رسالة من يوحنّا العاشر إلى الأبرشيّة الأنطاكيّة في أميركا الشّماليّة، والمناسبة؟

رسالة من يوحنّا العاشر إلى الأبرشيّة الأنطاكيّة في أميركا الشّماليّة، والمناسبة؟

تيلي لوميار/ نورسات

لمناسبة انعقاد مؤتمر الأبرشيّة الأنطاكيّة في أميركا الشّماليّة من أجل رفع أسماء ثلاثة مرشّحين لعناية وحكمة المجمع المقدّس لاختيار مطران الأبرشيّة العتيد، وجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر رسالة إلى الأساقفة والكهنة والشّمامسة والأبناء في الأبرشيّة المذكورة، جاء في نصّها بحسب إعلام البطريركيّة:

“في دستور الإيمان النّيقاويّ نعلن إيماننا بالكنيسة على أنّها رسوليّة. هذا لنعني أنّها منحدرة من الرّسل المجتمعين في علّيّة العنصرة، ولنعلن بنفس القوّة رسوليّة الكنيسة في هذا العالم من جهة تبليغ البشارة إلى العالم وتلمذة كلّ الأمم على كلمة الخلاص والإيمان الحقيقيّ. هذا الإيمان حفظته بأمانةٍ كنيستنا الأنطاكيّة وعاشته بنعمة الرّبّ وحدةً داخليّة ضمن الكنيسة الأمّ وعبرها وحدةً في امتدادها العالميّ مع أبرشيّات الانتشار.

قبل مائة عام، كانت هذه الرّوح الأنطاكيّة الرّسوليّة، في صلب تأسيس أبرشيّتنا الأنطاكيّة في أميركا الشّماليّة. وعلى ذخائر الشّهداء وبأيدي رجال الله العظام القادمين من المشرق وعلى رأسهم القدّيس رفائيل أسقف بروكلين، نمت حبّة الخردل لتصبح شجرةً وارفة، “قريةً أنطاكيّة”، وصورة مباركة لمدينة الله العظمى أنطاكية، في الأرض الجديدة في شمال القارّة الأميركيّة.

مع هذه الذّكرى المئويّة المباركة، يأتي اجتماعكم ضمن المؤتمر كخير ممثّلين للأبرشيّة من إكليروس وعلمانيّين تحت رعاية ومحبّة سيادة المعتمد البطريركيّ أخينا المطران أنطونيوس الصّوريّ، الّذي نتوجّه إلى شخصه في هذه المناسبة بالشّكر الجزيل على إتمامه الخدمة الكنسيّة الّتي ائتمنّاه عليها على أكمل وجه خلال الأشهر الأخيرة بكلّ محبّة ورعاية، ناقلاً بكلّ أمانةٍ الرّوحَ الأنطاكيّة والمحبّةَ الأبويّة الّتي كنّا حريصين من موقعنا البطريركيّ أن تبلغكم عبر سيادته.

فيما تلتقون لرفع أسماء ثلاثة مرشّحين لعناية وحكمة المجمع المقدّس المؤتمن لاستلهام راعي نفوسنا العظيم من أجل قيادة كنيستنا الأنطاكيّة في اختيار المطران العتيد الّذي سيرعى الأبرشيّة للمرحلة المقبلة والّتي نلتقي جميعًا على أنّها ستكون ملأى بالتّحدّيات في هذا العالم المتخبّط، أسأل معكم شفاعات والدة الإله والقدّيسَين بطرس وبولس والقدّيس رفائيل من أجل أعمال مؤتمركم.

هذا وأترك معكم الكلمات الملهمة لطروباريّة القدّيس رفائيل وفيها ترتّل الكنيسة:

“يا مدافعًا عن الإيمان، ومعزّيًا من في الأحزان، وأبا الأيتام وصديق الفقراء. الرّاعي الصّالح المفتقد الضّالّين، يا رفائيل يا فخر الأرثوذكسيّين. إبن أنطاكية وفخر أميركا ابتهل إلى المسيح من أجل مكرّميك”.

أخيرًا وليس آخرًا، إذ ندعوكم من موقعنا الأبويّ أن تلتمس عيونكم وجه الرّبّ، وأن تكون أذهانكم مصغيةً لصوته وقلوبكم مندّاة بمحبّته، أساله ضارعًا أن يحفظكم، وأن يشرق بوجهه عليكم ويمنحكم سلامه.”