أبريل 19, 2022

عبد السّاتر: لا قيامة للبنان إذا بقي اللّبنانيّون متمسّكين بالمرجعيّات السّياسيّة الّتي تنمو وتقوى على حساب حقوق الشّعب وتعب أيديه

تيلي لوميار/ نورسات

عبد السّاتر لا قيامة للبنان إذا بقي اللّبنانيّون متمسّكين بالمرجعيّات السّياسيّة الّتي تنمو وتقوى على حساب حقوق الشّعب وتعب أيديه

في كاتدرائيّة مار جرجس- بيروت، احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد السّاتر بقدّاس أحد القيامة ورتبة السّلام، عاونه فيهما الخوري جاد شلوق بحضور حشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها:

“طلب منهنّ أن يذهبن ويقلن للتّلاميذ ولبطرس إنّه ينتظرهم في الجليل كما قال لهم قبل موته ودفنته فصمتن وتوارين. غريبة هذه البشارة الأولى وعجيبات تلك المرسلات. حاول مرقس أن يبرّر بالخوف صمت النّسوة وهربهنّ. ولكنّ الحقيقة هي أنّ الكلام صعب أمام آيات الرّبّ العظيمة والذّعر طبيعي أمام أيّ حدث يتخطّى المنطق البشري كالحجر المدحرج من لا أحد والقبر الفارغ من الجثمان المفترض أن يكون في طور التّحلّل. ضالّون هم هؤلاء الّذين يدّعون شرح القيامة وإثبات حقيقتها بكلمات منمّقة، وعبثًا يشرحون ويثبّتون.

فقيامة المسيح ومن بعدها قيامة كلّ ميت هي حدث نؤمن به من دون أن نعرف كيفيّته، لأنّنا نؤمن أوّلاً بأنّ يسوع هو الله الابن المتجسّد ولأنّنا نصدّق ثانيًا ما نقله الرّسل إلينا من كلامه لهم وهو معهم حول قيامته وانتصاره على الموت. لا يوجد براهين حسيّة على قيامة المسيح بل دلائل على أنّها تمّت كالقبر المفتوح والفارغ والمنديل المطويّ. وعلى الرّغم من هشاشة العلامات فإنّنا نصدّق أنّ المسيح قام وكيف لا نصدّق ونحن نختبر كلّ يوم حضوره الفاعل في حياتنا وحياة الآخرين والعالم وانتصاره الدّائم على الموت الّذي فينا.  

لأنّني أنا المؤمن والمؤمنة أختبر عمل الرّبّ في حياتي ومحبّته لي ورحمته عليّ، أردّد كلّ عيد فصح وكلّ أحد وكلّ يوم: ألمسيح قام، حقًّا قام! ولأنّني أردّد بإيمان هذه العبارة فأنا أنتظر برجاء وشوق يوم لقاء العريس وأتعزّى بعد موت القريب الّذي أحبّ وأصبر أمام الشّدّة وأعيش الحبّ مع الأعداء والغفران مع من يسيئون إليّ. وإن كان يسوع لم يقم فحياتي كلّها هباء وأنا أشقى النّاس، بحسب قول القدّيس بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس.

كثر هم الّذين يسألون كلّ سنة في هذا العيد “متى قيامة لبنان؟” وبكلام آخر، متى ينهض لبنان من الجحيم، مكان الموت هذا الّذي يعيش فيه؟ وتراهم ينتظرون الخلاص يأتيهم من أحد ما، من بلد ما أو جماعة ما أو حزب ما. ولكن كيف يكون هناك قيامة للبنان ونحن كلبنانيّين لا نزال متمسّكين بما هو سبب موتنا. فإنّنا:

لا نزال متمسّكين بعصبياتنا المناطقيّة والدّينيّة وحتّى الطّائفيّة.

لا نزال متمسّكين بمرجعيّاتنا السّياسيّة الّتي تنمو وتقوى على حساب حقوقنا وتعب أيدينا.

لا نزال متمسّكين بتنفيذ إرادات خارجيّة على حساب مصلحتنا الوطنيّة ومواطنينا.

لا نزال متمسّكين بروحنا التّجاريّة فنحتكر، وبشطارتنا في تظبيط الأمور وتسوية المخالفات.

لا نزال متمسّكين بالتّغاضي عن الحقّ والحقيقة من أجل مصلحة آنيّة زائلة.

لا قيامةً للبنان يحقّقها له الخارج. ولا قيامةً للبنان إذا لم نتخلّ نحن اللّبنانيّين جميعًا عمّا نحن متمسّكون به تمامًا كما تخلّى الله الابن عن ذاته حتّى الامّحاء، فكانت القيامة”.

وبعد القدّاس، استقبل المطران عبد السّاتر المهنئين بالعيد في صالون الكاتدرائيّة.

‫شاهد أيضًا‬

رسامة سبعة شمامسة جدد في القدس: ابقوا خدمًا مثل المسيح

حراسة الأراضي المقدسة – موقع أبونا يوم السبت 13 نيسان، وفي كنيسة دير المخلص، في بلدة…