صلّوا صلّوا، صلّوا وسبّحوا الرب، ولا تنسوا أن تشكروه على نعمه وعطاياه
كثيرة هي صلواتنا وطلباتنا.
كثيرة توسّلاتنا وتضرّعاتنا.
ولكن، لِمَ لا يستجيب لها الرب دوماً؟
الصلاة حوار مع الآب السماوي يُشبه حوارنا مع أبينا الأرضي مع فارق أنّنا نتضرّع لخالق الأكوان. الصلاة علاقة شخصيّة وحيّة بين المؤمن والله؛ نشكي له، ونسأله، ونتوسّل إليه، وندخل معه في جدال بين منطقنا الأرضي ومنطقه الإلهي. ولكن لنتوقف لحظةً لنسأل أنفسنا
لمَ نُصلّي؟
كيف نُصلّي؟
متى نُصلّي؟
متى صلّينا، لنصلّ من أجل الخير، بإيمان ومثابرة، بإخلاص وجديّة. قد يُطيل الله في الاستجابة، ولكن لإلحاحنا سيستجيب عملاً بالآية :
“… فإنما من أجل لجاجته… ينهض ويُعطيه كُلّ ما يحتاج.” (لوقا 11:8).
متى صلينا، لنبتعد عن مصادر اللهو، فحيث الصلاة لا هواتف نقّالة، ولا أجهزة ذكية ولا تلفزيونية، ولا راديوهات… فقط، إطارُ هادئ يسمح بمخاطبة الآب، وطلب شفاعة الابن، وإلهام الروح القدس.
متى صلّينا، لنصلّ بتواضع القلب وقداسة النفس، بندمٍ على الخطايا، وتوبة حقيقية… صحيح أنّ الصلاة ليست بعصا سحرية على حدّ قول قداسة البابا فرنسيس، ولكن “من يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يُفتح له…”
وقد يحدث أن نصلّي… ونيأس من الصلاة، فنسأل بمرارة وحرقة قلب: “إلهي… هل تسمعني؟”. قد يغيب عن بالنا أنّ الله أبونا، وأنّ الأب يُريد كُلّ الخير لأبنائه، فلنطلب منه عندها أن يجعلنا نفهم مشيئته في حياتنا، فمن سأله سمكةً لن يُعطيه حية (لوقا 11:13).
متى صلّينا، لنتجرّد عن أنانيتنا، ولنصلّ على نوايا بعضنا البعض، بروح صادقة تقية، فباتّحاد الصلوات قوّة، والرب يفرح عندما يرى أبناءه في قلب واحد وروح واحدة، يسألونه أن ينظر إلى أحد إخوتهم.
صلّوا صلّوا، صلّوا وسبّحوا الرب، ولا تنسوا أن تشكروه على نعمه وعطاياه، “صلوا ولا تملّوا”، صلّوا في الليل وفي النهار، واقفين، جالسين، أو راكعين، صلّوا في كلّ مكان وأوان، صلّوا في كل حين… فأبوكم السماوي يسمع…
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
