أكتوبر 21, 2019

مقدمة ومحتويات كتاب يوكات YOUCAT التعليم المسيحي الكاثوليكي للشبيبة

كتاب يوكات - العربية

YOUCAT book

إرشاداتُ الإستخدام
صيغَ تعليمُ الكنيسة الكاثوليكية يوكات «YOUCAT» بلغة الشباب، وهو يجمع عناصر الإيمان الكاثوليكي في تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة (1997) من دون ان يكون هدفه الأساس الإحاطة بمحتواه بشكل كامل. قُدّمَ إلينا هذا العمل عبر سؤال وجواب مع مراجع من تعليم الكنيسة الكاثوليكية الكامل في نهاية كل فقرة لمن يرغب من القرّاء بالتعمق أكثر. يتبع كل سؤالٍ شرحٌ موجّهٌ للشبيبة. يساعدُهم على فهم الأسئلة المطروحة التي تطال نواحي مهمة من حياتهم. من ناحية أخرى، يُقدم هذا التعليم في الحواشي عناصر مكمّلة من خلال: الصور، تعريفات المصطلحات، إقتباسات من الكتاب المقدس، أقوال القديسين ومعلمي الإيمان ومفكّرين غير مسيحيّين أيضاً.

رموزٌ ومعانٍ

  إقتباسٌ من الكتاب المقدّس

  ؟    تعريفات
  ”    إقتباسٌ من مؤلفين مختلفين؛
        قديسين، وكُتّاب مسيحيّين آخرين.
← 
  اسئلة أخرى ذات صلة

المحتويات

المقدّمة
رسالة من البابا بنديكتوس السادس عشر للشبيبة

القسم الأول
ما نؤمن بهلماذا يمكننا أن نؤمن | نحن بشر منفتحون على الله | الله يتوجه نحونا نحن البشر | البشر يجيبون الله | قانون الإيمان المسيحي | أؤمن بالله، الآب | اؤمن بيسوع المسيح، ابن لله الوحيد | اؤمن بالروح القدس

القسم الثاني
كيف نحتفل بالأسرار المسيحية؟الله يتعامل معنا بعلامات مقدّسة | الله والليتورجيا المقدسة | كيف نحتفل بأسرار المسيح؟ | أسرار الكنيسة السبعة | أسرار التنشئة (المعمودية والتثبيت والافتخارستيا) | أسرار الشفاء (التوبة ومسحة المرضى) | أسرار (خدمة) الشركة والإرسال (الكهنوت والزواج) | الاحتفالات الليتورجية الأخرى

القسم الثالث
كيف تكون لنا حياة في المسيح؟لماذا نحن على الأرض، ماذا علينا أن نفعل وكيف يساعدنا على ذلك روح الله القدّوس؟ | كرامة الإنسان | الجماعة البشرية | الكنيسة | وصايا الله العشر | أحبب الرب إلهك | أحبب قريبك كنفسك

القسم الرابع:
كيف لنا أن نصلي؟الصلاة في الحياة المسيحية | الصلاة: كيف يهبنا الله حضوره | ينابيع الصلاة | طريق الصلاة | صلاة الربّ: «الأبانا»

مقدّمة
البابا بنديكتوس السادس عشر

اصدقائي الشباب الأحباء!

انصحكم اليوم بقراءة كتاب غير عادي. انه غير عادي بمحتواه، وايضاً بالظروف التي رافقت كتابته. اود ان احدثكم قليلاً عن نشأته، حتى ينجلي للحال لكم ما يميزه.

نشأ هذا الكتاب عن كتاب اخر صدر في الثمانينات، حيث كن الزمن صعباً للكنيسة كما للمجتمع، وكان من الضروري فيه اعتماد توجهات جديدة لشق الطريق نحو المستقبل. فبعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، وفي مناخ التبدلات الثقافية، لم يعد الكثيرون يعرفون ما يؤمن به المسيحيون حقا، وما تعلمه الكنيسة، واذا ما كان بعد بامكانها ان تعلم شيئاً. وراحوا يتساءلون: كيف لتعليم الكنيسة ان يجاري نطاقاً ثقافياً يتبدل من اساسه؟ الم يتخطى الزمن مسيحية كهذه؟ وهل الايمان اليوم بطريقة عقلانية؟ هذه الاسئلة طرحها الناس حتى المسيحيون الصالحون منهم.

يومها اتخذ البابا يوحنا بولس الثاني قراراً شجاعاً. اذ دعا اساقفة العالم بأسره الى وضع كتاب يجيبون فيه عن هذه الاسئلة . وقد اوكل الي مهمة تنسيق العمل، وجمع دراسات الاساقفة في كتاب واحد، يكون كتاباً حقيقياً، وليس مجموعة مواضيع متنوعة. كان على هذا الكتاب ان يحمل العنوان القديم: «التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية»، على ان يكون جذاباً وجديداً، فيظهر ما تؤمن به الكنيسة الكاثوليكية اليوم ويؤكد ان الايمان لا يناقض العقل.

صُدمتُ لهذه المهمة. واقر اني شككت في امكانية تحقيقها. فكيف يمكن لمؤلفين منتشرين في شتى انحاء العالم ان يؤلفوا معاً كتاباً يكون في متناول الجميع؟ وكيف يستطيع بشر يعيشون في قارات، تختلف ليس جغرافياً فحسب بل فكرياً وروحياً، ان يؤلفوا معاً نصاً ذا وحدة متماسكة يكون مفهوماً في كل القارات؟ فضلاً عن ذلك، كان على هؤلاء الاساقفة ان يكتبوا مع اخوتهم وكنائسهم المحلية. بالنسبة الي، اني اعترف ان نجاح هذا المشروع هو حقاً معجزة.

اجتمعنا ثلاث أو أربع مرّات في السنة وفي كل مرة لمدة اسبوع كامل، وناقشنا بشغف مواضيع محددة تتطلب تدريجيا عروضا أوسع. ثم كان من الضروري تركيز بنية الكتاب، واُتفق على أن تُعتمد بنية سهلة حتى يتسنى لمجموعات المؤلفين المنتقين بعناية أن يعبروا عن أفكارهم بسهولة من دون أسرها في هيكلية فكرية معقدة.

هكذا تأتي بنية هذا الكتاب وليدة خبرة التعليم المسيحي على مر الأجيال: بماذا نؤمن – كيف نحتفل بالأسرار المسيحيّة – كيف وُهِبت لنا الحياة في المسيح – كيف علينا أن نصلي. لا أريد أن أروي لكم الآن كيف جاهدنا للإجابة عن هذا الكم من الأسئلة، حتى وُلدَ أخيراً هذا الكتاب بحلّته اللائقة.

من الطبيعي أنه يمكننا انتقاد البعض أو الكثير من نواحي هذا العمل. إذ إن كل ما يعمله البشر هو ناقص وقابل للتحسن، وبالرغم من ذلك، فالكتاب ذو أهمية كبرى: إنه شهادة للوحدة في التنوع. فمن أصوات كثيرة تكونت جوقة مشتركة، جمعتها صيغة الإيمان المشترك، الذي حملته الكنيسة عبر الرسل على مدى الأجيال.

لماذا اروي كل هذا؟
حين عملنا على انجاز كتاب التعليم المسيحي، كان علينا الاخذ بعين الاعتبار ان الاختلاف ليس محصوراً بين مختلف القارات وثقافات شعوبها، بل انه، داخل كل مجتمع يوجد ايضاً «قارات» مختلفة: فتفكير العامل غير تفكير الفلاح، والفيزيائي غير عالم اللغة، والمتعهد في البناء غير الصحافي، والشاب غير العجوز. لذا كان علينا اعتماد مستوى في اللغة والتفكير يتخطى هذه الفروقات، لذا بحثنا عن المكان المشترك ما بين هذه الذهنيات المتباينة، ومن هنا تأكد لنا اكثر فأكثر، ان النص يحتاج الى «ترجمات» موجهة الى شعوب العالم بأسره كي تؤثر بهم في مسيراتهم وتساؤلاتهم الشخصية.

في الأيام العالميّة للشبيبة – في روما، وتورنتو، وكلولونيا، وسيدني – التقت الشبيبة من كل العالم معاً، وهم يريدون أن يؤمنوا، ويتشوقوا إلى الله، ويحبّوا المسيح ويتبعوه معاً. في هذا الإطار، وُلِدت الفكرة: ألا يجب علينا أن نحاول ترجمة التعليم المسيحي للكنيسة بلغة الشبيبة، وننقل أفكاره العظيمة إلى عالم شباب اليوم؟ طبعاً، هناك عند شبيبة عالم اليوم اختلافات كثيرة. وهكذا، برعاية رئيس أساقفة فيينّا، كريستوف شونبورن، وُلِدَ كتاب التعليم YOUCAT للشباب، آمل أن يُعجبَ كثيرون من شبيبة العالم به.

كثيرون يقولون لي: هذا العمل لا يهم شبيبة اليوم. اني اخالفهم الرأي، وانا متيقن اني على حق. فشباب اليوم ليسوا سطحيين، كما يظن البعض. فهم يرغبون حقاً في معرفة ما هو المهم في الحياة. فالقصة البوليسية هي مشوقة لانها تدخلنا في مصير اناس اخرين، قد يكون مصيرهم مصيرنا نحن ايضاً. وهذا الكتاب مشوق، لانه يتكلم عن مصيرنا. ويخص كلاً منا في الصميم.

لذلك ادعوكم: ادرسوا التعليم المسيحي. هذه رغبة قلبي. فهذا التعليم لا يكلمكم بالفم. وهو لا يقدم لكم السهولة، بل يتطلب منكم حياة جديدة. انه يعرض عليكم رسالة الانجيل كاللؤلؤة الثمينة (متى46/13) التي في سبيلها يبذل الانسان كل شيء. لذا ارجوكم: ادرسوا التعليم المسيحي بشغف ومثابرة، كرسوا له الوقت اللازم، ادرسوه في سكون غرفتكم، اقرأوه مع شخص صديق لكم. شكلوا لدرسه فرقاً بعضكم مع بعض وشبكات تواصل على الانترنت. وفي كل الاحوال، ابقوا في حوار بشأن ايمانكم.

عليكم ان تعرفوا بماذا تؤمنون. عليكم ان تعرفوا ايمانكم بدقة كما يعرف اختصاصي المعلوماتية، بنية الحاسوب. عليكم ان تفهموا ايمانكم كما يفهم الموسيقي الماهر مقطوعته الموسيقية. نعم، عليكم ان تكونوا في الايمان اكثر تجذراً من جيل اهلكم، لكي تستطيعوا مواجهة تحديات ومغريات العصر بقوة وعزم. انتم تحتاجون الى المعونة الالهية، ان كنتم تريدون فعلاً الا يتبخر ايمانكم كما تتبخر قطرات الندى في الشمس، وحتى لا تستسلموا لمغريات عالم الاستهلاك، وحتى لا يتلطخ حبكم في المشاهد الخلاعية، وان كنتم تريدون الا تخونوا الضعفاء والا تبقوا غير مبالين حيال ضحايا الحياة.

وان اقدمتم على درس التعليم المسيحي بغيرة، فاني اود ان ازودكم بنصيحة اخيرة: تعرفون جميعاً كيف جُرحت جماعة المُؤمنين في الايام الاخيرة من خلال هجمات مغرضة، ونفاذ الخطيئة الى داخلها، الى قلب الكنيسة. فلا تتخذوا ذلك حجة لتهربوا من وجه الله، انكم انتم جسد المسيح، انتم الكنيسة، احملوا نار حبكم المتقد الى هذه الكنيسة التي غالباً ما يشوه البشر وجهها: «لا تستسلموا الى اللامبالاة بل ضعوا غيرتكم التي ينعشها الروح في خدمة الرب: (رو11/12).

حين كان شعب اسرائيل في اسفل درجات تاريخه، لم يدع الله كبار هذا العالم ووجهاءه الى نجدته، بل شاباً اسمه ارميا. شعر ارميا انه دون المهمة، فصرخ: «ربّي وإلهي، لا أعرف ان اتكلم لاني صغير» (ار6/1). لكن الله لم يتراجع، فقال له: «لا تقل اني صغير، فلكل ما ارسلك له تذهب، وكل ما آمُرك به تُعلنه» (ار7/1).

إنّي أباركُكم وأصلّي من أجلِلكم جميعاً كلّ يوم.

‫شاهد أيضًا‬

في خميس الأسرار…

تيلي لوميار – نورسات – مارلين صليبي هو خميس الأسرار المبارك الذي نتأمّل فيه كم…