فبراير 10, 2022

معوّض في عيد أب الموارنة: السّعي لحلّ الأزمة يتطلّب المحبّة المتجرّدة للبنان ولشعبه

معوّض في عيد أب الموارنة السّعي لحلّ الأزمة يتطلّب المحبّة المتجرّدة للبنان ولشعبه

في كاتدرائيّة مار مارون- كسارة، رفع راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزف معوّض الصّلاة إلى الله في عيد مار مارون، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه بحضور راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، ومتروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس أنطونيوس الصّوريّ، ومطران زحلة والبقاع للسّريان الأرثوذكس بولس سفر، والمعتمد البطريركيّ الأرثوذكسيّ في ريو دي جانيرو المطران تيودور الغندور، والنّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم ولفيف من الكهنة والرّاهبات، إضافة إلى فعاليّات رسميّة وبلديّة وعسكريّة.

بعد الإنجيل المقدّس الّذي تلاه المطران ابراهيم، ألقى معوّض عظة قال فيها بحسب “الوكالة الوطنيّة للإعلام”: “موت السّيّد المسيح موته على الصّليب المعطي الحياة، هو كحبّة الحنطة الّتي تموت لتعطي ثمرًا. ومار مارون، على مثاله، مات عن هذا العالم بحياة النّسك والزّهد، فأصبح في حياته وبعد مماته شفيعًا لكثيرين.

نحن اليوم نعاني من أوقات صعبة على الصّعيد السّياسيّ والاقتصاديّ والمعيشيّ. فمؤسّسات الدّولة الدّستوريّة مهدّدة بالتّعطيل إذا فقدت الميثاقيّة، والشّعب يعاني من العوز والجوع والبرد وغياب الدّواء والغلاء، والأجور غير الكافية، وانخفاض قيمة اللّيرة اللّبنانيّة والقدرة الشّرائيّة، وحجب الأموال في المصارف أو تقطيرها، وخطر اللّيرة حديث السّاعة، وخسران الوظائف، والبحث عن الهجرة. والكلّ يعرف أنّنا وصلنا إلى هذه الحالة بسبب الفساد المستور من عشرات السّنين، والبحث عن المصالح الخاصّة والفئويّة، وغياب الخطط الاقتصاديّة الّتي كان عليها تجنيب الوطن مثل هذه الأزمة. والشّعب يدفع الثّمن. تخطّت الأزمة السّنتين ولم نلق حتّى الآن التّدابير الإنقاذيّة المطلوبة. الحلول متوفّرة، والاختصاصيّون في الاقتصاد لا ينون عن تقديمها.

ولكن إقرارها مرتبط بتوافق الأفرقاء السّياسيّين، أصحاب النّفوذ والقرار. هل هؤلاء يشعرون بمعاناة الشّعب؟ إنّنا ننتظر منهم تغليب المصلحة العامّة، ووضع الذّات بحالة طوارئ لإجراء الإنقاذ والإصلاحات اللّازمة. والموازنة الّتي يعمل عليها الآن، والّتي تطرح تساؤلات، ألا يجب أن تشكّل حلقة في خطّة إنقاذ اقتصاديّة متكاملة تقود إلى النّموّ الاقتصاديّ؟ وننتظر متى استكملت هذه الخطّة، أن يعلن عنها بالقدر الكافي. والكلّ يعلم بأنّ خطّة الإنقاذ، لا يمكن تنفيذها بدون سير منتظم لمؤسّسات الدّولة الدّستوريّة، أيّ بدون تعطيل، وبدون مسؤولين متجرّدين، همّهم مصلحة الشّعب الّذي لا يستطيع تحمّل أيّ ضرائب جديدة. لا يمكن أن يكون الإصلاح على حساب الشّعب، ولا على حساب المودعين في المصارف، فهذا ابتزاز وظلم. وفي هذا السّياق، نرفع الصّوت لمطالبة المراجع المختصّة في الدّولة لوقف الاحتكار، والتّهريب، والتّقلّبات النّقديّة، لأسباب أحيانًا إمّا مجهولة، وإمّا لا نجد لها تبريرات اقتصاديّة وماليّة.

نخشى أن يتمّ استخدام الواقع الاقتصاديّ والمعيشيّ، كعامل ضغط لمآرب سياسيّة. فلا بدّ من القول هنا إنّ السّعي لحلّ الأزمة يتطلّب المحبّة المتجرّدة للبنان ولشعبه، ويمرّ بما طرحه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي عن الحياد الإيجابيّ، وطرحه يجسّد روحيّة الميثاق الوطنيّ سنة 1943، وهو التّحرّر من التّبعيّة الخارجيّة من أجل أن يكون الولاء للبنان فقط.

وفي هذه الأزمة، إنّ للشّعب دورًا محوريًّا في الانتخابات النّيابيّة. فعلى الشّعب أن يثبت مرّة أخرى دوره كمصدر للسّلطات، وأن يشارك بكثرة في الانتخابات، وأن يكون متحرّرًا من التّبعيّة، ويختار من يرى فيهم الكفاءة والنّزاهة، والاستعداد لخدمة المصلحة العامّة، وأن يحاسب من لم يكونوا كذلك. فالوطن يكون ما يريده الشّعب. وفي هذه الأوضاع الصّعبة، نشكر الله على المبادرات التّضامنيّة من الكنيسة، وكاريتاس، ومن هيئات ومؤسّسات وأفراد في لبنان وخارجه، ومن أبرشيّات في بلاد الانتشار، الّتي تخفّف ولو بجزء من ثقل الحاجة.

نسأل الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار مارون، أن يخلّصنا جميعًا، مسيحيّين ومسلمين، من وضعنا الصّعب، ويسكب فينا روح التّضامن ومحبّة الخير العامّ”.

في نهاية القدّاس، توجّه معوّض إلى ابراهيم مرحّبًا بزيارته الأولى إلى المطرانية ومتمنّيًا له التّوفيق في خدمته في زحلة، كما وجّه الشّكر والتّحيّة إلى المطران عصام يوحنّا درويش على كلّ ما أنجز في زحلة والأبرشيّة.

بعد القدّاس، تقبّل معوّض التّهاني بالعيد في صالون المطرانيّة.

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…