أبريل 2, 2021

عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بكركي – الجمعة العظيمة ٢ نيسان ٢٠٢١

عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي
بكركي – الجمعة العظيمة ٢ نيسان ٢٠٢١

“نسجد لك ايها المسيح ونباركك. لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم”

1-استمعنا للحدث التاريخي الذي رواه الإنجيليون الأربعة عن آلام ربنا يسوع المسيح فدى عن خطايا كل انسان، كل واحد منا، وخطايا البشرية جمعاء. بآلامه الخلاصية وموته تضامن الرب مع كل متألم وموجوع، أكان في جسده ام روحه ام في نفسه ومعنوياته، ام في كرامته وحقوقه، وقدّس آلام الجميع، واعطاها قوة خلاصية بحيث تتواصل آلامه من خلال آلام المتألمين. نحن نذكرهم في هذه الساعة المقدسة فيما نسجد لأم فادينا الالهي وموته الخلاصي راجين منه ان يخفف من ثقل صليبهم، ويعزّي قلوبهم.
واستمعنا ايضًا الى اقوال الانبياء الذين تنبّاؤوا عن آلامه، وشدّوا عرى الوحدة بين العهدين القديم والجديدة. فالمسيح، كلمة الله المتجسّد، هو الكلمة الجامعة والموحّدة.

  1. في بداية رسالته، جلس يسوع كمعلم من على الجبل واعلن دستور الحياة الإنسانية مؤلفا” من تسعة بنود، معروفا” بانجيل التطويبات. وعند اكتمال رسالته بآلامه وموته لفداء البشر، علّم هذه المرّة من على صليبه كمال هذا الدستور الإنساني بسبع كلمات اخيرة منه ، ضمنّها وصيّته ومسيرة البطولة في الحياة. فلنستمع لها ولنجعلها قاعدة لحياتنا :
  2. – بالكلمة الاولى دعانا الى الغفران كذروة المحبة: “يا ابتِ إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون” (لو 34/23)
  3. – في الثانية علمنا الأبوّة والأمومة الروحيّة الشاملة النابعة من الألم الشخصيّ: “يا امرأة هذا ابنك، يا يوحنا هذه أمّك” (يو 26/19-27)
  4. – في الكلمة الثالثة دعانا الى التوبة باب الخلاص : “اذكرني يا سيّدي، متى أتيت في ملكوتك! اليوم تكون معي في الفردوس” (لو 42/23-43)
  5. – في الكلمة الرابعة دعانا لنتشدد عندما نختبر صمت الله في المضايق ونتغلّب على اليأس: “إلهي إلهي، لماذا تركتني؟!” (متّى 46/27)
  6. – في الكلمة الخامسة علّمنا ان نعطش دائمًا إلى مزيد من المحبة والرحمة والعدالة لنا ولغيرنا: “انا عطشان!” (يو 28/19)
  7. _ في الكلمة السادسة علّمنا ان إتمام الغاية من الحياة انما ان نردّها جميلة لانها في الاساس كانت هدية، هبة من الله لكل واحد منا: ” لقد تمّ كلّ شيء” (يو 30/19)
  8. _ وفي الكلمة السابعة والاخيرة سلّمنا الغاية من الحياة التي عندما نردّها الى الله ينبغي ان نردّها مجمّلة: “يا أبتِ، بين يديك أستودع روحي” (لو 46/23)؟

يا رب، نسألك ونحن نكرّم ونسجد للآلامك ولموتك عنا، ان تكتب في قلوبنا شريعة المحبة هذه، فنساهم في جعل عالمنا أكثر إنسانية واخوّة، ونعطيه معنى. فلك نسجد أيها المسيح، ونسجد لسرّ آلامك وموتك من أجلنا. آمين

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…