مارس 16, 2021

«ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!…»

الإنجيل اليومي

الثلاثاء ١٦ أذار ٢٠٢١
الثلاثاء الخامس من الصوم الكبير

«ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!…».

إنجيل القدّيس مرقس ٦ / ٤٧ – ٥٦

لَمَّا كانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة.
ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم.
ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا،
لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».
وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش،
لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم.
ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك.
ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً.
وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود.
وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون.

التأمل: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».

نؤمن أنك معنا، لذلك لن نخاف..

لن نخاف الرياح مهما اشتدت..

لن نخاف الامواج مهما ارتفعت..

لن نخاف الصعاب مهما كَبُرَت..

ما دمت معنا، ترافقنا في رحلتنا، في بحور هذا العالم المضطرب، المستعد دائماً لابتلاع ما تبقى من إنسانية، لن نخاف..

نثق أنك ستأتي لنجدتنا، ولو في آخر ليلنا، ستأتي مع الفجر حاملاً إلينا نوراً يمسح ظلمتنا في هذا العالم الحزين، يهدىء من روعنا ونحن على فوهة بركان من الموت اليومي، ينشر بيننا الاطمئنان والثبات، ونحن شهودٌ على خلاص البشرية في فجر يوم قريب…

لن نخاف من وحشية أشباه بشرٍ، الذين ينحرون بدمٍ بارد من يلبس ثوب الحمل، ثوب الطهارة، ثوب الخدمة، ثوب الانسانية..

لن نخاف وحش الكورونا الذي يفتك بالبشر وهم غافلون…

لن نخاف الجوع الذي يقرع أبواب عائلاتنا عند كل مساء…
نعلم ان الخطر من حولنا يسرح في قرانا ومدننا وأوطاننا ليلاً ونهاراً لكننا قررنا المواجهة مهما حدث، لأنك معنا.. لن تتركنا يتامى وسط بحور تلك الأمراض والشرور.

لن نتراجع امام المخاطر، لأنك معنا، رغم أننا لا نفهم منطقك في أغلب الأحيان، رغم الموت، رغم سواد العقول والأفكار والأمراض سنبقى في سفيتنا ننتظرك ولو أننا لم نفهم حتى الآن معجزة الخبز لقساوة قلوبنا.
سنرتدي ثوب الراهبات والرهبان، نعم سنلبس الساري للخدمة، أبيض اللون للسلام، المطرز بالازرق للأمل والرجاء، لنشهد أنك لست شبحاً للذبح بل أنت الله ولست سوى محبة..

أعطنا ربي شجاعة في الحب حتى الشهادة، أعطنا ربي قوة الايمان كي نمشي جلجلة هذه المحنة حتى القيامة.

آمين.

صوم مبارك

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …