حقاً أحبك يا أبي أكثر من الكثير بكثير… في كل وقت، ولحظة، وثانية، إني أراك في كل مكان وأتخيلك في الأحلام

الأب كلمة من حرفين، ولكن معناها كبير جداً لا أحد يفهم دور الأب، والمسؤولية التي تقع عليه… أولاده، وزوجته، وعائلته، وعند فقدانه يختل توازن البيت، ويصبح كل شيء ناقص بلا الأب، كل فرحة لا تكتمل لأن الأب غير موجود.
حقاً أحبك يا أبي أكثر من الكثير بكثير.
ألف كلمة وكلمة لا تزال عالقة في حنجرتي كالغصة لم أخبرك عنها قبل رحيلك، أولها أحبك أبي وأشتاقك كثيراً.
ولي في غيابك قصة وجع لا تنتهي، رحمك الله… أخذك منا الكورونا الذي لم أتوقع أن يسلب مني أغلى ما أملك…
رغم أنك رحلت من الدنيا إلا أنك لم ترحل مني، ولا تزال تسكنني، ولازلت أراك في كل صوب وناحية يا أبي.
يا ليت الدنيا تعود بي إلى أيامك، وإلى حنانك، وإلى عطفك، يا ليتني استيقظ في الصباح وأسمع صوتك الحنون الذي تناديني به، يا ليتني احتضنك وأشم رائحتك العطرة التي افتقدها بشدة، يا ليتني ويا ليتني ما فقدتك، وما رأيت يوماً كيوم هجرتك، يوم حُملت فيه على أكتاف الرجال ذاهباً الى مثواك الأخير في أصعب الظروف ، تاركاً وراءك امي ندى تبكي ليلاً نهاراً شوقاً اليك، اختي، أخي، باميلا، أنطون، فيرونيكا والأحفاد… كم أتمنى أن أراك حتى في المنام وأُشبع ناظري بك، والمس يديك الحنونتين، وانظر إلى عينيك المليئة بالحب والعاطفة علينا التي تركتها بين أيادي الزمان تعاني هماً لا يعرف به أحد، رحمك الله يا نور قلبي وحياتي يا جميل الروح والقلب…
ذاك يوم كان يوم استقلال روحك عن جسدك… وهذه ارادة يسوع نشكره على كل شيئ.
ما أصعب الحياة دون وجودك، فرّقتنا الأيام وجمعتنا الأحلام، يا ليت كل أيامي أحلام.
في كل وقت، ولحظة، وثانية، إني أراك في كل مكان وأتخيلك في الأحلام، وأحتاج لك في كل الأحيان، ذكرى تتجدد باستمرار، يا لها من ذكرى تقطع قلبي، وتفطره شوقاً لك، يا ما ضحكنا سوياً، يا ما ضممتني إلى صدرك الحنون، يا ما أتمنى لو عادت الذكريات، فقد صبرت دون جدوى فقد تكلم قلبي قبل لساني، وقد انجرح قلبي جرحاً لن يتداوى بفراقك أيها الغالي، فقد عجز اللسان أن يتكلم، وعجز القلم أن يكتب بشوقي لك، فقد اشتقت لك شوق الأم لابنها، وشوق المغترب لوطنه.. انت وطني.
احبك
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
