نوفمبر 18, 2020

رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية يتحدث عن الحاجة إلى استدامة أنتروبولوجية

رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية يتحدث عن الحاجة إلى استدامة أنتروبولوجية

قدّم رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية السيد ستيفانو زامانيي الحدث الدولي الذي يحمل عنوان “اقتصاد فرنسيس” والذي شاءه البابا نفسه من أجل الدلالة على الطريق المؤدية إلى تجدد اجتماعي واقتصادي، والمرتقب أن يبدأ يوم غد الخميس، مؤكدا أن المنظومة المالية الحالية لا يمكن أن تستمر، إذ ينبغي أن تُعاد صياغة قواعدها، كما حان وقت تغيير منظومة العمل.

تنطلق إذا هذه المبادرة يوم غد وتستمر لغاية يوم السبت المقبل الحادي والعشرين من الجاري، وستتم اللقاءات بصورة فرضية، أي عبر شبكة الإنترنت، وستشهد مشاركة أكثر من ألفي شاب من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال، يتناقشون بمسائل مرتطبة بالعمل والأخلاقيات والمال والذكاء الاصطناعي. ولفت زامانيي، الذي يدرّس أيضا مادة الاقتصاد في الجامعات، إلى أن هذا اللقاء سيُعقد بروح من الأمل، لأن الوقت بات ملائما كي يدرك الجميع أن النظام الاقتصادي الحالي لا يمكن أن يستمر كما هو عليه اليوم لأنه يولّد مخاطر كبيرة.

عشية انطلاق هذا الحدث الدولي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية الذي استهل حديثه مسلطا الضوء على أهمية تغيير المنظومة الاقتصادية المعتمدة اليوم في الأسواق، لأن هذه الأخيرة وبدون تبني قواعد جديدة، يمكن أن تسودها شريعة الغاب، حيث يكسب من هو الأقوى. وفي نهاية المطاف يصبح الأقوى، إذا ما بقي وحيداً، مهددا بالزوال. ولفت أيضا إلى ضرورة العمل من أجل وضع حد لظاهرة انعدام المساواة، وقال: لا يسعنا أن نغض الطرف عن آلية اقتصادية ترفع من الرخاء العام، لكنها في الوقت نفسه توسّع الهوّة القائمة بين الفئات والدول. مع التشديد على أهمية أن تكون السياسة في خدمة الاقتصاد، لا العكس.

بعدها أكد السيد زامانيي أن الثورة الرقمية وظاهرة العولمة اللتين نشهدهما اليوم أدتا إلى تجمّع النفوذ الاقتصادي والمالي بيد قلة من البشر وهذا أمر يزعزع استقرار الأسواق، ويولد عدم المساواة بين الناس. وشدد أيضا على ضرورة ألا يقتصر مفهوم الاستدامة، الذي يتحدث عنه الجميع، على الظواهر المرتبطة بالبيئة وحسب، بل ينبغي أن يأخذ في الاعتبار مركزية الكائن البشري. ما يعني أن الاستدامة الطاقية والاقتصادية والاجتماعية وحدها ليست كافية إذ ثمة حاجة إلى استدامة أنتروبولوجية أيضا.

في سياق حديثه عن النقاشات التي ستتخلل اللقاء المرتقب بين الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال الشبان قال رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية إن المقترح الأساسي يتمثل في العودة إلى الجذور لافتا إلى أن اقتصاد الأسواق أبصر النور في توسكانا بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر، تماشيا مع تيار الفكر الفرنسيسكاني. وكان الفرنسيسكان من أطلقوا هذا الاقتصاد من أجل هدف واحد ألا وهو الخير العام. لكن سرعان ما تغيّر هذا الاقتصاد مع حلول القرن السابع عشر، وتبدل الفكرُ وأيضا الهدف المنشود. وأضاف زامنيي أن التغيير الذي نريده يجب أن ينطلق من الثقافة، لافتا إلى أهمية أن تُدرَّس في الجامعات اليوم المبادئ المؤسسة للاقتصاد، منذ نشأته أي في القرن الخامس عشر.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني تطرق المسؤول الفاتيكاني إلى ضرورة أن تصبح المدارس والجامعات مجددا أماكن للتربية، وهي مسألة تطرق إليها البابا فرنسيس في الخامس عشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي، في سياق الاتفاق العالمي بشأن التربية. وقال زامانيي إن المدرسة تحولت إلى مكان للتعليم، وفقدت دعوتها الأولى ألا وهي التربية، ولا بد أن تعود إلى ما كانت عليه كي تساهم في نشر الفضائل.

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…