثقة بالنفس، ودعمه نحو الاستقلالية والمسؤولية.
وقدّمت بعض الأمثلة للتخفيف من تأثير الدرس من بعد في العلاقات الاجتماعية واكتساب المهارات عند الأولاد والمراهقين، أبرزها:
1_ ابتكار ألعاب مرحة، يقوم الوالدان من خلالها بشرح الموادّ المدرسيّة.
الهدف: خلق تفاعل اجتماعي تعليميّ؛ فباب الطفل هو اللعب الذي يجعله اجتماعيّاً، ويمنحه الثقة بالنفس، ويعلّمه القواعد والحدود، وينمّي استقلاليّته. اللعب مع الطفل لمدّة تصل إلى 5 دقائق في اليوم يغذّي الطفل بالحضور الذي يحتاجه.
2_ إغلاق هواتف الوالدين في وقت معيّن من النهار، ومنح الطفل الوقت بنسبة ١٠٠٪ للّعب والمحادثة والضحك واللهو.
الهدف: الأهل هم قدوة للأولاد؛ فتمضية أوقات مع الولد في الطبيعة مثلاً تعزّز الروابط العائلية والاجتماعية.
3_ الاجتماع العائلي يومياً لمناقشة الصعوبات التي يواجهها الطفل والمراهق خلال الدرس من بعد.
الهدف: معرفه الصعوبات التي يواجهها الطفل والمراهق والتفكير في حلول بنّاءة تبسّط التعليم، وتجعله أكثر تفاعلاً.
4_ تكييف أنشطة حسيّة فكريّة ويدويّة، حسب الموضوع المدروس من بعد في المدرسة. مرافقه الطفل لاكتشاف ما يحبّ من خلال تشجيعه على القراءة والرسم والطبخ والموسيقى.
الهدف: تنمية القدرات المعرفيّة، ومساعدة الأولاد على التعبير عن مشاعرهم وأذواقهم ورغباتهم وآرائهم.
5_ اللجوء إلى اختصاصيين نفسيّين أو معالجين أسريين، إن كان هناك صعوبة بوضع ضوابط في المنزل.الهدف: دراسة الوضع العام في العائلة، وفهم الإشكاليّة التي يمرّ بها الطفل والأهل في العائلة.
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة
أبو كسم تعليقاً على فيديو كاهن مزرعة يشوع: السلاح الحقيقي للكنيسة هو الصلاة اوضح رئيس المر…