ديسمبر 18, 2019

بعد لقائهما في بكركي، بيان مشترك بين الرّاعي ويوحنّا العاشر

بعد لقائهما في بكركي، بيان مشترك بين الرّاعي ويوحنّا العاشر

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم الأربعاء بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، يرافقه المتروبوليت سلوان موسي والأسقف كوستا كيال، في الصّرح البطريركيّ في بكركي حيث عُقد لقاء مُشترك بحضور المطارنة سمير مظلوم، بولس صيّاح، طانيوس الخوري وبيتر كرم. وقد شكّل هذا اللّقاء فرصة لمتابعة التّشاور القائم والمستمرّ ولتبادل الآراء حول آخر التّطوّرات السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي يعيشها لبنان. وبعد اللّقاء صدر بيان مشترك جاء فيه:

“توقّف المجتمعون بقلقٍ بالغ أمام التّصاعد الخطير للأزمات في لبنان وما بات يهدّد به من تداعياتٍ على حياة مواطنيه والوحدة والأمن والاستقرار فيه. وإذ كرّروا تأكيدهم على وقوف الكنيسة مع المطالب المحقّة للشّعب اللّبنانيّ في انتفاضته على اهتراء الواقع الاقتصاديّ وأسبابِه من هدرٍ وفسادٍ وتسخير للإدارات والمؤسّسات العامّة لخدمة المصالح السّياسيّة، دعوا المسؤولين كافةً إلى التّحرّك لتدارك الأخطار والإسراع في تلبية مطالب الشّعب المحقّة وتأمين نزاهة الحكم وعدالته وشفافيّته وتشكيل الحكومة وصولاً لعودة الاستقرار إلى لبنان والحياة الكريمة لأبنائه.

وآلمت المجتمعين مشاهدُ الفوضى والعنف وبعضُ أشكالِ القمع الّتي برزت بين حينٍ وآخر، أكانت بهدف الحدِّ من حرّيّة الحراك الشّعبيّ أم لأسبابٍ وغاياتٍ سياسيّة أخرى. واستنكروا بشدّة ما تمّ تناقله في الأيّام الأخيرة من إساءة إلى معتقدات ورموز دينيّة ونبّهوا إلى خطورة هذه التّصرّفات. وإذ ثمَّنَ المُجتمعون تعبَ العناصر الأمنيّة وجهودَها في مواكبتها للحراك، طلبوا إليها بذل كلّ جهدٍ إضافيّ لتلافي معاملة المتظاهرين السّلميّين بقسوة وحفظِ أمنهم وحماية حرّيّة تعبيرهم، وكذلك صون الممتلكات العامّة والخاصّة وسلِم البلد الأهليّ في آن، وأهابوا بالمنتفضين الإبقاء على الطّابع السّلميّ لتحرّكاتهم والتّمسّك به كي لا تنحرف تحرّكاتهم عن غايتها وكي لا يتسلّل إليها المتربّصون شرًّا بهذا البلد وبمصير أبنائه.

وفي السّياق ذاته، دعا المجتمعون القيادات السّياسيّة والرّوحيّة والمُجتَمَعيّة المَدنيّة وكافّة شرائح الشّعب إلى المساعدة على ما يحفظَ هذا السِّلم ويمتّن الوحدة ويبتعد بالوطن عن كلّ شرذمةٍ وانقسام ويستقرّ به وطنًا آمنًا، مزدهرًا، للأجيال.

ومع اقتراب عيد ميلاد المخلّص الّذي به أتى الفرح لكلّ العالم، ولاسيّما الفقراء والمهمّشين منهم، دعا المجتمعون المسؤولين في لبنان إلى أن يتذكّروا أنّ هدف العمل السّياسيّ هو توفير العيش الكريم للمواطنين وأن ينعم النّاس بالسّلام والاستقرار والطّمأنينة والفرح، وبألّا يرزحوا تحت ضغوط الفقر وانسداد الآفاق والقلق على المصير. كما ناشدوهم في ظلّ هذه الظّروف الصّعبة أن يتخلّوا عن أنانيّاتهم وخلافاتهم الفئويّة وأن يتجرّدوا من مصالحهم الضّيّقة ويلجأوا إلى الانفتاح على بعضهم البعض وإلى الحوار البنّاء المجرّد من المصالح كوسيلة لاستنباط الحلول للنّهوض بهذا الوطن وتنمية قدراته وقدرات شعبه الكثيرة.

ويعرب المجتمعون عن أسفهم البالغ لتعثّر إتمام الخطوة الدّستوريّة القاضية بتكليف رئيس للحكومة الجديدة، ويدعون القيادات السّياسيّة الى إعلاء شأن الوطن على المصالحِ والرّغبات الخاصّة وتقديم ما يلزم من تنازلاتٍ خدمةً للبنان وشعبه وإتمامًا لعمليّة التّكليف والتّأليف بالسّرعة المطلوبة ووفقَ ما يُجسّد آمال الشّعب وتطلّعاته. وبرجائهم هذا يشخص المجتمعون إلى إطلاق ورشةِ نهوضٍ وإصلاحٍ ومساءلة تعيدُ الأموالَ العامّة إلى الدّولة وثقةَ الشّعب بدولته وتضعُ الأسس والخطوات العمليّة الّتي تساعد على عودة الدّورة الاقتصاديّة المُنتِجة إلى الوطن ومواجهة تداعيات الانهيار الماليّ والانكماش الاقتصاديّ، على أبنائه، من فقرٍ وبطالةٍ وافتقادٍ لأبسطِ ضمانات العيش.

وأخيرًا، رفع المجتمعون دعاءَهم لأجل أن يحفظَ الله لبنان وأبناءه، وأن ينير طفل المغارة ظلمة هذه الأيّام الصّعبة بأنوار ميلاده، وأن ينهض لبنان من صعوباته ويقيم اللّبنانيّون في السّلام والمسرّة”.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر – Vati…