مارس 13, 2020

مقابلة مع الكاردينال تاغل لمناسبة الذكرى السابعة لانتخاب البابا فرنسيس

مقابلة مع الكاردينال تاغل لمناسبة الذكرى السابعة لانتخاب البابا فرنسيس

انتخاب البابا فرنسيس، شخصيتُه وخدمتُه، هذا ما تحدث عنه الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب إلى موقع فاتيكان نيوز.


لمناسبة الذكرى السنوية السابعة لانتخاب البابا فرنسيس أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب. وكان السؤال الأول الموجه إليه حول ذكرياته عن ذلك اليوم تحديدا أي 13 آذار مارس 2013.

وقال الكاردينال تاغل إنه كان حينها من بين ستة كرادلة عينهم البابا الفخري بندكتس السادس عشر في كونسستوار 24 تشرين الثاني نوفمبر 2012، وشارك بالتالي في الكونكلاف الذي تم خلاله انتخاب البابا فرنسيس، وتحدث عن خبرة فريدة.

وتوقف في حديثه عند لحظتين:

الأولى وهي لحظة حصول الكاردينال بيرغوليو على العدد المطلوب من الأصوات، وبينما أبدى الكرادلة علامات الفرح والتصفيق وشُكر الله، نظر الكاردينال تاغل إلى الكاردينال بيرغوليو فوجده جالسا ورأسه منحن.

وقال إنه لمس لدى البابا ثقل الطاعة والانحناء أمام مشيئة الله، وأيضا الحاجة إلى الانحناء للصلاة في فعل ثقة في الله راعي الكنيسة الحقيقي.

أما اللحظة الثانية التي يتذكرها الكاردينال تاغل بشكل خاص فهي لحظة إطلالة البابا الجديد من شرفة القصر الرسولي لتحية المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، وقال عميد مجمع تبشير الشعوب أنه تَنبه حينها إلى أن كل حبر أعظم هو عطية من الله يكشفها خلال سنوات الخدمة الحبرية.

وتابع الكاردينال تاغل أنه شكر الله في الثالث عشر من آذار مارس 2013 على عطية البابا فرنسيس وأكد تأثره برؤية عطية الله ووعده الذي بدأ مقاسمته مع الكنيسة ومع العالم خلال السنوات التالية.

وفي إجابته على سؤال حول ما منحته حبرية البابا فرنسيس على الصعيد الشخصي وكراعٍ لأبرشية كبيرة مثل مانيلا، قال الكاردينال تاغل أنه وإلى جانب غنى تعليم وأفعال البابا فرنسيس خلال السنوات السبع الأخيرة فإنه سعيد بما وصفها بالدروس المستوحاة مما يقدمه البابا فرنسيس من مَثل، وذلك بشكل خاص كرئيس أساقفة مانيلا.

وتحدث تحديدا عن الانتباه إلى الشخص الفرد وسط الأعداد الكبيرة، والحفاظ على العلاقة الشخصية، كما أشار أيضا إلى قبول المحدودية الذاتية وإدراك الحاجة إلى معاونين وبأننا ُمجرّد خدام، ولسنا المخلِّص.

أما عن أكثر ما أثر فيه من شخصية البابا فرنسيس وشهادته خلال لقاءاته الكثيرة معه فقال عميد مجمع تبشير الشعوب إنه عمل مع الكاردينال بيرغوليو كعضو في مجلس أمانة سينودس الأساقفة في الفترة من 2005 حتى 2008، وتحدث عن تأثره بأن الكاردينال بيرغوليو واصل كونه ذلك الشخص البسيط الذي كان يعرفه.

وأضاف الكاردينال تاغل إن السؤال الأول الذي يوجهه إليه البابا فرنسيس في كل لقاء لهما هو كيف حال والدَيك؟، ورغم أن كثيرين يرون في البابا أحد المحركات الأكثر تأثيرا في التاريخ وفي بشريتنا المعاصرة، فإني أرى فيه وفي محادثاتنا مَثلا على قرب الله وشفقته.

ولكونه مَثلا فبإمكان البابا فرنسيس أن يحرك التاريخ ويصوغه.

كان السؤال التالي الموجَّه إلى الكاردينال تاغل حول وجود مَن يجد صعوبة في قبول اهتمام البابا فرنسيس الخاص بالآخِرين والمرضى والفقراء والمهاجرين، وفي إجابته أكد الكاردينال تاغل إنه لا يريد إدانة أحد لكنه يرغب ببساطة في تذكير الجميع، وتذكير نفسه أيضا، بأن المحبة التي يجب أن تكون لدى المسيجيين جميعا إزاء الآخِرين ليست من ابتكار البابا فرنسيس.

وتابع أن الكتاب المقدس وأعمال الكنيسة منذ نشأتها، وكذلك التعليم الاجتماعي للكنيسة ورسالتها المتواصلة من أجل الفقراء والمهمَلين عبر القرون، جميع هذه الأمور تُشكل كلها جوقة نحن مدعوون إلى الإصغاء إليها والمشاركة فيها.

واقترح عميد المجمع في هذا السياق إتصالا أكبر بالضعفاء والفقراء ولقاءهم، على أن تؤثر هذه اللقاءات في قلوبنا وتدفعنا إلى الصلاة لنصغي إلى يسوع الذي يتحدث إلينا عبر الفقراء.

هذا وتطرقت المقابلة إلى تأثر الكاردينال تاغل كعميد لمجمع تبشير الشعوب بدعوة البابا فرنسيس إلى كنيسة تنطلق وتتوجه إلى الرجال والنساء والأوضاع الملموسة في العالم، وذلك لحمل الإنجيل عبر الكلمات والأفعال. وأراد التذكير في هذا السياق بتشديد البابا فرنسيس على ضرورة انطلاق رسالة الكنيسة، الكرازة، من اللقاء العميق بيسوع، من خبرة إيمان والقناعة بأن يسوع يحبنا ويخلِّصنا، وأيضا من قلب ممتلئ بالفرح الذي يمكن للإنجيل وحده أن يحمله، من قلب يحثه الروح القدس على التقاسم مع الآخرين.

وأكد الكاردينال تاغل أن الرسالة بدون يسوع والروح القدس تصبح فقط مشروعا بشريا أو برنامجا اجتماعيا أو مدنيا قد يكون جيدا في حد ذاته، لكنه ليس رسالة مسيحية أو كنسية بالمعنى الحقيقي لكلمة “رسالة”.

وفي ختام المقابلة التي أجراها موقع فاتيكان نيوز مع الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب لمناسبة الذكرى السنوية السابعة لانتخاب البابا فرنسيس خليفة للقديس بطرس.

تَمَنى الكاردينال تاغل للبابا فرنسيس أن يواصل اكتشاف وإظهار هبة الله ووعده للكنيسة وللبشرية.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يلتقي بـ ٦ آلاف طالب ومعلم ومدير من مدارس السلام

البابا فرنسيس يلتقي بـ ٦ آلاف طالب ومعلم ومدير من مدارس السلام – Vatican News إنّ لق…