يناير 4, 2022

رئيس جماعة سانت إيجيديو يقول إن البابا يدلنا على الأدوات الكفيلة بإرساء أسس السلام المستدام

في كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي في الأول من كانون الثاني يناير الجاري، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام، حيا البابا فرنسيس جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس الجماعة السيد ماركو إيمبالياتسو، الذي أكد أن البابا يدلنا على الأدوات الناجعة والكفيلة بإرساء أسس سلام مستدام.

في اليوم الأول من عام ٢٠٢٢ أطلقت جماعة سانت إيجيديو مبادرة بعنوان “سلام في كل الأراضي”، نُظمت في روما وعدد من المدن حول العالم، بالتعاون مع الأبرشيات والرعايا.

وقد حضر عدد من المنتسبين إليها إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان في الأول من الجاري، وشاؤوا أن يطلقوا رسالة سلام، تطالب بوضع حد للحرب والإرهاب في مختلف أنحاء العالم والعمل على بناء الوحدة والسلام وتعزيز الروابط بين أعضاء العائلة البشرية الواحدة. وقد أُطلقت المبادرة بدون مسيرة السلام التقليدية التي اعتادت الجماعة على تنظيمها في اليوم الأول من كل عام، وذلك بسبب وباء كوفيد ١٩ والأزمة الصحية الناتجة عنه.

لكن الجماعة مقتنعة أن افتتاح السنة الجديدة من خلال اتخاذ خطوات نحو السلام أمر بالغ الأهمية، وهي تؤكد اليوم على وجود جائحة من نوع آخر، تُضاف إلى جائحة كوفيد، ألا وهي جائحة الحروب، التي تعاني منها بلدان ومناطق عدة في القارات الخمس. ومن هذا المنطلق تشدد الجماعة على أهمية أن يتخذ المؤمنون المسيحيون بنوع خاص خطوات راسخة في هذا الاتجاه، خطوات مفعمة بالشجاعة.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد السيد إيمبالياتسو أن الأشخاص الذين يتألمون اليوم أكثر من سواهم هم الفقراء والمحتاجون، الذين يحق لهم أن ينعموا بالسلام من خلال الحوار والتعليم والعمل، وهذه مسألة سلط عليها البابا الضوء في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام.

ولفت إلى أن رسالة الحبر الأعظم جميلة جداً وملموسة، خصوصا وأن السلام – مضى يقول – هو التزام يتطلب العمل اليومي، إنه بناء يُشيّد كل يوم من خلال الحوار بين الأجيال والتربية والعمل، لأنه بدون فرص العمل يفقد الأشخاص مرجعيتهم، ويفتقرون إلى الكرامة التي يمنحهم إياها العمل. واعتبر أن الأدوات التي تحدث عنها البابا في رسالته هي ناجعة، ويمكنها أن تبني هذا السلام المستدام الذي نتحدث عنه غالبا.

بعدها ذكّر رئيس جماعة سانت إيجيديو بالكلمات الشهيرة التي تفوه بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في أسيزي في السابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر ١٩٨٦، أمام قادة الديانات العالمية الكبرى، عندما دعا فويتيوا إلى يوم حوار وصلاة من أجل السلام، وأكد من مدينة القديس فرنسيس أن السلام هو “ورشة مفتوحة للجميع”.

وشاء إيمبالياتسو في هذا السياق أن يسلط الضوء على جمال الشركة بين الشعوب ومواطني مختلف الدول، الذين التقوا ليقولوا معاً إن السلام مطلب أساسي. ولهذا السبب بالذات اختارت الجماعة الكاثوليكية أن تجند طاقاتها في الأول من كانون الثاني يناير من كل عام لتلتف حول البابا وحول رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام، وهي تفعل ذلك لا في روما وحسب إنما في كل البلدان حيث هي متواجدة.

لم تخلُ كلمات رئيس جماعة سانت إيجيديو من الحديث عن نشأة اليوم العالمي للسلام، قائلا إن هذه المناسبة أبصرت النور في عام ١٩٦٨، عندما اختار البابا بولس السادس، وخلال حرب فيتنام، أن يكتب رسالة يدعو فيها إلى السلام، ومنذ ذلك التاريخ تُحيي الكنيسة هذه المناسبة في الأول من كانون الثاني يناير من كل عام.

وقال إيمبالياتسو إن فكرة البابا مونتيني كنت نبوية، مذكرا بأنه في أعقاب المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني كان العالم يعيش الحرب الباردة، وطالما شعرت الكنيسة أن الحرب هي أمر غير مقبول، لا بالنسبة للمسيحيين وحسب وإنما لجميع سكان الأرض.

وإنشاء هذا اليوم وضع الكنيسة في صلب الالتزام والصلاة من أجل السلام. وختم حديثه لموقع فاتيكان نيوز، مذكرا بالحدس الكبير للبابا يوحنا بولس الثاني، وبروح أسيزي الذي انتشر في أنحاء العالم كافة، أيضا بفضل جهود جماعة سانت إيجيديو، وهكذا يمكن أن تشارك الشعوب والديانات في هذا المشروع الكبير، مشروع تحقيق السلام العالمي.

‫شاهد أيضًا‬

“ابحثوا عن المفاوضات. ابحثوا عن السلام”

موقع الفاتيكان نيوز في مقابلة مع محطة “سي بي أس” الأمريكية البابا يتوجه إلى ال…