ديسمبر 21, 2019

طربيه في رسالة الميلاد: قلوبنا تصلّي لأجل السّلام المنشود في حياتنا وعيالنا ومجتمعنا

طربيه في رسالة الميلاد: قلوبنا تصلّي لأجل السّلام المنشود في حياتنا وعيالنا ومجتمعنا

وجّه راعي الأبرشيّة المارونيّة المطران أنطوان شربل طربيه رسالة إلى أبناء الكنيسة المارونيّة في أستراليا لمناسبة عيد الميلاد المجيد جاء فيها بحسب “الوكالة الوطنيّة للإعلام”:

“أحبّائي، أبناء وبنات أبرشيّتنا المارونيّة، لنصغ إلى ما تقوله لنا كلمة الله. يكمن الفرح بالاحتفالات الميلاديّة في سرّ لقاء الله والإنسان بشخص يسوع المسيح، كلمة الله المتجسّد والآتي ليكون معنا ويخلّصنا. وتتوجّه أنظارنا وقلوبنا في هذا العيد إلى مغارة بيت لحم، لنقوم بفعل تأمّل مع مريم ويوسف والملائكة، بوجه الطّفل الإلهيّ المشعّ بأنوار السّماء، والحامل إلينا محبّة وحنان الله الآب ونعم الرّوح القدس. عمانوئيل، الله معنا، يحقق النّبوءات، وانتظار الشّعوب والأجيال، ويفرح قلب أمه العذراء مريم، التي تنضم إلى مشروع الله الخلاصيّ، وتعلن بتواضع كلّيّ أنّها أمة الرّبّ، فتحقق بطاعتها وتسليمها لمشيئة الله، ما عجز آدم وحواء عن تحقيقه.

يدخلنا عيد الميلاد في حوار مع الله، الذي كشف لنا عن ذاته بيسوع المسيح، وجعلنا نعي أنّه يصغي ويتكلّم. فالميلاد ليس وليد الصّدفة، أو مناسبة لنروي قصّة الميلاد للأطفال، إنّما هو جواب محبّ ناتج من إصغاء الله إلى صوت البشريّة المتألّمة والخاطئة والتي كانت ترجو وتتشوّق لمجيء المخلّص واللّقاء معه وسماع صوته. وتحقق الحلم، وأصبحت كلمة الله إنسانًا، وسكن بيننا وأبصرنا مجده ومحبّته.

كم هو مهم اليوم أن نكتشف، ومن جديد أنّ الله يتكلّم معنا وبشكل مستمر، وأنّه ليس بعيدًا عنّا، إنّما هو قريب، وهو أقرب إلى ذواتنا منّا إلى ذواتنا. ويشرح لنا الكتاب المقدّس كيف أنّ الله تكلّم معنا بطرق مختلفة، وفي ملء الزّمن كلّمنا بابنه الوحيد، الكلمة المتجسّد والذي به قال لنا الله كلّ شيء (عب 1: 2). وتعبّر ليتورجيّتنا المارونيّة عن هذه الحقيقة عندما نصلّي قائلين: كان يا ما كان، هلّلويا. كلمة الله، هلّلويا. صارت إنسان، هلّلويا”.

أجمل ما نقدّمه لله في عيد الميلاد، هو الإصغاء إلى ما تقوله لنا كلمته، لأنّنا من خلال الإصغاء إليها، نتعلّم كيف نتكلم معه. والإصغاء المتجدّد لكلمة الله لا يجب أن يبقى على مستوى الأذنين، بل ينبغي أن ينتقل إلى القلب ومنه إلى اليدين، أيّ إلى التّطبيق والعيش. فالأعمال الصّالحة تعبّر عن إيماننا بالكلمة التي وحدها قادرة على تحقيق التّغيير المنشود في حياة الإنسان، لأنّها تشفي وتحيي وتخلّص كلّ من يؤمن بها.

بروحيّة الإصغاء إلى كلمة الله، أدعوكم في هذا العيد المبارك إلى الصّلاة لأجل مجمع كنيسة أوستراليا الكاثوليكيّة، والذي سيعقد جلسته الأولى في شهر تشرين الأوّل من العام القادم 2020، طالبين من الرّوح القدس، أن يلهم قلوبنا وعقولنا، لكي نصغي إلى إلهاماته، ويرافق الكنيسة في مسيرة الإصغاء إلى صوت أبنائها وبناتها، لتواكبهم في مواجهة التّحدّيات الإيمانيّة والرّوحيّة التي تواجههم في عالم اليوم، فيكون هذا المجمع إنطلاقة جديدة في حياة الكنيسة، إلى مستقبل مليء بأنوار الميلاد والرّجاء وفرح الإنجيل.

بروحيّة الإصغاء أيضًا، لا يسعنا في هذا العيد إلّا أن نصغي إلى صرخة الألم التي أطلقها شعب لبنان، وخصوصًا شبيبته الثّائرة سلميًّا منذ 17 تشرين الأوّل 2019 ضدّ الفساد وهدر المال العام. هذه الثّورة العابرة للطّوائف والأحزاب والمناطق، والتي شكّلت وحدة وطنيّة رائعة، تحت لواء العلم اللّبنانيّ، تدعو المسؤولين السّياسيّين إلى الإصغاء لصوت الضّمير الوطنيّ. ومن هذا الإصغاء يفهمون أنّه آن الآوان للبدء بمسيرة تنقية الذّاكرة اللّبنانيّة من الحقد والانقسامات والجراح الماضية، والمباشرة بالإصلاح الإداريّ، والتّغيير الفعليّ، تلبية لمطالب الشّعب اللّبنانيّ المقيم والمنتشر”.

وإختتم قائلًا: “بروحيّة الفرح الميلاديّ، ننظر بعين الرّجاء إلى السّنة الجديدة 2020، وقلوبنا تصلّي لأجل السّلام المنشود في حياتنا وعيالنا ومجتمعنا، وخصوصًا في لبنان. وأتمنّى أن تحمل الأعياد المباركة نعمة الفرح بالرّبّ، لكلّ بيت وعائلة، ولكلّ شخص متشوّق إلى لقاء المخلّص، عمانوئيل الله معنا، الآن وإلى الأبد. ولد المسيح هلّلويا”.

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…