أغسطس 18, 2021

بقعوني للمسؤولين: كفّوا عن سرقة حياتنا ومستقبلنا وانصرفوا إلى المعالجة

أكّد متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني خلال قدّاس عيد انتقال السّيّدة العذراء الّذي ترأّسه في كنيسة السّيّدة- بتغرين وعاونه فيه كاهن الرّعيّة الأب بطرس خوري بحضور أبناء الرّعيّة، أنّ “من يريد أن يعمل بمشيئة الله عليه أن يقتدي بيسوع المسيح بالفكر والقيم والأخلاق، ومن يريد أن يمتلئ من كلمة الله على مثال مريم العذراء وكلّ القدّيسين، عليه أن يفني ذاته ويتواضع ويعمل بالوصايا العشرة، فعندما نخالف مشيئة الله ونسير بالخطيئة نصل إلى الكارثة في حياتنا الشّخصيّة والاجتماعيّة والوطنيّة“.

في عظته، توقّف بقعوني بحسب “الوكالة الوطنيّة للإعلام”، “عند ثلاث وصايا مشتركة بين الدّيانات السّماويّة كلّها وهي: لا تقتل، لا تسرق ولا تشهد بالزّور” داعيًا “المؤمنين وجميع اللّبنانيّين إلى تطبيق وصايا الله والتّعاليم الإنسانيّة في حياتهم”، مشيرًا إلى أنّه “في لبنان ذهب الكثير من الأبرياء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب إهمال بعض المسؤولين والسّياسيّين وتقصيرهم، ولا أحد يسأل عنهم، وأكبر مثال على ذلك ما حصل بعد انفجار مرفأ بيروت الّذي خلّف مئات الضّحايا والمصابين وآلاف العائلات المشرّدة”.

ودعا إلى “رفع الحصانات عن الجميع، فالله حرّم قتل الأبرياء منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة، والكثير من اللّبنانيّين دفعوا وما يزالون يدفعون أثمانًا باهظة بسبب سياسات وقضايا أكبر من لبنان ونحن سنظلّ نرفع الصّوت عاليًا، والكنيسة لن تسكت عن جريمة المرفأ، نعم لرفع الحصانات عن الجميع ولا أحد فوق القانون ونعم للقضاء النّزيه، ونعم لما يقوم به القاضي بيطار، وعلى الجميع الخضوع للتّحقيق فلا أحد فوق القانون.

يكفينا ما سقط من أبرياء إبّان الحرب الأهليّة وكذلك ما حدث أمس في التليل، الله يرحم أنفس الضّحايا ويشفي المرضى، ولكن لبنان لن يتغيّر ولن تتحسّن أحواله إذا ما تمّ التّوقّف عن قتل الأبرياء وعن السّرقة الّتي استمرّت لسنوات وكذلك التّوقّف عن الشّهادة بالزّور وكم من شهادات الزّور كتبت وتكتب للحكم على أبرياء وتبرئة الفاعلين”.

وتوجّه إلى السّياسيّين من جميع الطّوائف قائلاً: “تتمنّون في الأعياد الازدهار والسّلام والاستقرار والحياة للبنان وللّبنانيّين ولكن لا حياة في لبنان بل سرقتم أحلامنا ومستقبلنا وآمالنا وأولادنا الّذين يهاجرون، فهل هذه هي الدّولة الّتي نريدها. إذا أردنا تغييرًا حقيقيًّا لبلادنا علينا أن نتوب كذلك على كلّ مسؤول زمنيّ ودينيّ واقتصاديّ أن يتوب، ولن تكون الأعياد مباركة إلّا إذا غيّر المسيحيّون حياتهم وتابوا وكذلك شركاؤهم المسلمون، فلا حياة أحد أغلى من حياة المواطن اللّبنانيّ والّذين لجأوا إلى لبنان ولا كرامة فوق كرامة الإنسان، ولا شيء أهمّ من الإنسان.

كفّوا عن سرقة حياتنا ومستقبلنا وانصرفوا إلى المعالجة ولكن توبوا أوّلاً وغيّروا حياتكم ليتغيّر هذا الوضع ولننعم بحياة جديدة”.

وأنهى قائلاً: “الجميع متعب، وكثيرون محبطون ويائسون ولكن بشفاعة أمّنا مريم العذراء الّتي لم تستسلم أمام الصّليب، أدعوكم إلى أن لا تستسلموا أمام التّحدّيات الّتي تمرّون بها بل ناضلوا لإحقاق العدل والسّلام وإصلاح الأوضاع في لبنان”.

‫شاهد أيضًا‬

رئيس الأساقفة غالاغر يتحدث عن الاعتداء الأخير في موسكو وعن الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط

رئيس الأساقفة غالاغر يتحدث عن الاعتداء الأخير في موسكو وعن الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط…