رسالة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي إلى الكهنة وعلى رأسهم الأساقفة

رسالة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي
إلى الكهنة وعلى رأسهم الأساقفة
لمناسبة خميس الأسرار – 14 نيسان 2022
إلى إخواني السادة المطارنة الأجلّاء،
وأعزّائنا الكهنة، رهبانًا وأبرشيّين،
الخميس المقبل، من أسبوع الآلام المقدّس الذّي نبدأه اليوم في كاتدرائيّاتنا ورعايانا وأديارنا، نحتفل بعيد تأسيس سرّي الإقخارستيّا والكهنوت. وهما الرباط السرّي المقدّس الذي يجعلنا واحدًا في المسيح، ويجمعنا في جسده السرّي، الكنيسة.
فيطيب لي أن أهنّئكم بعيد تأسيس كهنوتنا، وبعيد خدمتنا لسرّ الإفخارستيّا، الذي إتَمننا عليه المسيح الربّ، الكاهن الأزليّ. ففي هذا اليوم نجدّد وعدنا الكهنوتيّ، وقوانا الروحيّة، ونعزّز فضائلنا.
الإفخارستيا، التي إتُمنا عليها، هي في آن تذكارٌ وتواصُلٌ وانتظار. هي تذكار ذبيحة الفداء ووليمة جسد الربّ ودمه. فالمسيح “مات من أجل خطايانا، وقام من أجل تبريرنا” (روم 4: 25). وأعطانا جسده مأكلًا ودمه مشربًا لننال الحياة الأبديّة (يو 6: 54).
وهي تواصلٌ، إذ تستمرّ ذبيحة جسده ودمه الآن وهنا، في كلّ مرّة نقيم نحن الكهنة ليتورجيا القدّاس الإلهيّة مع المسيح الرأس، وتستمرّ وليمته الإلهيّة التي نتناولها من يده. من أجل هذه الإستمراريّة المزدوجة استبق فصح موته وقيامته بتأسيس سرّ الإفخارستيّا. فقام عن العشاء وبارك وقال: “خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُبذل من أجلكم … خذوا اشربوا هذه كأس دمي الذي يراق من أجلكم لمغفرة الخطايا والحياة الأبديّة” (لو 22: 19-20).
وهي إنتظار تحقيق فصحنا، وفصح شعبنا، بالعبور إلى حياة جديدة، عبر مسيرة روحيّة وإنسانيّة واجتماعيّة دائمة، بقوّة نعمة الفداء.
وعندما سلّمنا، نحن كهنة العهد الجديد، خدمة هذا السرّ، قائلًا: “إصنعوا هذا لذكري” (لو 22: 19)، إنّما دعانا لبذل ذواتنا في سبيل الإخوة والكنيسة. هذا ما أكّده يوحنّا الرسول بقوله: “نحن عرفنا المحبّة بأنّ يسوع قد بذل نفسه في سبيلنا، فعلينا نحن أيضًا أن نبذل نفوسنا في سبيل إخوتنا” (1 يو 3: 16). ولمّا قام الربّ عن العشاء الفصحيّ وغسل أرجل التلاميذ، أشار إلى أنّ الإفخارستيّا هي سرّ الخدمة على مثاله: “لقد أعطيتكم بهذا مثالًا، فكما صنعت أنا لكم، تصنعون أنتم أيضًا” (يو 13: 15).
إنّي إذ أنضمّ إليكم في هذا اليوم المقدّس والعيد الكهنوتيّ والإفخارستيّ، أعرب لكم عن تهانيّ القلبيّة، وعن أطيب تمنيّاتي أيضًا بالفصح المجيد.
مع دوام محبّتي وصلاتي.
بكركي، إثنين الآلام، في 11 نيسان 2022.
+ الكردينال بشارة بطرس الراعي
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
