“لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات…”

السبت ٢٧ أذار ٢٠٢١
سبت إحياء لعازر
“لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات…”
إنجيل القديس يوحنّا ١١ / ٥٥ – ٥٧ و ١٢ / ١ – ١١
كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا.وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟».وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.
فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ مَعَهُ.وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب.
قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ:«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟».قَالَ هذَا، لا ٱهْتِمَامًا مِنْهُ بِٱلفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه.
فَقَالَ يَسُوع: «دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي!أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم».وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.
فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا،لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع.
التأمل: ” لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات…”
يا سيّد الذي تحبه مريض، مصاب بداء الموت، يتنفس…يأكل…يشرب…يحيا في ظلال الموت… تعال يا سيد واشفه، أنت تحبه، تشفق عليه…أرى دموعك تنهمر على أطفالٍ أخذتها أرجوحة الموت بعيداً، أرى ذراعك تمتد فوق قبورنا…أسمع صوتك يصدح فوق البوارج والازمات…أعلى من صوت المعارك وحفر القبور…
لا ليس هذا المرض للموت بل لمجد الله…أنا أحبّكم، لن أترككم يتامى، أحبّكم كلكم حتى الخطأة بينكم، لن أترككم تتعفنون في القبور…
يا سيّد أعرف أنك تحبنا، وتنظر إلينا بعين الرحمة، أعرف أننا جميعاً محبوبين، رغم اعتراضي أنك تحب الخطأة وتنبذ خطيئتهم، أنك تحب من به شر لتخلصه، من به داء الحرب لتشفيه، من به هوس القتل والنحر لتقيمه من جحيمه… أعترض من شدة ضعفي وقلة إدراكي وعدم فهمي لطرقك… تعال يا سيّد، أسرع لنجدتنا، أكثرنا في القبور والباقي ينوح حزناً، أنقذنا من هذا المرض، فأنت طبيب نفوسنا، معزّينا في الحزن، ومقيمنا من بين الأموات…
قل لنا يا سيّد أن لعازر الذي بيننا وما أكثره، هو حبيبك، وهو نائم ستأتي لإيقاظه. قل لنا أنه مائتٌ بالنسبة لكم ولكنه نائٌم بنظري… مات بنظركم فأغلقتم عليه بحجارتكم الثقيلة، بنظري سيتعافى، سأنزع عنه الأكفان، سأدحرج الحجر عن باب قبره بسهولة… أنتم تبرعون في حفر القبور، فجعلتم من أوطانكم مقبرة ومن شبابكم فعلةً عند الموت، منهم من يقتلون ومنهم من يحفرون، هكذا تقضون الأيام بين القتل والحفر، ستتعبون وتنامون وسآتي في اليوم الرابع لإيقاظكم، بعد أن يتعافى كل منكم من مرضه ويشفى…
يا سيد الذي تحبه مريض، لا بل ينازع منذ زمن، على سواحل لبنان وجباله، على شواطىء صيدا وصور وبيروت وجبيل والبترون وجونية، وفي كل بلدة وقرية وحارة وحيّ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب…ونؤمن أنك أنت القيامة والحياة، وأن من آمن بك لو مات فسيحيا… ها هي مرتا تصرخ إليك فوق قبور الشهداء الأبرياء ومشاريع الشهداء… أقم أخي ثانيةً أقم لبنان من موته، أقمه بحسب رحمتك ورأفتك وليس بحسب طلبي…
أقم أخي الذي خرج من العمل مساءً ولم يجد في جيبه مبلغاً يشتري به خبزاً لأولاده، وأخي الذي أُخرج من عمله وأغلقت أبواب رزقه، وأخي الجائع إلى لقمة العيش، وأخي الجائع الى مسكن يأويه، وأخي العطشان الى الحب وأخي العريان من ثوب الحنان، وأخي المريض دون أن يجد دواءً يشفيه، وأخي الذي خسر تعبه وجنى عمره في حفلة جنون الاسعار وصواعق الانهيار…
قل لأختي يا سيّد “سيقوم أخوكِ”، قل لها يا سيد سيعود لبنان معافى، ستعود الحياة إلى ساحاتها والفرح الى ربوعه…سيلعب الاطفال في حدائقه وملاعب مدارسه العريقة، سيعود لبنان جامعة الشرق ومستشفى الشرق ومصرف الشرق ومطعم الشرق وكنيسة الشرق، ستمشي النساء مرفوعات الرأس مبتسمات في شوارعه… ستصدح الحناجر بأناشيد الحب بأناشيد القيامة…
قل لها يا سيد أن الخير سيعود الى بلاد الخير، وأن الحب سيعود الى أهل الحب، وأن القيامة ستكون من نصيب أبناء القيامة…
نعم، يا سيد، نحن قد آمنّا أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم»…نؤمِن بأنك أنت هو القيامة، وأنت هو الحياة،…
يا سيد، تعالَ وانظر…«انظر إلى تواضعنا وتعبنا، واغفر لنا جميع خطايانا» (مز 25: 18)…
تعال يا سيد وارفع الحجر عن قبر وطننا وقل له:«لعازر هَلُمَّ خارجاً» حتى لا يبقى أي “لعازر” في أي قبرٍ…في أي مكان… آمين.
صوم مبارك
الخوري كامل كامل
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
