يناير 14, 2023

زيارة البطريرك الراعي الى بريطانيا

زيارة البطريرك الراعي الى بريطانيا

زيارة البطريرك الراعي الى بريطانيا

السبت ١٤ كانون الثاني ٢٠٢٣

انهى غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية والراعوية الى العاصمة البريطانية لندن، وقد تضمنت لقاءات مع مسؤولين البريطانيين في مجلس العموم والحكومة وبعض رؤساء الدوائر الرسمية المهتمة بالشأن اللبناني بوجهيه السياسي والإقتصادي، الى جانب اللقاءات الراعوية مع أبناء الرعية المارونية وسائر أبناء الجالية اللبنانية. وقد شهدت اللقاءات الراعوية هذه كثافة حضور ومشاركة من جميع اللبنانيين المتواجدين في العاصمة البريطانية لندن، بخاصة ان زيارة البطريرك الراعي الى تلك البلاد كانت مقررة منذ سنة 2019، وقد تأجلت بسبب وباء كورونا والتدابير التي رافقته وحالت دون السفر. وفي جعبة البطريرك الراعي ملفات عديدة متصلة بالوضع اللبناني، أولها الأزمة السياسية المتمادية المتمثلة بفراغ سدة رئاسة الجمهورية، وعدم انتخاب رئيس جديد يؤمن انتظام الحياة الدستورية في البلاد. وقد كرر غبطته دعوته الى القوى الدولية المهتمة بلبنان، ومنها بريطانيا، الى مساعدته سياسياً لتجاوز أزمته الراهنة، وتجنيبه تداعيات الصراع الإقليمي المتفاقم. كما جدد دعوته السابقة الى ضرورة تهيئة الظروف الداخلية والخارجية لتكريس حياد لبنان الإيجابي، الذي يضمن مستقبله التعددي ضمن وحدته، ورسالته الحضارية التاريخية في الشرق وفي العالم كله، وذلك في إطار رعاية ودعم دوليين. كما طرح البطريرك الراعي ملف الأزمة الإقتصادية وتداعياتها الخطيرة لجهة دفع اللبنانيين الى المزيد من الهجرة، وتهديد الأرض اللبنانية بافراغها من أصحابها وسط تواجد حوالي مليوني نازح سوري وحوالي نصف مليون لاجيء فلسطيني. ويجدد دعوته الى المجتمع الدولي لايجاد حل لأزمة النازحين السوريين واعادتهم الى سوريا حفاظاً على تراث سوريا ووحدتها وحضارتها ودورها، بالإضافة الى تجديد المطالبة بضرورة تطبيق حق عودة الفلسطينيين وفق القرارات الدولية. كما عرض البطريرك الراعي مع المسؤولين الرسميين كيفية تطوير الدعم الإقتصادي للبنان من خلال تطوير مبادرات التنمية المستدامة، التي تكفل رسوخ الناس في أرضهم في لبنان. وتتركز هذه المبادرات في المجال البيئي الثقافي، الذي انطلق مع عدد من الأجهزة الرسمية البريطانية منذ سنة 2003 مع زيارة البطريرك صفير الى لندن. وعلى الصعيد الراعوي شدد البطريرك الراعي مع أبناء الرعية المارونية على ضرورة تعزيز الرعية كإطار لوحدتهم حول اباء الرهبانية اللبنانية المارونية التي تتولى خدمتهم مشكورة وحول جملة مشاريع تتصل بدور الكنيسة الراعوي الإجتماعي، ولجهة التواصل مع أهلهم في لبنان ودعمهم، بالإضافة الى ايجاد كنيسة جديدة اكبر تتسع لابناء الرعية الذين زاد عددهم. كما ركز البطريرك مع أبناء الجالية على ضرورة إعطاء المجتمع البريطاني صورة لبنان الواحد، بعيداً عن كل اشكال الإنقسامات والخلافات السياسية القائمة بين اركان الطبقة السياسية فيما الشعب اللبناني بأكمله يواصل حياته اليومية المشتركة. وتضمن برنامج زيارة غبطته الاولى الى المملكة المتحدة لقاءات كنسية مسكونية ومقابلات إعلامية ولقاءات مع مؤسسات تعليمية جامعية وأخرى شرقية. وتكللت باللقاء الجامع والعشاء الذي دعت اليه سفارة لبنان في لندن وقد ضم اضافة الى وزراء ونواب بريطانيين وسفراء دول اجنبية، ممثلين عن الطوائف الاسلامية والمسيحية وعدد كبير من ابناء الجالية اللبنانية. وفي كلمة الترحيب التي القاها في مستهل اللقاء قال سفير لبنان رامي مرتضى : “يشرفني ان أرحب اليوم بغبطة أبينا البطريرك ال٧٧ للطائفة المارونية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي شرف هذه البلاد في زيارة راعوية ورسمية. كما أرحب بالوزراء والنواب والسفراء العرب والسفراء الأصدقاء ورؤساء الطوائف الموجودين بيننا. إن الجمع المتنوع الحاضر بيننا يؤشر إلى الغنى في القيم الذي يمثله سيدنا البطريرك بشخصه ومسيرته وكذلك بالمرجعية السامية التي تمثلها بكركي لجميع اللبنانيين. كما يمكن تلمس الغنى في مسيرة أبينا البطريرك في الشعار الذي رفعه منذ انتخاب بطريركا شعار الشركة والمحبة… هذا الشعار الذي شرحه غبطة البطريرك بأنه علاقة افقية مع الله من خلال الصلاة والإسرار المقدسة وعامودية من خلال العلاقات بين الكنيسة المارونية وسائر الكنائس والعائلات الروحية كافة. وكذلك علاقات لبنان مع سائر دول المنطقة والعالم. يقوم غبطة أبينا البطريرك في هذه الأيام بزيارة إلى المملكة المتحدة لتفقد رعيته وبرعيته أعني جميع اللبنانيين لان بكركي هي المرجعية الجامعة لكل اللبنانيين. كما تساهم زيارة أبينا البطريرك في إعطاء دفع هام للعلاقات اللبنانية البريطانية، تلك العلاقات المبنية على القيم المشتركة قيم الديمقراطية والانفتاح والتسامح”. واضاف السفير مرتضى: “تنقلون يا سيدنا خلال زيارتكم هواجس وآمال وطلعات عموم اللبنانيين، لا سيما في هذه الظروف حيث يمر وطننا بتحديات جمة بعضها من صنع ايدينا كالفراغ في سدة الرئاسة وهنا نأمل أن يحظى لبنان قريبا برأس للدولة يعيد الانتظام إلى حياتنا السياسية والوطنية، وكذلك يواجه لبنان تحديات شتى شرحتموها بشكل واف للمسؤولين البريطانيين، كما شرحتم الصيغة اللبنانية التي يمكن أن تشكل حلا تبحث عنه العديد من الدول، لا سيما في هذه الظروف العالمية حيث تطغي ثقافة الانغلاق والأحادية. باختصار زيارتكم يا سيدنا جلبت البركة والتفاؤل لنا ولكافة اللبنانيين القانطين في بريطانيا ويقيني انه ستكون لها آثار هامة في القادم من الايام.” وختم سفير لبنان في لندن: “مجددا أرحب ببطريرك الشركة والمحبة في سفارة لبنان في لندن واعبر عن فخري وسروري برؤية غبطته بيننا”.

وكان غبطته وقبيل لقاء السفارة اللبنانية قد التقى سفير بريطانيا السابق في بيروت توم فليتشر الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس جامعة اوكسفورد ثم استقبل رئيس حزب المحافظين الحاكم الوزير نديم زهاوي.

واليوم اختتم البطريرك الراعي زيارته إلى المملكة المتحدة بزيارة مدينة بيرمينغهام ملبياً دعوة رئيس الأساقفة الكاثوليك المطران برنارد لونغلي. بدأت الزيارة بالاحتفال بالذبيحة الإلهيّة بحسب الطقس الماروني في كنيسة الأوراتوري للقديس فيليب ناري بمشاركة المطران بولس صياح، الكاردينال مايكل فيتزجيرالد، ورئيس أساقفة المدينة. وفي عظته شدد البطريرك على ضرورة الصلاة من أجل الدعوات انطلاقاً من كلام الإنجيل “إن الحصاد كثير أما الفعلة فقليلون” طالباً من الله ان يرسل لنا دعوات على مثال القديسين فيليب ناري وجون هنري نيومان. بعد القداس جال غبطته في المبنى الذي كان يعيش فيه القديس جون هنري نيومان اضافة الى مكتبته القيّمة.

بعد الظهر التقى البطريرك الراعي برئيس أساقفة بيرمينغهام وناقشوا الوضع المسكوني في لبنان وعلاقة الكنيسة المارونيّة مع الكنائس الشرقية، ولفت غبطة الى العلاقات المميزة التي تجمع الكنيسة المارونيّة بسائر الكنائس الشرقيّة مشدداً على ضرورة الحفاظ على لبنان كنموذج للعيش المشترك المسيحي-المسيحي والمسيحي-الإسلامي. وفي ختام اللقاء وجّه غبطة البطريرك دعوة لرئيس الأساقفة لزيارة لبنان في فصل الصيف. ثم توجّه البطريرك إلى كاتدرائية القديس تشاد بحيث ترأس الصلاة المسكونيّة مع رؤساء الكنائس المحليّة في المدينة، وفي ختام اللقاء ألقى غبطته كلمة شكر فيها رئيس الأساقفة على الدعوة وقدّم له أيقونة العذراء سيّدة لبنان كعربون شكر وشراكة روحية.

‫شاهد أيضًا‬

تذكار سجود المجوس للطفل يسوع

رؤيا القدّيس يوحنّا 21 : 19 – 10 . 21 – 27 يا إخوَتِي، أَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَل…