تذكار القديس امبروسيوس اسقف ميلانو
اليوم السابع
تذكار القديس امبروسيوس اسقف ميلانو
ولد في فرنسا حيث كان ابوه روماني والياً. ولما مات ابوه، عادت به أمه الى روما مع شقيقته مركلِّينا وشقيقه ساتيروس، وانصرفت الى تربية بنيها تربية مسيحية صالحة.
اتقن علم الاداب والفلسفة فقرَّبه ولاة ايطاليا انيسيوس بربُّوس المسيحي، وجعله مستشاراً له، ثم والياً على ميلانو وقال له:” اذهب وكن اسقفاً، اكثر من ان تكون والياً”.
راح امبروسيوس يدير شؤون الولاية بالعدل والاستقامة.
ولما مات اوسكنديوس اسقف ميلانو الاريوسي، اشتد الخصام حول من يخلفه. فراح امبروسيوس يحضَّهم على الاتفاق والسلام.
وبينما هو يتكلم، اذا بطفل يهتف باعلى صوته: امبروسيوس اسقف! فرددت افواه جميع الحاضرين: امبروسيوس اسقف! اما هو فاعتذر متوارياً عن الابصار. ولم يقبل الاسقفية الاًّ مرغماً نزولاً عند رغبة الشعب. وقبل ان يتسلم رئاسة الاسقفية، وزع امواله على الكنيسة وعلى الفقراء.
وانصرف يبذل كلَّ عنايته بشؤون رعيته، فيردُّ الضالين منهم الى حظيرة الخراف. وكفاه مجداً وفخراً انه ردَّ مار اغوسطينوس الى التوبة. وقد حمل حملةً شعواء على البدعة الاريوسية التي كانت تعيث فساداً.
وكان يجمع بين فضيلتي التواضع والشجاعة معاً، فلم يكن ليهاب احداً من عظماء الدنيا اياً كان، في الدفاع عن الحق.
جاء الملك تاودوسيوس الى ميلانو، بعد ان قتل ابرياء من اهل تسالونيكي، واراد ان يدخل الكنيسة فمنعه امبروسيوس وقال: لا يجوز لك ايها الملك ان تدخل بيت الله بيدين ملطَّختين بدم الابرياء. فأجابه الملك: ان الله صفح عن داود القاتل وسمح له بدخول الهيكل. فقال الاسقف:” قد تشبهت بداود خاطئاً، فعليك ان تتشبه به تائباً”. فتأثر الملك وانصاع لامره، واستمر في قصره ثمانية اشهر محروماً، وعوامل الندامة تحزُّ في قلبه.
ولما تحقق الاسقف توبته دعاه لحضور الذبيحة الالهية. فجاء وانطرح امامه على باب الكنيسة، باكياً ذليلاً، فأخذه الاسقف وادخله ودموع الفرح تذرف من عينيه. وكان ذلك أنجح موعظة للشعب الذي أكبر سلطة الاسقف الجريء، كما اعجب باطاعة الملك العظيم.
وكما امتاز هذا القديس بجرأته وتواضعه، قد امتاز ايضاً بشفقته على الفقراء، والمحتاجين والمتضايقين. وكان شغوفاً بالعبادة للعذراء مريم فألَّف بمديحها نشائد عديدة بديعة. وانشأ ديراً للعذارى تحت ادارة شقيقته مركلِّينا.
وبمثل هذه الاعمال الصالحة، انهى القديس امبروسيوس حياته المجيدة، في 4 نيسان سنة 398. وله من العمر 64 سنة.
وقد أغنى الكنيسة بتآليفه اللاهوتية وشرحه الاسفار المقدسة بالترانيم والطقوس البيعية فأحصته الكنيسة بين ملافنتها وابائها الأعلام. صلاته معنا. آمين.
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحدة للسكان
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحد…