فبراير 13, 2023

لماذا يوم 14 شباط هو يوم الحب والمحبين؟

لماذا يوم شباط هو يوم الحب والمحبين؟

بقلم : الأب منويل بدر – الأردنموقع أبونا

ويعود ويتكرر يوم 14 شباط، يوم الحب السنوي. التركيز فيه، كما يظن الكثيرون، هو ماذا تطلب الفتاة المحبّة من المعجب بها، أي ماذا تطلب المرأة من الرجل، وينسون أن يتساءلوا: ماذا يطلب الرجل في هذا اليوم من المعجبة به؟

عادة في هذا اليوم، خاصة في المجتمع العربي، حيث لا يحق للفتاة التجرّؤ وإعلان حبها علنا، يقوم الشاب بالدور الأول، فيظهر حبه بإهداء ضمّة ورد. لكن ما هي رغبة الشاب في ذلك اليوم؟ أظن هو لا ينتظر ولا يطلب هدية مادّية غالية الثمن، بل هو يقدر لحظة لقاء والتحدث ولو لفترة قصيرة معها أكثر من الهدايا.

عيد الميلاد قد انتهى وعيد الفصح قريبا على الأبواب. وأمّا بين الإثنين فهناك عيد المحبّين، حيث يستغل المحبون المناسبة للتعبير عن حبهما لبعض بطريقة أو بأخرى. المهم أن يُظهروا إشارة ولو صغيرة، تبرهن أنّهم مسرورون مع بعضهم.

الموقف الرومنطيقي في هذا اليوم مهم، ويجب أن يبرز بالدرجة الأولى، إذ فيه يعبّر المحب عمّا يكنّه في قلبه لمن يحب. يريد أن يهدي له الفرح بقبوله، فيعبّر عنه بدعوته لمرافقته في مشوار قصير، مرتبط مثلا بالدعوة لتناول القهوة معه في محل راقٍ مشهور. أو أنّه بسبب هذه المناسبة يُغيّر نمط عمله مثلا، دون إعلام حبيبه يفاجئه بأنه أخذ يوم عطلة لتمضيته سوية، يكللها مثلا بحضور حفلة موسيقية في آخر النهار، او الجلوس معه في مطعم للتكلم معه عن مشروع مستقبل حياتهم.

كما ويتفنن المُعجب بنوع الهدية، مثلا بتقديم تذكار بسيط مكتوب عليه اسم المحبوب أو تاريخا مهما عاشاه سوية. أو إهداءه تذكارا هو نفسه صنعه بيده أو يرتدي لونا يُعجبه. فهذا لا يُنتسى بل يُعمّق الشعور المتبادل. كما ويمكن إهداء ألبوم صور يضع على صفحته الأولى صورة المحبوب مع توقيعه أو كتابة جملة تبسطه.

يمكن أيضا إهداء علبة شوكولاتة ولو صغيرة لكنها تكون على ذوق المحبوب. كما وهناك عادة جديدة يلجأ إليها شباب اليوم، وهي كتابة عبارات قصيرة على ورقة صغيرة يقدّمها لمحبوبه، يسحبها هذا أولا بأوّل ويقرأ أفكار المحبوب التي يكنّها له.

المقصود من كل ذلك، أن ينتهي النهار بالنتيجة او بالانطباع: أنّ كلا منهما يشعر بنفسه مسرورا باختياره للطرف الثاني.

والآن السؤال، لماذا يوم 14 شباط هو يوم المحبين؟ ومن هو الّذي أوجد هذا اليوم؟ بالتأكيد هم ليسوا بياعي الورود ولا دكاكين الشوكولاتة. يوم الحب يُحتفل به دوما يوم 14 شباط بغض النظر عن أيّ يوم من الأسبوع هو. هو يوم المفاجآت والهدايا والحب.

أمّا مؤسسه فهو القديس المعروف فالنتين، منذ القرن الثالث بعد المسيح، الذي شجع الشبيبة على الارتباط بالحب والزواج في ذلك اليوم، إذ الشاب الغير متزوج، كان ملزما في ذلك اليوم أن ينضم إلى الجيش بأمر القيصر كلاوديوس وحمل السلاح. فلكي يحمي الشبيبة من الاشتراك بالحروب، كان فالنتين يشجعهم على الزواج فيُعفون من هذا الواجب. هذا وقد أعلنته الكنيسة لفكرته الرائعة هذه قدّيسا.

أما فكرة إهداء الورود فهي منسوبة أيضا إلى فالنتين، الذي كان بستنجي قدير شهير في الدير، يعرف كيف يطعّم الورود ويمزجها مع بعضها البعض، فتنمو بتشكيلات وألوان عديدة، يبيعها للصرف على الحياة في الدير.

لكن هناك أسطورة ثانية تقول، إن 14 شباط هو يوم تزاوج الطيور، وهذا ثابت بيولوجيا، أن طبيعة الطيور تستفيق في ذلك اليوم وتبدأ بالتزاوج. هذا وإن الكتاب والشعراء أخبرونا عن ذلك في رواياتهم وأشعارهم، منهم مثلا الشاعر الإنجليزي Geoffrey Chauer الذي كتب قصيدته المشهورة “برلمان الطيور” عام 1383. هذا وقد بدأت أوّلا أوروبا بالاحتفال بيوم 14 شباط كيوم الحب أيضا للبشر. ومع الوقت ولدت ونمت وارتبطت بعض العوائد بهذا اليوم. فملا في إنجلترا وفرنسا باشرت العادة بسحب شاب وشابة من المتجمّعين بالقرعة، لا يعرفان بعضهما البعض، فيهدون بعضهما لبعض ويعلنان “زوج السنة”، دون السّؤال عن منشئهما او حالتهما الاجتماعية. ثم مع الوقت جاءت العادة، أن الفتاة التي كانت ترغب أن تتزوج مع فتى لا يعرفها، أن تقف صباحا باب بيته، حتى حينما يخرج من البيت، يلتقي بهذه الفتاة، التي هي بانتظاره فيتبادلان الحب والزواج.

هذا ومع الوقت، فقد تطوّرت عادات وتعارفت بل وانتشرت في بلدان العالم بيوم فالنتين: نعم كل بلد أوجد ومارس بعض العوائد الملائمة للمجتمع، يُظهر فيها العشّاق عواطفهم وشعورهم لبعضهم البعض.

1. في إنجلترا وأمريكا جرت العادة أنّ المحبان يتبادلان كرت مراسلة عليه عبارات حب للمرسل إليه.

2. كذلك في شمال أوروبا كفي فنلندا، فيسمي الناس هذا اليوم بيوم الصداقة، يتبادل فيه العاشقان كروت عليها عبارات حب تُعجب المرسل إليه ليجيب عليها. ويعلن هو أيضا حبه لها.

3. في إيطاليا يعلّق العشاق قفلا على جسر ماء يغلقانه سوية ويرميان مفتاحه في قعر النهر، كي يقولان نحن لبعض مدى العمر (ويا حبذا يتحقق هذا الحلم)! وغالبا ما يكونان قد حضّرا ذلك القفل مُسبقا ونقشا عليه أول حرف من اسمهما عليه.

4. في ألمانيا يكثر في هذا اليوم تبادل الهدايا من عطور وورود وشوكولاتة وعزائم لتناول الطعام سوية.

5. في اليابان تُهدي الفتاة العاشقة عشيقها يوم 14 شباط علبة شوكولاتة. أما الرجال فيعلنون عن موافقتهم ليس في نفس اليوم بل بعد شهر بالتمام، أي يوم 14 مارس، إذ هذا اليوم يُدعى بلغتهم “اليوم الأبيض” أيضا بعلبة شوكولاتة. للدلالة على حلاوة الحب والقبول به.

6. أما في بولندا فهو في الوقت نفسه يوم عطل وطني وكنسي، يتجمّع الناس فيه على الشوارع وفي الساحات العامة بعرض كل ما يمكن من التجارة للبيع والشراء، خاصة يجد الناس نوعا من الخبز بشكل القلب يتبادلها المحبون بين بعضهم. وفي كثير من الكنائس يُحتفل بالقداس وبآخره يُقدِّم الكهنة ذخيرة القديس فالنتين للتعبد والبركة بها. بل كثيرا ما يحتفل الخطّاب بمباركة زواجهم في ذلك اليوم.

7. في مصر كان الاحتفال بهذا اليوم حتى قبل بعض السنوات مستحيلا، لأن الناس كانوا يحتفلون يوم 4 نوفمبر بعيد شعبي كبير، وهو بديل ليوم 14 شباط، وكانت الجماهير تحتفل به كما يطيب لها. ويُقال إنّ بائعي الورود والحلويات يطلبون في ذلك اليوم أسعارا عالية بل خيالية من مشتريها.

8. أما في الباكستان، معقل طالبان، فهناك قوانين مثيرة للجدل، فهم لا يسمحون بإظهار أي علامة عشق علناَ، بل هم يعتبرون هذا اليوم، هو إحدى علامات الفساد في الغرب. وفي عام 2018 قد أصدروا قرارا يمنع الاحتفال بتاتا بهذا العيد.

فأيّ عيب في الحب، إذ هو من الله. “قال الله: لنصنع للإنسان شريكة حياة.. فلما رآها أدم قال: هذه المرأة هي عظم من عظامي ولحم من لحمي…” (تكوين 2: 21-24)

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…