‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

عظة قدس الأباتي إدمون رزق، في مناسبة احتفالات رعية مار جريس – فيطرون

عظة قدس الأباتي إدمون رزق، في مناسبة احتفالات رعية مار جريس – فيطرون
في 31 آب 2024

” مَن يثبت فيَّ وأنا فيهِ، يحملُ ثمرًا كثيرًا” (يوحنا 15: 6)
آبائي الأجلاّء،
إخوتي الأحبّاء أبناء هذه الرعيّة المباركة،

قبل أن ينتهي فصلُ الصيف، وقبلَ أن يعودَ المصطافون إلى المدينةِ، والأولادُ إلى المدارس، يأتي عيدُ شفيعِنا القدّيس جريس، شفيعِ هذه الرعيّة المباركة، ليجمعَنا كعائلةٍ كبيرة، نمجّدُ الله معًا ونشكرُهُ على الثمارِ الّتي أوتينا أن نحملَها لأنّنا نثبتُ فيه.
“أثبتوا فيَّ وأنا فيكم” يقول الرب، وهذا ما نريدُهُ فعلاً، لكنّنا نخافُ من كلِّ نكبة، من كلِّ خبر نسمعه عن الحرب القريبة. وننسى أنّنا نحملُ البُشرى السّارة: المسيحُ مخلِّصُنا قد أتى هذا العالمَ البائسَ وعلّمنا الاتكال على العنايةِ الإلهيّة والثبات في الإيمان والشجاعة في مواجهة الصعاب… الشجاعة في كلِّ حين، لأنَّ لا صعوبةَ ولا موتَ يمكن لهما أن يتغلّبا علينا! فممن نخاف إذًا؟ وكيف نثبت فيه لنثمرَ ثمرًا يليق بأبناءِ الملكوت؟

يقولُ القدّيس بولس في رسالتِهِ هذا المساء: “ما من جنديٍّ ينهمكُ في الأمور المعيشيّة، إذا أراد أن يرضي سيّده”، هل نهتمُّ نحن كيف نرضي الرب؟ أم لا نزالُ نخاف ألاّ تكون مشاريعُه لإرضائنا؟
إنَّ مشروع الله الوحيد هو أن نكون راضيين فرحين، واثقين بأنّه يحبّنا ويسهر علينا … وهكذا نحيا الملكوت منذ الآن: نثبت فيه ولا نطالب إلاّ به. هكذا يعلّمنا القدّيس جريس الّذي كان همُّهُ الأوحد أن يرضي الرب؛ كان جنديًا مشهورًا بشجاعتِه وكِبَره، ولكنّه كان أيضًا مُتفانٍ في محبّةِ يسوع الّذي شهِدَ له واستُشهِدَ لأجله.
​يقول أيضًا بولس في الرسالة: “الحارثُ الّذي يتعبُ، له الحقُّ بالنصيبِ الأوّلِ من الميراث”. ومعنى اسمِ قدّيسِنا مار جريس هو “الحارث” أي الفلاّح،… فإذًا، قدّيسُنا هو جنديٌّ يبذلُ نفسَه في سبيل كلمة الله، وفلاّحٌ يسهر ويشهدُ على نموِّها. تعالوا نتأمّل بصدق إيمانِهِ ونطلب شفاعتَهُ ضدَّ الصعاب الّتي تُزعزعُ إيمانَنا. نسألُه أن يسهرَ على شبابِنا في هذه الأيّام الصعبة، ونعلّمهم أن يقتدوا به ليكونوا جنودًا للملكوتِ وفلاّحينَ يزرعون السلامَ والإيمانَ والرجاءَ والمحبّةَ والفرحَ حيثما حلّوا!

​كم نحن بحاجةٍ للثقةِ بكلمة الله، للثبات بها مثل قدّيسنا الّذي لم يخشَ لا حربَ ولا مجاعة! كم نحن بحاجة إلى نقلِ البشرى السّارة بيننا، نتداول بها، كلمةَ الخلاص، بدل أن ننقل القلق والخوف …
تعالّ أيّها القدّيس الحبيب مار جريس، علّمنا كيف نحيا بنور الكلمة فنفهمَ الصلاحَ الحقَّ في حياتِنا، ولنكونَ أُمناءَ على التبشير بالكلمة وشهودًا للقيامةِ والمحبّة والعناية الإلهيّة فنثبتَ في الربِّ، ويثبت َ كَلامُهُ فينا لنثمرَ ثمرًا يليقُ بأبناء الله.
إخوتي الأعزّاء، أُجدِّد معايدتي لكم، خصوصًا لكلِّ من يحملُ اسمَ القدّيس جريس، جورج، جورجيت، جورجينا، جينو … وما يشتق منه ؛ وأشكر الكهنة الّذين يهتمون برعايةِ أبناء رعيّة مار جريس، وكلَّ من يعملُ هنا: أفاضَ اللهُ عليكم نعمَهُ وخيراتِهِ، وباسمكم أرفعُ الصلاةَ اليومَ من أجلِ أمواتِنا، ليكونوا في احتفالِ السماءِ مع قدّيسِنا. كلّ عيدٍ ونحنُ متَّحدِين بالإيمانِ والصلاةِ والفرحِ والقداسةِ. آمين

‫شاهد أيضًا‬

الحوار بين الصين والكرسي الرسولي وواقعية البابا فرنسيس

موقع الفاتيكان نيوز في طريق عودته من سنغافورة إلى روما يوم الجمعة الماضي، منهياً زيارته ال…