أبريل 10, 2021

“كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”

الإنجيل اليومي

السبت ١٠ نيسان ٢٠٢١
السبت من أسبوع الحواريين.

“كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”.

انجيل القديس يوحنا ٢٠ / ١٩ – ٢٥

في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: “أَلسَّلامُ لَكُم!”. قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: “أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”. قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: “خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم”. أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع. فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: “لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!”. فَقَالَ لَهُم: “مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!”.


التأمل: “كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”.

في حياة كلٍ منّا مساء نظن فيه أن الحياة توقفت والامل في النجاة اختفى والرجاء في الخلاص انتهى.

في ذاك المساء أغلق الرسل الابواب وكأنهم دخلوا مجتمعين القبر وهم أحياء، خافوا من اليهود أن يُسكنوهم القبور دون إرادتهم فاختاروا بارادتهم سكن القبور…وفي ذلك انتحار.

حلم الرسل بمسيح فائق القدرة، بقائد يحررهم من نير الاحتلال الروماني، ويتمتعون هم بالحكم في عهده ويستفيدون ثورته.لكن الخيبة أصابتهم بمقتلٍ على الجلجلة، فاتجهوا نحو الانتحار بإرادتهم.

هكذا يصل الإنسان إلى الانتحار:

–  يحلم (أحلام واهية)… فيعيش خارج الواقع.

يصاب باليأس (الحزن الشديد)… فيخاف المواجهة.

ينغلق على ذاته (الهروب) … فيغلق كل الابواب.

يصل إلى الانتحار (القبر) … فيتخلص من الحياة.

تدخل يسوع في الوقت المناسب، إذ دخل إلى وسط التلاميذ والأبواب مغلقة، فهو يفتح أبوابا لا أحد يستطيع إغلاقها ويغلق أبوابا لا أحد يستطيع فتحها (سفر الرؤيا)  وأعطاهم السلام وأراهم آثار الحب، آثار المسامير في يديه ورجليه.، ففرحوا.

الحب يترك أثراً عميقاً في النفوس، فلا يوجد دواء للموت سوى الحب.

جميع الرسل شكوا بقيامة يسوع  “ما بالكم مضطربين؟ و لِمَ ثارت الأوهامُ في نفوسِكم “؟ (لو24: 38). لكن توما أخرج ما في نفسه إلى العلن وأطلق موقفه المعروف أنه لن يؤمن إلا إذا وضع إصبعه في جرح يسوع.

يجب ألا نخلط بين الشك والتشكيك، فالشك يعبر عن رغبة الإنسان بالاستيعاب والفهم وهو مقبول في العلم والفلسفة، ولكن التشكيك غير بريء يستعمله صاحبه لضرب صدقية الآخرين عن سابق تصور وتصميم، وهو يشبه إلى حد بعيد عمليات الاغتيال. (تصفية الإنسان في صيته وسمعته ومن ثم تصفيته جسدياً)
لكن حين رأى توما آثار المسامير (آثار الحب) أعلن على الفور إيمانه وسجد قائلاً: ربي وإلهي.

هل نتجرأ ونعترف بشكنا كما فعل توما؟!

وهل نتجرأ ونعلن إيماننا كما فعل توما أيضاً؟!

ربي وإلهي أنا نادم من كل قلبي على جميع شكوكي بك… لأنني بالشك أغرقت نفسي في القبور المظلمة فخسرت نعمة الحياة وفرح الحياة… وبالاكثر أنا نادم لانني أهنتك وأغظتك بشكوكي أنت يا ربي وإلهي المستحق مني كل إيمان وتقدير. ولهذا السبب أبغض الشك فوق كل شرّ لان التشكيك قتلٌ والقتل أعظم الشرور، وأريد بحضرتك أن أعترف بشكي وأعلن على الملأ إيماني بك ولو كلفني ذلك حياتي لأن الحياة بعيداً عنك موت والموت بقربك حياة، وأقصد أن أهرب من كل سبب يقودني الى الشك وأن أعمل فوق استطاعتي لاحافظ على نعمة الايمان. آمين

نهار مبارك

‫شاهد أيضًا‬

الاثنين الثالث من زمن القيامة

رسالة القدّيس بطرس الأولى 2 : 18 – 25 يا إخوَتِي، أَيُّهَا الخُدَّام، إِخْضَعُوا بِك…