أبريل 30, 2021

“لا للطعام الفاني، بل للطعام الباقي لحياة أبدية…”

الإنجيل اليومي

الجمعة ٣٠ نيسان ٢٠٢١

يوم الجمعة الرابع من زمن القيامة

“لا للطعام الفاني، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة…”

إنجيل القدّيس يوحنّا ‪٦ / ٢٢ – ٢٧

في الغَدِ، رَأَى الجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم.
وجَاءَتْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَّبّ.
فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع.
ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ المُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟».
أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الخُبْزِ وشَبِعْتُم.
إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

التأمل: “لا للطعام الفاني، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة…”

“بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ…”(الجامعة ١ / ١)

بالأمس رحل فلان في عزِّ عطائه، واليوم سيرحل وفي الغد أيضاً سيرحل… لا شيء ثابت في هذه الدنيا سوى سيد الأحياء والأموات..

هناك فرقٌ كبير بين الذي يعيش ليأكل ويشرب وبين الذي يأكل ويشرب ليعيش… الجموع أكلت الخبز الفاني وشبعت لكنها فقدت الرب، وذهبت تبحث عنه ليعطيها خبزاً جديداً فتشبع ومن ثم تجوع… فالعالم جائع لانه يعمل لاقتناء خبز الجوع، وهو جائعٌ دوماً لانه يقتات من خبز الجوع…

اليس الكذب هو خبز الجوع؟ يشبعنا في حينه لنتخطى موقفاً حرجاً أو لتغطية حالة تفضح أمرنا… ولكن هل يشبع الانسان من الكذب؟

ألا ينتقل من جوعٍ الى جوع ومن ثم يموت في جوعه ومن جوعه؟

اليس الزنى هو خبز الجوع؟

يعطي الانسان متعة مؤقتة لإشباع غريزةٍ، كلما أطعمها إتسع جوفها لابتلاع ما تبقى له من كرامةٍ…

فهل يشبع الزنى جوع الانسان؟

اليس أمراً حتمياً أن يكون مصير الزاني الموت عن الحياة؟

أليس القتل هو خبز الجوع؟

ليس فقط القتل الجسدي، بل قتل الأحلام في مهدها، والاعتراض الدائم على نمو الآخرين، والسخرية من محاولات النهوض، والحسد والنميمة وتشويه السمعة واختلاق الأزمات والاعتراض على المبادرات… أليس كل ذلك خبز الجوع؟

ماذا يعني يسوع بقوله:”إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة…”؟

ما هو الطعام الذي يبقى لحياة الأبد؟؟ والذي نجد من خلاله الله؟

اليس الحب ومن ثم الحب ولا شيء سوى الحب… والانطلاق يكون من محبة الأعداء أولاً، من المستحيل أولاً من الاصعب أولاً من الاخطر أولاً من الملحّ والضروري لحياة السلام وسلامة الحياة…

ومن ثم الجلوس بالقرب من طفلٍ والتعلم كيف نصير مثله ونعود مثله ونحيا مثله…

علمنا يا رب اليوم وفِي كل يومٍ  كيف نعمل حقاً لا لطعام فانٍ بل لطعام يبقى الى الحياة الابدية.

أذكرنا اليوم وكل يومٍ لأننا بحاجة الى طعام القديسين، وخمير الابرار الذين يعملون دون كلل في كرمك في كرم الحياة…

آمين.

نهار مبارك
الخوري كامل كامل

‫شاهد أيضًا‬

خميس الأسرار

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 11 : 23 – 32 يا إخوَتِي، أَنَا تَسَلَّمْتُ …