‫‫‫‏‫4 أيام مضت‬

تأثيرات سلبية وحاجة إلى وعي أكبر

المستوى الهابط لبعض الناشرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي: تأثيرات سلبية وحاجة إلى صلاة ووعي أكبر

كتب ميشال حايك – يسوعنا

في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة رئيسية لتبادل المعلومات والأفكار. ومع ذلك، لا يمكننا إنكار ظهور ظاهرة خطيرة تتمثل في المستوى الهابط لبعض المحتوى الذي ينشره عدد من المستخدمين والناشرين. هذا الانحدار يشمل الترويج للشائعات، نشر الأخبار الزائفة، المحتوى السطحي وغير الهادف، وأحياناً الإساءة المباشرة للآخرين أو لمواضيع حساسة.

أسباب الظاهرة

1. السعي وراء الشهرة السريعة: يلجأ البعض إلى خلق محتوى مثير للجدل أو غير لائق بهدف زيادة المشاهدات والتفاعلات، بغض النظر عن قيمته أو تأثيره.

2. غياب المسؤولية الأخلاقية: يفتقد الكثير من الناشرين الوعي بمسؤولياتهم تجاه جمهورهم وتأثير محتواهم على المجتمع.

3. سهولة الوصول إلى المنصات: غياب الرقابة الجادة من بعض المنصات يجعلها ساحة مفتوحة لنشر أي نوع من المحتوى دون التحقق من مصداقيته أو ملاءمته.

4. التنافس غير الصحي: يدفع التنافس على جذب الانتباه البعض إلى استخدام أساليب تافهة وغير مهنية.

التأثيرات السلبية

1. إضعاف الوعي المجتمعي: يؤدي نشر المحتوى غير الهادف إلى تراجع مستوى الوعي الثقافي والفكري لدى المتابعين.

2. انتشار الشائعات: تساهم الأخبار الكاذبة والمعلومات غير الموثوقة في إثارة البلبلة بين الناس.

3. تشويه القيم: يؤثر المحتوى الهابط على الشباب بشكل خاص، حيث يعزز من القيم السطحية ويقلل من احترام القيم الإنسانية.

4. الإضرار بالمصداقية الإعلامية: ينعكس هذا المستوى المتدني سلباً على الثقة بالإعلام بشكل عام.

الحلول المقترحة

1. تعزيز الوعي الرقمي: على الأفراد تعلم كيفية التمييز بين المحتوى المفيد والمضلل.

2. المساءلة الأخلاقية: يجب أن يتحمل الناشرون مسؤولية أخلاقية تجاه جمهورهم، وأن يدركوا أن تأثيرهم يتعدى حدود الشاشات.

3. تشجيع المحتوى الهادف: من الضروري دعم صناع المحتوى الذين يقدمون مواد تعليمية وثقافية وترفيهية بجودة عالية.

4. دور المنصات: على منصات التواصل الاجتماعي أن تتحمل مسؤوليتها من خلال تعزيز أدوات الإبلاغ عن المحتوى المسيء وتشجيع خوارزميات تدعم الجودة على الكمية.

وجود الأهل في حياة أبنائهم يُعدّ عنصراً أساسياً لحمايتهم من التعرض أو المشاركة في نشر محتوى هابط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

1. التربية على القيم والمبادئ: الأهل هم المسؤولون الأساسيون عن زرع القيم الأخلاقية والمبادئ لدى أبنائهم. توجيه الأبناء منذ الصغر على أهمية التمييز بين المحتوى المناسب وغير المناسب يجعلهم أكثر وعياً في استخدام التكنولوجيا.

2. المراقبة والتوجيه: متابعة ما يتصفحه الأبناء على الإنترنت وتوجيههم بأسلوب إيجابي يساعد على الحد من تعرضهم للمحتوى غير اللائق، ويقلل من احتمالية مساهمتهم في نشره.

3. تعزيز الحوار والثقة: بناء علاقة قائمة على الحوار المفتوح والثقة بين الأهل والأبناء يجعل الطفل أو المراهق يشعر بالراحة في مناقشة ما يراه على الإنترنت. هذا يساعد الأهل في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يكتسبها الأبناء من مواقع التواصل.
وعلى الأهل أن يكونوا على دراية بتقنيات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي ليتمكنوا من مساعدة أبنائهم على فهم مخاطر نشر أو مشاهدة المحتوى الهابط.

5. وضع الحدود: وضع قوانين منزلية لاستخدام الإنترنت، مثل تحديد أوقات معينة للتصفح أو منع استخدام بعض التطبيقات، يحمي الأبناء من التعرّض للمحتوى السيئ.

6. تشجيع الأنشطة البديلة: إشراك الأبناء في أنشطة بديلة، مثل الرياضة أو الفنون أو القراءة، يقلل من وقتهم على الإنترنت، مما يحد من احتمالية التعرض للمحتوى الضار.

7. أن يكونوا قدوة حسنة:
الأبناء يتعلمون من تصرفات الأهل. إذا كان الأهل يستخدمون الإنترنت بشكل مسؤول ولا يشاركون محتوى هابط، فإن الأبناء سيحذون حذوهم.

ختاماً

المستوى الهابط لبعض الناشرين على مواقع التواصل الاجتماعي هو ظاهرة تستدعي وقفة جادة من جميع الأطراف: الأفراد، المنصات، والمجتمع بشكل عام. فلا يمكننا بناء مستقبل أفضل إلا إذا جعلنا من هذه المساحات الافتراضية أداة حقيقية للتثقيف والتطوير بدلاً من أن تكون مسرحاً للسطحية والإسفاف. خلال هذه الخطوات، يستطيع الأهل لعب دور حيوي في توجيه أبنائهم نحو استخدام إيجابي وبنّاء لمواقع التواصل الاجتماعي.

صلاة:

“يا ربنا يسوع المسيح،
يا من أحببتنا وأحببت أبناءنا بمحبة أبدية،
نرفع قلوبنا أمامك اليوم متضرعين أن تحمي أبناءنا من كل شرّ ومفسدة.

احمِ عقولهم وقلوبهم من التأثيرات السلبية،
وامنحهم الحكمة ليُميّزوا بين الخير والشر،
والقوة ليرفضوا كل ما يُبعدهم عن نورك.

يا يسوع الحبيب،
كن الحارس الأمين على حياتهم الرقمية،
واملأ قلوبهم برغبة السعي إلى الأمور التي تمجّد اسمك.
وجّه خطواتهم نحو استخدام التكنولوجيا لما هو نافع وبنّاء،
وامنحهم القدرة على أن يكونوا نوراً في عالم الظلام.

يا رب، أعطِنا كأهل الحكمة والإرشاد لنعلمهم طريقك،
واملأ بيوتنا بسلامك ليكبروا في حبك ونعمتك.
باسمك المبارك نصلي، آمين.”

‫شاهد أيضًا‬

عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل

الرسالة إلى العبرانيّين 2 : 14 – 18 3 : 1 – 6 يا إخوتي، بِمَا أَنَّ الأَب…