فبراير 13, 2023

في كلمته قبل التبشير الملائكي البابا يؤكد أن الحب هو ما يعطي كمالاً للناموس والإيمان والحياة

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي

موقع الفاتيكان نيوز

أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي وألقى الحبر الأعظم كلمة أكد فيها أن حفظ وصايا الرب يتخطى الشكليات مشددا على أن الحب هو ما يعطي كمالاً للناموس والإيمان والحياة الحقيقية.

قال البابا أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير. في إنجيل اليوم يقول يسوع “لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ”. “لأكمّل” هذه هي الكلمة الدالة كي نفهم يسوع ورسالته، “لأكمل”. ما معناها؟ لكي يشرحها بدأ الرب يتحدث عما هو “عدم الإكمال”. الكتاب المقدس يقول “لا تقتل” لكن هذا الأمر ليس كافيا بالنسبة ليسوع إذا ما جرحنا الأخوة بواسطة الكلام؛ الكتاب المقدس يقول “لا تزنِ”، لكن هذا ليس كافياً إذا ما عاش المرء حباً دنسته الازدواجيةُ والأكاذيب؛ الكتاب المقدس يقول “لا تحلف زوراً” لكن لا يكفي أن يحلف الإنسان إذا ما تصرف بنفاق. كل هذا يعني “عدم الإكمال”.

مضى البابا فرنسيس إلى القول: لكي يعطينا مثالا ملموساً، توقف يسوع عند “طقس التقدمة”، من خلال القيام بتقدمة لله كان الإنسان يبادله عطاياه المجانية؛ كان طقساً مهماً جدا، لمبادلة مجانية عطايا الله، ولم يكن جائزاً أن ينقطع عنه الإنسان إلا لأسباب خطيرة. لكن يسوع يؤكد أنه ينبغي أن ننقطع عنه إذا ما كان لأخينا شيء علينا، لكي نذهب ونتصالح معه قبل كل شيء: وبهذه الطريقة فقط يتم إكمال هذا الطقس. الرسالة واضحة: الله يحبنا أولا، حباً مجانياً، ويُقْدم على الخطوة الأولى تجاهنا حتى إن لم نكن نستحق ذلك؛ ونحن لا نستطيع أن نحتفل بمحبته دون أن نقوم بدورنا بالخطوة الأولى لنتصالح مع من جرحنا. هذا تُكمل (الوصية) بنظر الله، وإلا كان الالتزام الشكلي، الذي يقتصر على الطقس البحت، غير مجد. بمعنى آخر، إن يسوع يُفهمنا أن القواعد الدينية مجدية، القواعد الدينية جيدة، لكنها البداية فقط: إذ إن إكمالها يتطلب تخطي حرفية الوصية وعيش معناها. ينبغي ألا توضع الوصايا التي منحنا إياها الله في خزنة التقيد الشكلي بها، وإلا اقتصر تدينُنا على المظهر الخارجي وتحولنا إلى خدام لـ”إله سيد” عوضا عن أبناء لله الآب. هذا ما يريده يسوع أن نخدم الله الآب، وهذا يتطلب تخطي حرفية الوصية.

هذا ثم قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، إن هذه المشكلة لم تكن موجودة في أيام يسوع وحسب، إذ إنها موجودة اليوم أيضا. أحياناً نسمع من يقول: “يا أبتِ أنا لم أقتل، لم أسرق ولم أؤذ أحدا”، كما يقول “إني مكتفٍ”. هذا هو التقيّد الشكلي الذي يكتفي بالحد الأدنى الضروري، في وقت يدعونا فيه يسوع إلى الحد الأقصى الممكن، أي أن الله لا يفكر وفقاً للحسابات والجداول. إنه يحبنا كشخص عاشق، لا بالحد الأدنى بل بالحد الأقصى! لا يقول: أنا أحبك إلى حد معيّن. الحب الحقيقي لا يقتصر أبدا على حد معيّن، ولا يشعر أنه مكتف. فالحب يتخطى الحدود ولا يستطيع أن يفعل سوى ذلك. فقد أظهر الرب ذلك لنا واهباً حياته من أجلنا على الصليب، مسامحاً من قتلوه. وترك لنا الوصية التي تهمه أكثر من سواها: أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا هو. هذا هو الحب الذي يعطي كمالا للناموس وللإيمان وللحياة الحقيقية.

وأضاف البابا: أيها الأخوة والأخوات، نستطيع إذا أن نسأل أنفسنا: كيف نعيش الإيمان؟ أهي مسألة حسابات وشكليات أم أنها قصة حب مع الله؟ أأكتفي بعدم صنع الشر فقط، وبالحفاظ على ماء الوجه، أو أسعى للنمو في محبة الله والآخرين؟ هل أقيس نفسي أحياناً مع الوصية الكبيرة ليسوع، وأسأل ما إذا كنتُ أحب القريب كما يحبني هو؟ لأننا قد نكون صارمين في إدانة الآخرين، وننسى أن نكون رحماء مع أنفسنا. لتساعدنا العذراء مريم، التي التزمت تماماً بكلمة الله، على أن نعطي كمالاً لإيماننا ولمحبتنا.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…