مجلس كنائس الشرق الأوسط يدين الأحداث الأمنيّة الخطرة في لبنان
“لبنان يتألم”… عبارة قد تعبّر تمامًا عمّا يشهده هذا الوطن الجريح الذي مزّقته الصراعات والأزمات منذ عقود عدّة. وها هو اليوم يشهد، في الأيّام الأخيرة، موجة جديدة وعنيفة من الأحداث الأمنيّة الخطرة الّتي تحوّلت إلى عدوان شامل على مختلف المناطق اللّبنانيّة. المشهد مأساويّ لا بل كارثيّ، يعبّر عن وجع شعب لم يتعاف من جراحه القديمة…
في الواقع، يسجّل لبنان حاليًّا استشهاد الآلاف من المواطنين، ونزوح مئات الآلاف من كافة مناطقه وخصوصا من جنوب لبنان وبقاعه إلى مناطق أخرى بسبب القلق على حياتهم المهدّدة بالخطر. والسيناريو يتكرّر يوميًّا وسط ظروف إنسانيّة متدهورة تجسّدها صراخ الأمّهات المفجوعات اللّواتي تبحثن عن بصيص أمل من تحت أنقاض بيوتهنّ المدمّرة، وبكاء الأطفال الّذين فقدوا طفولتهم وأبسط أحلامهم.
وعلى أثر تسارع الأحداث الأمنيّة في لبنان وتفاقمها، أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط بيانًا أدان فيه بشدّة قتل الأبرياء، الأطفال والنساء والشيوخ وسائر المدنيّين، واستهجن الهجمات الّتي تنفّذها القوات المعتدية بشكل مكثّف على المناطق المكتظة بالسكّان والّتي أدّت إلى استشهاد الآلاف، ونزوح مئات الآلاف من المواطنين من مناطقهم. وأشار المجلس إلى أنّ هذه الجرائم إن دلت على شيء، فإنها تدل على تجاهل قوّات العدوان مبادئ القانون الدولي وقواعد اتّفاقيّات جنيف وكلّ الاتّفاقيّات الّتي ترعى النزاعات المسلّحة.
كما يطالب مجلس كنائس الشرق الأوسط، المجتمع الدولي التدخّل بالسرعة القصوى وإصدار موقف واضح يندّد بجرائم الحرب الواقعة على المدنيّين والمتمثّلة في شنّ الغارات والتدمير الممنهج للممتلكات وقطع الإمدادات الغذائيّة والصحيّة، ويطالب أيضًا بتوفير الحماية الدوليّة للمدنيّين كي تستطيع المنظّمات والجمعيّات إمدادهم بالمواد الضرورية لحياة كريمة.
في هذا السياق، أسرع مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى إنشاء خليّة طوارئ لرصد الحاجات ومتابعة الأمور الميدانيّة اللّوجستيّة، وكذلك متابعة أوضاع العائلات الّتي نزحت من المناطق والوقوف إلى جانبها إنسانيًّا ومعيشيًّا. من هنا، تحرّك المجلس بشكل مباشر للاستجابة لبعض الإحتياجات الطارئة حيث تمكّن في مرحلة أولى من تأمين وتوزيع 1100 بطانيّة في أحد مراكز الإيواء الجماعيّة في منطقة صور.
علاوةً على ذلك، أجرى فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط مسحًا ميدانيًّا في بيروت، جبل لبنان وعكّار لدراسة حال النازحين، متطلّباتهم، والمواد الأساسيّة الّتي يحتاجون إليها، وذلك من خلال التعاون مع الجهات المعنيّة ورؤساء المراكز والبلديّات. من هنا، تمّ بشكل أوّلي التواصل مع 18 مركز إيواء في عكّار و7 في بيروت وجبل لبنان إضافةً إلى زيارتها والتنسيق معها. كما يتابع المجلس مهامه في التواصل مع الكنائس من أجل التأكّد من احتياجات النازحين الّذين لجأوا إلى مراكز تابعة لها في مختلف المناطق اللّبنانيّة.
إلى ذلك، يواصل المجلس جهوده من أجل تنفيذ عمله الإغاثي الميداني ومساعدة أكبر عدد ممكن من المتضرّرين معنويًّا ونفسيًّا وصحيًّا وماديًّا. من دون أن ننسى المواكبة الإعلاميّة للقضايا الإنسانيّة والإجتماعيّة بغية الإضاءة على معاناة العائلات ومطالبها.
في الحقيقة، باتت الإحتياجات الإنسانية طارئة جدًّا وهائلة لا سيّما وأنّ المناطق الّتي قد تُعتبر آمنة نوعًا ما، تعجّ يوميًّا بالنازحين الّذين يترتفع عددهم بشكل كبير. لكن وسط كلّ هذه المآسي، ما هي تداعيات النزوح على المجتمعات المضيفة؟ وهل من سُبل لدعمها على المدى الطويل؟
أسئلة نضعها برسم المعنيّين!
الكاردينال زيناري يعلق على التطورات في حلب ويدعو إلى تحييد المدنيين
موقع الفاتيكان نيوز مع تجدد القتال في مدينة حلب السورية أجرت وكالة ADNKRONOS الإيطالية للأ…