فبراير 15, 2023

تفاصيل اليوم الثّاني للجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط

تفاصيل اليوم الثّاني للجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط

تيلي لوميار/ نورسات

تستمرّ المسيرة السّينودسيّة بزخم كبير مع اليوم الثّاني من أيّام الجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط المنعقدة في بيت عنيا- حريصا حتّى 18 شباط/ فبراير الجاري.

إستهلّ اليوم الثّاني بصلاة الصّباح مع الكنيسة اللّاتينيّة وتأمّل في فِعل “السّير معًا” للنّائب البطريركيّ للكنيسة اللّاتينيّة في الأردنّ المطران جمال خضر دعيبس، ممّا جاء فيها “قصّة شعب العهد القديم هي قصّتنا. نحن شعب الله الّذي دعانا منذ بداية البشارة الإنجيليّة. عشنا في هذه البلاد ألفي عام كنيسة تشهد لإيمانها بالمسيح وقيامته. ولكنّنا اليوم نشعر أنّنا نعيش أوضاعًا صعبة بسبب تناقص أعداد المسيحيّين، وكأنّنا أصبحنا مثل الامرأة العاقر؛ وبسبب أوضاع بلداننا، وبعض مدننا أصبحت خَرِبَة من الوجود المسيحيّ”.

وإختتم تأمّله بدعوة مسيحيّي الشّرق؛ “لنقف أمام الله بكلّ تواضع، ولنقرّ بأنّنا لم نكن أمينين لعهدنا معه. قسمنا جسد المسيح، مع أنّنا جميعًا واحدٌ في المسيح، “فلَيسَ هُناكَ يَهودِيٌّ ولا يونانِيّ، ولَيسَ هُناكَ عَبْدٌ أَو حُرّ، ولَيسَ هُناكَ ذَكَرٌ وأُنْثى، لأَنَّكم جَميعًا واحِدٌ في المسيحِ يسوع” (غلاطية 3، 28). ولنجدّد ثقتنا بمن هو خالقنا وفادينا، من هو سيّد التّاريخ والّذي منه كلّ شيء وله كلّ شيء، له المجد أبد الدّهور”.

خصّص اليوم الثّاني لعرض تقارير المسار السّينودسيّ بحسب البلدان المشاركة لكلّ كنيسة، تقارير عن التّحدّيات والآلام والمعاناة جرّاء الأنظمة والسّياسات في المنطقة لاسيّما الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي يواجهها أبناء هذه الكنائس في سوريا ومصر والعراق ولبنان وبلدان الخليج والأردنّ والأراضي المقدّسة. تميّزت هذه التّقارير بالجرأة لناحية تسمية الأمور كما طرحت خلال المرحلة الأولى للسّينودس في الرّعايا المحلّيّة، من دون مواربة أو تجميل وتلطيف كالهجرة القسريّة والتّهجير الممنهج ودور المرأة في صنع القرار في الكنيسة وزواج الكهنة، كما طرحت حتّى الكثير من القضايا الّتي كانت تعتبر من المحرّمات كالإكليروسيّة والمثليّة وشمّاسيّة المرأة…

أمّا قدّاس المساء فكان بحسب طقس كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك، ترأّسه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ الّذي ألقى عظة في المناسبة قال فيها: “في رسالة اليوم يورد بولس جملة تستحقّ أن نتوقّف عليها. يقول: “إن اعترفت بفمك بالرّبّ يسوع وآمنت في قلبك أنّ الله قد أقامه من بين الأموات، تخلص” نحن نعلم من إنجيل مرقس أنّ “من آمن واعتمد يخلص”. أمّا بولس فيضيف هنا توضيحًا ويضع شرطًا آخر لنيل الخلاص. التّوضيح هو أنّ الإيمان يحصل بالقلب، أيّ أن نتجاوز عقبة الفهم بالعقل إلى الفهم بالقلب”.  

وتابع “أمّا الشّرط الجديد لنيل الخلاص فهو أن نعترف بفمنا، أيّ أن نعلن جهارة قيامة الرّبّ يسوع. أن لا يبقى إيمان المسيحيّ في داخله، إيمانًا صامتًا، إيمانًا يحتفظ به لنفسه دون سواه. من واجبنا المسيحيّ أن نخبر بالقيامة في حينه وفي غير حينه كما يقول القدّيس بولس. إيماننا بشرى حلوة وحسنة، والبشرى قد جُعلت لتنُشر وتذاع في كلّ حين وفي كلّ مكان. هذا ما فعله الرّسل من بعد ما حلّ عليهم الرّوح القدس. ونحن إن كنّا اعتمدنا باسم المسيح ونلنا الرّوح القدس فلكي ننقل إلى العالم كلّه ذلك الخبر الرّائع أنّ يسوع قام من بين الأموات وأنّه إله وأنّه مخلّص”.

وعن السّينودس قال “غايته الرّسالة، أيّ أن نعلن يسوع المخلّص القائم من بين الأموات. هذا الإعلان يحصل بالفم كما يقول بولس وإنّما أيضًا بالمثل الصّالح، بالقدوة الحسنة، كما يعلّم بولس أيضًا: “اقتدوا بي كما أنّي أنا أقتدي بالمسيح”. وأن نسير معًا نمط من هذه القدوة المطلوبة منّا نحن تلاميذ يسوع. أن نسير معًا بالرّغم من الفوارق المتنوّعة الموجودة الّتي قد تهدّد في بعض الأحيان بالتّباعد والتّنائي، متذكّرين قول بولس: “ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما في المسيح يسوع”، “وأطلب منكم باسم ربّنا يسوع المسيح أن تكونوا جميعكم على قول واحد وتكونوا بفكر واحد ورأي واحد”. بهذه القدوة نضع الأساس الّذي نبني عليه السّينودس الّذي نحن ذاهبون إليه، والأملَ بنجاحه: سينودس “الشّركة والشّراكة والرّسالة”.”

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…