ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان تزيّنت بحلّة الميلاد
تيلي لوميار/ نورسات
بسبب الأمطار تمّ مساء الجمعة في قاعة بولس السّادس وفي اتّصال مع ساحة القدّيس بطرس الاحتفال بتدشين مغارة الميلاد القادمة من وانكافيليكا بيرو وإضاءة شجرة الميلاد المستقدمة من غابات أندالو في ترينتينو- شمال إيطاليا.
وكان البابا فرنسيس قد استقبل صباح الجمعة في القاعة نفسها وفدًا من قرية تشوبكا في مقاطعة هوانكافيليكا في بيرو ومن أبرشيّة أندالو في إيطاليا، وقد وتوجّه إليهم بكلمة قال فيها بحسب “فاتيكان نيوز”: “تمثّل شخصيّات المغارة، المصنوعة من المواد والملابس المميّزة لتلك المناطق، شعوب جبال الأنديز وترمز إلى الدّعوة العالميّة للخلاص. في الواقع، جاء يسوع إلى الأرض في جوهر شعب ليخلّص كلّ رجل وامرأة، من جميع الثّقافات والجنسيّات. لقد صار صغيرًا لكي نتمكّن من استقباله وننال عطيّة حنان الله.
إلى جانب مغارة الميلاد، توجد شجرة التّنوب الشّوحيّ المهيبة من غابات أندالو في ترينتينو. واللّيلة، في نهاية حفل التّسليم الرّسميّ، ستتمّ إضاءة الأنوار الّتي تزيّن الشّجرة. وسيبقى بجوار مغارة الميلاد حتّى نهاية عطلة عيد الميلاد وسيتمكّن من رؤيته الحجّاج القادمين من أماكن عديدة. إنَّ شجرة التنوب هي علامة للمسيح، شجرة الحياة، الشّجرة الّتي لا يستطيع الإنسان الوصول إليها بسبب الخطيئة.
ولكن مع عيد الميلاد، انضمّت الحياة الإلهيّة إلى حياة الإنسان. وبالتّالي، فإنّ شجرة عيد الميلاد تُذكّرنا بالولادة الجديدة، عطيّة الله الّذي يتّحد بالإنسان إلى الأبد، والّذي يمنحنا حياته. أمّا أنوار شجرة التنوب فتذكّرنا بنور يسوع، نور المحبّة الّتي تسطع باستمرار في ليالي العالم.
أيّها الأصدقاء الأعزّاء، هذا هو عيد الميلاد، لا نسمحنَّ بأن تلوّثه النّزعة الاستهلاكيّة واللّامبالاة. إنَّ رموزه ولاسيّما المغارة والشّجرة المزيّنة، تعيداننا إلى اليقين الّذي يملأ قلوبنا بالسّلام، وإلى فرح التّجسّد، وإلى الله الّذي يصبح فردًا منّا: يقيم معنا، ويطبع بالرّجاء أيّامنا. إنَّ الشّجرة والمغارة تُدخلاننا في ذلك الجوّ النّموذجيّ لعيد الميلاد الّذي هو جزء من تراث جماعاتنا: مناخ مُفعم بالحنان والمشاركة والألفة العائليّة. فلا نعيشنَّ ميلادًا مزيّفًا وتجاريًّا! ولنسمح بأن يغمرنا قرب الله، وجوّ عيد الميلاد الّذي يحمله الفنّ والموسيقى والأغاني والتّقاليد إلى قلوبنا.
كذلك الّذين سيأتون إلى هنا، إلى قاعة بولس السّادس، في الأيّام القليلة المقبلة سيتمكّنون من الاستمتاع بهذا الجوّ أيضًا بفضل المغارة الّتي سيتمّ افتتاحها الآن.
لقد صنعها شباب رعيّة القدّيس برتلماوس في غاليو، في أبرشيّة بادوفا، وهم حاضرون هنا مع الأسقف كلاوديو شيبولا. أنا ممتنّ لكم على هذه الهديّة، ثمرة الالتزام والتّأمُّل حول عيد الميلاد، عيد الثّقة والرّجاء. وسبب رجائنا هو أنّ الله معنا ويثق بنا ولا يتعب أبدًا منّا! يأتي ليقيم مع البشر، ويختار الأرض موطنًا له ليبقى معنا ويأخذ على عاتقه الوقائع الّتي نقضي فيها أيّامنا. هذا ما تعلّمنا إيّاه مغارة الميلاد.
في عيد الميلاد، يظهر الله لا كشخص يقيم في العلى لكي يسيطر، وإنّما كذلك الشّخص الّذي يتنازل وينحني، صغيرًا وفقيرًا، ليخدم: وهذا يعني أنّه ولكي نتشبّه به، الدّرب الّذي علينا اتّباعه هو درب التّنازل والخدمة. لكي يكون عيد الميلاد حقًّا، لا يجب أن ننسى هذا الأمر: يأتي الله ليكون معنا ويطلب منّا أن نعتني بإخوتنا وأخواتنا، ولاسيّما بالأشدّ فقرًا وضعفًا وهشاشة، الّذين يواجهون خطر أن يهمّشهم الوباء بشكل أكبر. لأنّ هذه هي الطّريقة الّتي جاء بها يسوع إلى العالم، والمغارة تُذكّرنا بذلك.
لتساعدنا العذراء مريم والقدّيس يوسف لكي نعيش عيد الميلاد على هذا النّحو. أجدّد شكري وأبارككم وأبارك بلدانكم وعائلاتكم. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي. ميلاد مجيد!”
الخميس من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 – 36 يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْ…