أكتوبر 16, 2021

صدور التقرير السنوي لكاريتاس إيطاليا حول “الفقر والإقصاء الاجتماعي”: مقابلة مع فالتر نانّي

موقع الفاتيكان نيوز

قدّمت هيئة كاريتاس إيطاليا تقريرها السنوي العشرين حول “الفقر والإقصاء الاجتماعي”، الذي يقدّم صورة عن الأوضاع خلال العام ٢٠٢٠، الذي طُبع بجائحة كوفيد ١٩.

سلط التقرير الضوء على أوضاع خطرة، وفي الوقت نفسه على التزام المتطوعين وأهمية شبكات التضامن لتخطي الأزمة.

أظهر التقرير أن نسبة أربعة وأربعين بالمائة من المواطنين الذين طلبوا مساعدة كاريتاس خلال العام المنصرم فعلوا ذلك للمرة الأولى، وخلال الأشهر الأولى من العام الجاري، لم يلجأ سبعون بالمائة من هؤلاء “الفقراء الجدد” إلى خدمات الهيئة الخيرية.

وتبين أن عدد الفقراء في إيطاليا ارتفع بواقع مليون شخص خلال العام الفائت، قياسا مع الفترة السابقة للجائحة، ووفقا لمعهد الإحصاءات الإيطالي ISTAT يُقدر عدد الفقراء اليوم بخمسة ملايين وستمائة ألف شخص، أي ما يوازي مليوني أسرة. 

لمناسبة صدور التقرير أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع فالتر نانّي، من مكتب الدراسات في كاريتاس إيطاليا والذي ساهم في وضع هذا التقرير، موضحا أنه بدءا من ربيع العام ٢٠٢٠ أطلقت الهيئة الخيرية الكاثوليكية سلسلة من البرامج والمبادرات التي ترتكز إلى نشاط المتطوعين، والمرافقة والتضامن.

وذلك بفضل الأموال التي خصصها مجلس أساقفة إيطاليا. ولفت إلى أن العديد من المواطنين المقتدرين وضعوا ما يملكون بتصرف الأشخاص الأكثر حاجة، ما سمح أيضا بتوفير المزيد من المساعدات للفقراء. 

بعدها أوضح نانّي أن ثلث الأشخاص الذين يستفيدون من خدمات كاريتاس يحصلون أيضا على مساعدات المؤسسات الرسمية، وعدد هؤلاء الأشخاص ارتفع قياسا مع الماضي، موضحا أن لا أحد يستطيع أن يتخطى الأزمات بمفرده، إذ ثمة حاجة إلى شبكة من التعاضد بين أفراد المجتمع، وهذا ما ظهر بصورة جلية خلال الجائحة. وأضاف أن هذه الجهود تكون أكثر فعالية بفضل المساعدات الأوروبية لذا إنها ستكتسب دفعا قوياً بعد توفير الأموال التي تلحظها الخطة الوطنية للصمود والانتعاش PNRR. كما أن العديد من المعونات التي تُقدم اليوم إلى العائلات المحتاجة، هي متوفرة بفضل الاعتمادات الأوروبية. 

هذا ثم لفت المسؤول في هيئة كاريتاس إيطاليا إلى أن المساعدات استمرت خلال الإقفال العام ومنع التجوال، خصوصا لأن كاريتاس موجودة بشكل متشعّب جداً على كامل التراب الإيطالي، لاسيما داخل الرعايا، ما جعل من السهل اللجوء إلى الهيئة طلباً للمساعدة، من خلال اتصال مباشر، بعيداً عن الإجراءات البيروقراطية والإدارية.

وشاء نانّي أن يتوقف مجددا عند التراجع في طلبات المساعدة، خلال الأشهر الأولى من هذا العام، مشيرا إلى أنها معطيات إيجابية، خصوصا وأن كاريتاس لا تستطيع الاستمرار في تقديم المعونات لهذا العدد الكبير من الأشخاص. 

وعبّر نانّي عن أمله بألا يستمر هؤلاء الفقراء الجدد في اللجوء إلى كاريتاس، لكن نسبة ثلاثين بالمائة منهم ما تزال بحاجة إلى المساعدة بسبب الضائقة الاقتصادية. كما أن هناك نسبة عشرين بالمائة من الأشخاص يستفيدون من خدمات كاريتاس بشكل متقطّع، وقال إنهم أشخاص يعيشون على عتبة الفقر، ويتقاضون راتباً لا يكفيهم لسد احتياجاتهم الرئيسة. 

في سياق حديثه عن الراتب الشهري الذي تقدمه الدولة الإيطالية للعاطلين عن العمل والمعروف باسم “دخل المواطنة” قال المسؤول في كاريتاس إن هذا الإجراء مهم جداً بدون أي شك، لأن شخصا من أصل خمسة، من المستفدين من خدمات كاريتاس، يحصل على هذا الدخل بمبالغ متفاوتة، كل حسب وضعه الاقتصادي والاجتماعي.

وأشار إلى أن الهيئة اقترحت على الحكومة أجندة لإعادة تنظيم هذه المبادرة، كي تؤخذ في عين الاعتبار مختلف أوضاع الفقر الجديد، فيما يتعلق بأشخاص يملكون عقارات – على سبيل المثال – وقد تم استثناؤهم من هذا الإجراء، ويجدون أنفسهم اليوم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الرئيسة.

وختم ناني حديثه لموقعنا الإلكتروني مشددا على ضرورة الاهتمام بالقاصرين الذين يعانون من الفقر ويُقدر عددهم بمليون وثلاثمائة وسبعة وثلاثين ألفا. 

‫شاهد أيضًا‬

“دقّوا أجراس!” ريسيتال ميلادي في بلدة بقرزلا العكارية

ريسيتال ميلادي مميز في بقرزلا العكارية: احتفالاً بميلاد الطفل يسوع شهدت بلدة بقرزلا العكار…