سبتمبر 13, 2019

كنتُ مثليّا ويسوع غيّر حياتي…

كنتُ مثليّا ويسوع غيّر حياتي...

انطوان بو عزّ: كنتُ أعاشر الرّجال ويسوع غيّر حياتي

لم يخجل الشاب انطوان بو عزّ من نشر تجربته الشّخصيّة الأليمة في معترك الحياة، بل تسلّح بإيمانه وقالها علناً، امام كلّ روّاد مواقع التّواصل الإجتماعي:

“كنتُ مثليّا ويسوع غيّر حياتي”.

بعد هذا الإعتراف الجريء الذي لم نشهد له مثيلاً في مجتمعنا العربيّ، وبعد ان ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بقصّته بسرعةٍ كبيرة، كان لا بدّ لموقعنا من التّواصل مع انطوان واجراء حديثٍ قد يشف غليل كلّ من دفعتهم حشريّتهم لمعرفة المزيد عنه.

في البداية وقبل الإجابة عن ايّ سؤال قال لنا ابو عزّ:
” المسيح غيّرني حتّى إشهد لمجدو. المسيح مش إلي، بس لازم الناس كلّها تعرف انو ربنا كان وبعدو بيغيّر العالم وبيشفي النّفوس”.

انطوان ذكرت بشهادتك التي كتبتها على فيسبوك، انّك كنت تتعرّض للتحرّش الجنسي، هل كان اهلك من يقومون بذلك؟

لا لم تكن عائلتي هي الفاعلة، انما احد الرجال من الجيران وانا في سنّ الرابعة. كان يتحرّش بي دائماً وانا كنت صغيراً وضعيفاً. ولكن ليس التّحرّش الجنسي ما دفعني لأكون مثليّاً، هنالك الكثير من الأسباب والظروف التي فرضت نفسها عليّ.

كيف حصلت عمليّة التحرّش؟

خلال الحرب اللبنانيّة في 1990، هربنا انا وامّي من بيتنا وذهبنا للعيش مع جدّتي. وذات يوم كنا ذاهبين في زيارة الى احد الجيران، فأخذني الجار الى مبنى آخر وصعدنا الى الطابق الآخر حيث بدأ يلامسني وصارت تتكرّر العمليّة . “ما صرّخت لأنو ما كتن فاهم شو عم يصير”.

كيف كانت والدتك تعاملك بعد موت والدك؟

عندما مات ابي، اضطرّت ام للعمل حتى لا تُخرجنا من المدرسة انا واختيّ، وكانت الأقساط مُكلفةً آنذاك. “الماما كانت هي الأمّ والبيّ بالبيت، وكانت ترجع من شغلها كتير تعبانة”. كنت دائماً اشعر بنقصٍ في الحبّ، فوالدي مات وانا في الرابعة من عمري، وكنت اعيش في زمن الحرب،  كان الخوف يتملّكني وما من ابٍ الجأ اليه في وقت الضعف. كبرت مع اخوتي البنات في البيت، ونادراً ما كنّا نخرج من بيتنا لئلّا يصيبنا مكروه او تتّسخ ملابسنا، فكنت العب بالدّمى والماكياج مع اخوتي وأمّي تعمل طوال النّهار لتعيلنا.

في ايّ سنّ سمعتَ احدهم لأوّل مرّة ينعتك ب “مخنّث” او “لوطي”؟

منذ كنت صغيراً جداً وانا اسمع هذا التعبير، كتبت ذلك على فيسبوك في شهادتي. في سنّ المراهقة، وبعد ان تعرّضت لكثير من التّحرّش، كنت كلّما مشيت في الشارع اشعر بأنّ نظرة الرّجال اليّ مختلفة. وكأنذهم كانوا يرون امرأةً امامهم، ولهذا كنت انغمس في الخطيئة اكثر فأكثر. كنت اظنّ انني سأجد الحبّ الحقيقيّ مع رجلٍ ما او انني سأتخلّص من عقدة النقص التي في داخلي لكنني عبثاً احاول.

هل فكّرت يوماً في الإنتحار؟

كثيراً، وحاولت مرّاتٍ عديدةٍ ان انتحر.  “وصلت للشهرة والكمال وكلّ شي بحلم فيه عملتو وبعدين؟” كنت دائماً اشعر ان السعادة التي اعيشها تنتهي بسرعة، وسرعان ما اعود الى وحدتي وعزلتي وان شيئاً ما بداخلي يجعلني كئيباً. “وصلت لمطرح ما بقا فيي كمّل بالحزن، جرّبت كل شي لأنّي محطّم، وكنت اتمنّى اسمع حكي ايجابي من النّاس”  وظلّ المجتمع يرفضني. “ما كنت اقدر روح على البحر ولا اضهر بالشارع، وين ما كان الناس رح تصوّرني ويجرحوني بالحكي”. جرّبت الإنتحار مراراً.
كنت اضطر الى تقديم التنازلات “حتى اقدر عيش” ولكن لم اصل الى نتيجة سوى تعاسة زائدة

كيف تغيّرت حياتك وتعرّفت الى يسوع؟

ذات يوم، كنت في حفلة عيد ميلاد احد الأصدقاء. وكنت كالعادة بشعري الطويل ومظهر الأنثى، جلست وقبالتي امرأة كانت تنظر اليّ. وفجأة قالت: “انتَ ما رح تضلّ هيك، بقلبك في حزن كبير”. لم اعوف ماذا اقول ولكنّها كانت على حقّ فأنا البس قناع الفرح ولكنني محطّم من الدّاخل.

وبعد اسبوعين، كنت خارجاً لتناول الطعام مع بعض الأصدقاء وشاءت الصّدف ان تكون تلك السيّدة موجودة ايضاً. فدار حديث عن مثليي الجنس وحياتهم، واذ بالسيّدة بدأت تكلّمنا عن تعاليم الإنجيل بما خص الموضوع واقنعتني حينها ان احضر قدّاساً واحداً برفقتها لأرى الفرق وهكذا حصل.

اللقاء الأول مع يسوع كيف كان؟

ذهبت معها الى كنيسة  Truth of Gospel في الفنار. كان واضحاً الإلتزام في نفوس المصلّين فالرّجال يجلسون في مكان والنساء في الجهة الأخرى، وانا بسبب مظهري جلست مع النساء.
لقد كان وقع الانجيل غريباً عليّ! لست ادري ماذا حصل ولكنني وانا استمع للوعظة كنت ابكي واجهش. وكأن الاه كان يخاطبني آنذاك من خلال الكاهن. كان الكاهن يقول ” ابواب الرحمة مفتوحة متى اخترنا نحن ان نبغض الخطيئة ونعود الى يسوع…” أثر وعظ الكاهن فيّ كثيراً وصرت اتردد الى الكنيسة واجتمع مع الشبيبة الى ان قررت العودة الى الرب. فأهدوني الإنجيل وتابعوني، وحضنوني بينهم حتى آمنت من جديد وانار الرب دربي

الا تخاف ان تعود كما كنت سابقاً؟ 

مستحيل، ممّ اخاف؟؟ لا استطيع ان اتخيّل نفسي اعاشر رجالاً بعد الآن! تعرفين كيف يُشفى المريض؟ انا كنتُ مريضاً وشُفيت! حبّ يسوع هو الذي شفاني من كلذ العلل التي عانيتها في الماضي. وسأطلّ عبر شاشة ال بي سي للحديث اكثر عن الموضوع قريباً. انا لست خائف.

الرجال الذين كنتَ تخرج برفقتهم، هل يضايقونك اليوم بعد ان اعترفت بخطئك وعدتَ الى الصواب؟

لا يضايقونني ولكنّ كثراً غير مقتنعين بالموضوع ويعتبرون اني اخطأت لأن الله خلق اللواط وهو امرٌ طبيعيّ.

وماذا عن امّك؟  هل كانت تتقبّل الوضع في السابق وكيف تشعر اليوم؟ 

اليوم وبعد ارتدادي، امي سعيدة جداً. ولكن في الماضي، كنا نتشاجر دائماً، لم تكن تتقبّل الوضع فالمجتمع لا يرحم.ورغم كلّ شيء بقيت اسكن في منزلها لأنّني لا املك مكاناً آخراً اذهب اليه. كنت اعمى، ولكنني اليوم ابصِر وكلّ ذلك بفضلِ رحمة يسوع. ” يسوع عم يرمّم علاقتي مع اهلي “

هذا كان حديثنا القصير مع انطوان ابو عزّ، المثليّ الذي تعرّف الى  يسوع فغيّر حياته. وفي الأسطر التالية، نرفق لكم شهادة حياته كما كتبها حرفياً عبر حسابه الخاص على موقع فيسبوك.

هذه هي شهادتي:
مرت سنتان الى الآن والرب أعانني وأدّبني. لقد كنت في الشرور واقعاً، فمنذ الصغر عانيت من تحرش جنسيّ وترعرعت في أيام الحرب. كان بلدي لبنان ينهار وانا كنت أنهار معه.

في البيت كنت أشعر بالوحدة وعدم الألفة، فقدت أبي في الرابعة من عمري لم أعرفه كما يجب، لطالما إرتميت في سريره لعله يأتي ويحضنني لكي اشكو له ما في داخلي من رعب وخوف وعدم شعور براحة في جسدي الذي دُنّس وعقلي المضطرب لعدم فهمي لحالتي آنذاك. لطالما عاتبته وصرخت عليه باكياً لما تركتني يا ابي ولماذا لم تحمني من المعونات والصراع في داخلي. اين براءة الطفولة؟ أين رجولتي؟ أين الحب؟ اين الحنان؟ أين أنت يا ابي؟

ولطالما شعرت أنني غريب ليس فقط في البيت بل أيضاً في المدرسة والشارع، كانت اصوات وإهانات الناس تطاردني (مخنت، لوطي، احا، تع م…) أصواتهم هدمت كل ما تبقى من كبريائي لقد انتزع إبليس مني ابسط حقوقي بدل اللعب واللهو والمرح في المدرسة، جلوسي وحيدا متألما شاعراً أنني اكبر من زملائي.

مضت السنين فلم اجد نفسي مرتاحا، ففي داخلي صراع بين جسد رجل و صوت يقول لي: لتشعر بالقوة من جديد امحُ شكلك و تغيّر الى الصورة التي ترضيك، فخضعت لعمليات تجميل وتركت شعر رأسي ينمو وغرقت في الأوهام, بحثت عن الشهرة و المال و سعيت نحو الكمال، لقد أصبحت متكبرا و متعجرفا وفخورا بمثليتي محققا نجاحا في العمل في عالم الأزياء و الرقص في النوادي الليلية واللهو و السكر و معاشراتي الرديئة.

لقد تهت في دوامة ابشع، كل شئ اوهام فلم أجد لا راحة لتمحو اثار العنف الجسدي وروحي من ضرب وإهانات اقاربي لي, او محو اي من ذكرياتي. بحثت لأجد الحب ألذي ينقصني في حضن ذلك وذاك فلم أجد سوى الإستغلال والتعرف الى رجال أكثر اضطراباً مني. باءت كل محاولاتي بالفشل فالجمال المصطنع والليالي الحمراء لم تجلب لي السعادة.

الى ان التقيت بأحدى النساء وباتت صديقة لي وبشرتني وقالت لي ان كل حزني وخطاياي وحده الرب يسوع يقدر ان يخلصني و يمحو كل شيء. فهو منذ التكوين خلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض… (تكوين ١: ٢٧-٢٨) فعرفت أنني عاصٍ ومتمرد  وأنني بيد إبليس احارب ضد مشيئة الله.

أولا: بتغيير شكلي الى جنس ثالث الرب لم يخلقه.

و ثانيا: الى تغيير طبيعة إنجاب الأولاد لأنه من المستحيل بين إمرأة و أخرى او رجل وآخر، إنجاب الاولاد إلا بطريقة واحدة بين رجل و إمرأة. فشعرت بالرغبة لاتعرف اكثر عن الله من خلال الإنجيل المقدس فوجدت الحقيقة وهي: الولادة الجديدة! اي ان الرب جددني ودخل قلبي وكياني وغفر لي آثامي وأرجع لي رجولتي و عقل و فكر سليم وباتت أيامي راحة وطمأنينة وسعادة بالرب تغمرني شكراً للرب يسوع، طلبته ووجدته، انتشلني من جب الهلاك، لك كل العزة والكرامة والسجود و العبادة لأنك انت ربوني المستحق وحدك، بحبك يسوع…

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…