يناير 2, 2021

عبد السّاتر: لنتوقّف عن محاباة وجوه الزّعماء فنقول الحقّ فيهم وأمامهم من دون خوف

bishop boulos abd sater web

ترأّس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد السّاتر قدّاس عيد ختانة الرّبّ ورأس السّنة ويوم السّلام العالميّ في كنيسة مار يوسف بيروت، وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى عظة جاء فيها بحسب إعلام المطرانيّة:

“نشكرك يا ربّي على السّنة التي عبرت لأنّك أعطيتنا أن نعيش فيها الفرح والمحبّة تجاه بعضنا البعض. نشكرك يا ربّي على أحبابنا الذين غادرونا إلى الاتّحاد بك لأنّك أعطيتنا أن نرى وجههم الطّيّب، ونسمع صوتهم ونصغي إلى كلمات حبّهم لنا. نشكرك يا ربّي على المحن التي مرّت بنا لأنّك كنت معنا تعزّينا في الحزن وتشجّعنا في الألم وتنفخ فينا حياتك في الموت. نشكرك يا ربّي على من كانوا علامات حيَّة على محبّتك، أولئك الذين أعطوا من ذاتهم ومالهم وثيابهم وطعامهم ليأوا ويلبسوا ويطعموا من فقدوا كلّ شيء بسبب الحقد والغضب والأنانية.

نفرح لانتهاء عام لا نتذكّر منه سوى صعوباته وتحدّياته ومآسيه. وننتظر عامًا جديدًا مفعمًا بالحياة الحلوة والخيرات وننسى أمرين. الأمر الأوّل هو أنّ الزّمن الذي نعيشه أكان سهلاً أم صعبًا، حلوًا أم مرًا، إنّما نعيشه هبة من الله الآب ومع الرّبّ يسوع الإله الابن وبفعل الرّوح القدس لذلك هو زمن مقدّس بالدّرجة الأولى، زمن لا يمكننا التّفريط به أو وصفه بالرّديء، زمن يجب علينا الاستفادة منه للتّقرّب من الله فنتألّه، ومن الإنسان فنكون بناة فعّالين لمجتمع إنسانيّ صالح. والأمر الثّاني هو أنّنا مسؤولون أيضًا عن حياتنا وعمّا فيها من شرّ. فهي ليست من صنع النّجوم ولا نحن مجرّد مُسيَّرين خُتمت مصائرهم وكتبت في دفاتر المنجّمين والعرافين. فكم من الأذي والأمراض كان من صنع الإنسان أو نتيجة تلاعبه بالأرض وبيئتها في سعيٍ نهم خلف ربح سريع؟ وكم من الكوارث والمآسي وقعت بسبب الفساد والإهمال والاستخفاف بالإنسان وخصوصًا الإنسان الضّعيف والصّغير؟ سنة 2021 نحن نصنعها، ونحن مسؤولون عمّا ستكون.

لنجعل من هذه السّنة الجديدة سنة عمل من أجل خير الإنسان في وطننا. لنفتح قلوبنا للرّبّ يسوع حتّى نعرف كيف نحبّ بمجانيَّة وبفرح. لنعمل بإلهام الرّوح، على تنقية الفساد فينا، هذا الفساد الذي اعتدناه وصار جزءًا من ثقافتنا.

لنتوقّف عن محاباة وجوه الزّعماء فنقول الحقّ فيهم وأمامهم من دون خوف. لنطالب بمحاسبة المسؤولين الذين لا يعملون لخير كلّ لبنانيّ حتّى ولو خسرنا “خدماتهم” لنا. وإلا ستشبه سنة 2021 سنة 2020 كثيرًا في مآسيها وأحزانها.”

‫شاهد أيضًا‬

بيان صادر من إدارة مزار سيدة لبنان

صدر عن إدارة مزار سيدة لبنان حريصا البيان التوضيحي التالي:بعد انتشار بعض الفيديوهات عبر وس…