مارس 19, 2021

نشاط البطريرك الراعي – بكركي الجمعة ١٩ آذار ٢٠٢١

نشاط البطريرك الراعي – بكركي
الجمعة ١٩ آذار ٢٠٢١

استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 19 آذار 2021، رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل يرافقه نائب رئيس الحزب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ.

بعد اللقاء أكد الجميّل أن مأساة اللبنانيين تزداد يوميًا وأن الشعب غير قادر على اكمال حياته بسب الغلاء وتدهور القدرة الشرائية وفقدان الليرة لقيمتها بشكل كامل، وهذا الامر يرتدّ كالكابوس على الشعب وصمود الناس اليوم هو عمل بطولي، لكن وللأسف، تتم مواكبته بلا مبالاة كاملة من طبقة سياسية لا تشعر بشيء كأنهم يعيشون في دنيا والناس في دنيا أخرى.” وسأل: “اذا كان هذا هو الجو السائد قبل تشكيل الحكومة، وإذا كان التخاطب قبل تشكيلها يتم بهذه الطريقة، فأي نوع من الحكومة سيُشكّلون وكيف سيُدار مجلس الوزراء؟ لقد تحدثوا عن كل شيء ما عدا برنامج هذه الحكومة، فهم يتشاجرون على الحصص، فماذا سيفعلون في البرنامج إذاً؟”

وشدد على أن الحل هو برحيل كل المنظومة القائمة واجراء انتخابات في أسرع وقت ليتمكّن الشعب من وضع القطار على السكة ولفتح افاقاً جديدة امام اللبنانيين، لأنه بظل وجود هذه المنظومة والمجلس النيابي الذي يجسّد التباينات سنبقى بنفس النهج وعدم الشعور بمسؤولية تجاه الناس.”

وذكّر الجميّل بأن “الكتائب قدّمت إقتراح قانون لتقصير ولاية مجلس النواب في تشرين 2019 لاجراء انتخابات مبكرة في ايار 2020 أي منذ سنة، وكان يجب ان نكون اليوم في مكان اخر، لكن للأسف تمرّ الشهور ولا يقومون بشيء، ولو حصلت الانتخابات في الصيف الماضي لكان لدينا امل بتغيير حقيقي وتحرير أنفسنا من هذه الكارثة التي نمرّ فيها.”

وتابع: “لبنان اليوم رهينة بيد السلاح وهذه المنظومة السياسية المتحكّمة برقاب اللبنانيين وعلينا تحرير الشعب اللبناني من وضع الرهينة الذي هو موجود فيه، وهذا الامر يتطلّب 3 خطوات:
اولاً: السير بمبادرة البطريرك، اي تنفيذ القرارات الدولية بما يتعلق بسيادة لبنان وحماية حدوده ومنع دخول السلاح، وتحييد لبنان عن الصراعات كي لا يدفع ثمنها. وهنا ندعم مبادرة صاحب الغبطة بأن يكون هناك صرخة صادرة من لبنان تجاه المجتمع الدولي لكي يتحمّل مسؤوليته لأن القرارات الدولية صادرة بإجماع مجلس الامن الدولي بكل مقوماته ما يحمّل هذه الدول مسؤولية تجاه لبنان، وإن للبطريرك دور كبير في هذا المجال، ونحن ندعمه في أي خطوة يقوم بها في هذا الاتجاه.

ثانيا: يجب العمل على اعادة القرار الى الشعب اللبناني عبر الانتخابات النيابية لتجديد كل الطبقة السياسية وذلك عبر انتخاب مجلس جديد يأتي بحكومة جديدة وينتخب رئيساً جديداً. كما يجب احترام المهل الدستورية وتقريب موعد الانتخابات إذا أمكن، وحماية هذا الاستحقاق لأنه مصيري بالنسبة لنا.

ثالثا: يجب توحيد القوى التغييرية والسيادية من اجل أن نواجه بشكل أفضل وتكون كلمتنا اقوى ولتقديم بديل وإعطاء امل للناس، فالمطلوب هو التخلي عن كل الانانيات والانفتاح على بعضنا البعض بهدف واضح هو وضع الاصطفافات القديمة جانباً فلا مكان للحديث عن يمين ويسار أو مسلم ومسيحي لأن الوقت اليوم للكلام عن وجود دولة او لا، ومن سيبني دولة مستقلة سيدة حضارية متطورة ومن يريد البقاء في المنظومة القديمة المافياوية.”

ورأى الجميّل انه “على الجيل الجديد ان يفك العقد القديمة وينفتح على بعضه، وذلك لهدفين أولاً استعادة سيادة الدولة وان يكون هناك موقف واضح من السلاح غير الشرعي وعودة القرار الى الشعب، وثانياً ان يكون لنا موقف واضح تغييري. واضاف: “لا سيادة من دون تغيير ولا تغيير من دون سيادة، فالتغيير بند اساسي لان نفس الاشخاص والاحزاب والقوى السياسية التي ومنذ عشرات السنوات تأخذ مواقف سيادية تعود وتلتف عليها حسب مصالحها.

ان التغيير والمحاسبة هما الأساس اذا اردنا أخذ البلد الى الامام. في العام 2005 حررنا البلد من النظام السوري لكن لم نقم بالتغيير، ونفس الاشخاص أوصلونا إلى ما وصلنا اليه اليوم.
يجب ان نتعلم ان السيادة من دون تغيير لا تجدي، وان التغيير بظل سيطرة السلاح لا جدوى منها لأن القرار سيبقى في مكان آخر، علينا تحرير القرار اللبناني وان نحاسب لنتمكن من بناء مستقبل مختلف لشبابنا وأن نتحرر من كل الطريقة القديمة في التعاطي بالعمل السياسي واعطاء امل للناس في مستقبل افضل”.
ورداً على سؤال، أكد الجميّل أن الآلية الداخلية للتغيير في كل دول العالم هي الانتخابات، معرباً عن ثقته الكاملة بأن الشعب بأكثريته الساحقة سيعبّر عن غضبه في صناديق الاقتراع وفي اي استحقاق نيابي مقبل بغض النظر عن القانون ومن يدير الانتخابات، فالشعب اللبناني سيحاسب، والتحدي اليوم هو ان تحصل الانتخابات، ونحن نخاف من تطييرها وسرقة هذا الاستحقاق من الشعب والتمديد سيكون تمديداً للمأساة ومعاناة اللبنانيين. ورأى أنه بمجرد حصول هذا الاستحقاق فالتغيير حاصل حتما. لكن طالما هذه المنظومة موجودة فسيستمرون بسياسة التقاذف التي رأيناها في الأيام الأخيرة الماضية. يتحدثون عن حكومة سياسية ما يعني اننا ما زلنا غير قادرين على التحدث مع المجتمع الدولي وتحت الوصاية وغير قادرين على القيام باصلاح، لا حل الا بحكومة متحررة من هذه المنظومة قادرة على القيام باصلاح والانفتاح على الغرب، فنحن بحاجة الى الغرب ودول العالم لكي يقفوا الى جانب لبنان واي حكومة تسيطر عليها هذه المافيا والميليشيا هل ستكون قادرة على انقاذ لبنان؟”

ودعا الجميّل الى “تشكيل حكومة مستقلة تبدأ اولا بالاصلاح، وثانيا بجولة على دول العالم والتفاوض مع صندوق النقد والدائنين وتبدأ فوراً بضبط كل الحدود والجمارك، وتدخل الاموال وتبدأ العمل، مشيراً الى ان البلد متوقف ويتركون الناس على مصيرهم يموتون من الجوع، فيما هم يفكّرون بالمحاصصة.”
ورداً على كلام الأمين العام لحزب الله الأخير، قال الجميّل “السيّد نصرالله ذكر 10 مرات كلمة الحرب الاهلية، ما هذا الكلام التخويفي عن حرب اهلية، لا يوجد اي لبناني يريد حرباً اهلية الا انت، ولو كان هناك بعض المهووسين بالحرب ولديهم مصلحة فيها، لكن كن أكيداً ان الشعب اللبناني من شماله الى جنوبه لا يحب الحرب بل السلام. فلا حرب اهلية في لبنان. انت مسيطر على البلد وهذه المنظومة، وتُحدد للسياسيين اللبنانيين حدود لعبتهم، وتعتبرون ان ثورة الشعب موجهة ضدكم، كلا هذه الثورة تريد بناء دولة وبلد ومستقبل، نحن نفهم أن من يسيطر على رهينة فهو لا يرغب بأن تتحرك وتحاول ان تتحرر بل يهمه ان تبقى ساكتة وتتعذّب على السكت، لكن كلا لن نموت على السكت بل سنعلي الصوت ونواجه ولا تهددوننا بالحرب الاهلية فنحن اشخاص نريد السلام ونرفض منطق الحرب، وهناك شعب يحاول ان يتحرر وينقذ نفسه واذا كنتم تريدون القيام بأمر جيد، فكوا الاسر فشعبك جائع ايضاً والشيعة ليسوا معفيين من الازمة الاقتصادية وكل الشعب اللبناني يعاني.”

ثم استقبل غبطته النائب والوزير السابق ميشال فرعون على رأس وفد من فعاليّات وممثلين عن غرف التجارة والصناعة والزراعة ورؤساء لجان تجّار وأكاديميين، لـتأكيد الدعم لمواقف صاحب الغبطة الأخيرة واعتبارها تجديد لروحية الميثاق الوطني.
بعد اللقاء قال فرعون: “الى جانب الأزمات التي يعيشها لبنان على جميع الأصعدة، هناك مشروعان في البلد، مشروع رمزيّته بكركي ومشروع آخر هو التعطيل والتدهور وصولا الى الظلام، فلبنان اليوم منكوب يعاني من أزمات كثيرة، في مقابل سلطة حاكمة مشغولة في تقوية سلطتها بأداة تعطيل لحماية مصالحها ومصالح حلفائها.”

وأضاف فرعون: “مبادرة البطريرك اليوم، لا تمثّل المسيحيين فقط، بل معظم اللبنانيين، فهي مبادرة لتجديد روحية الميثاق الوطني في ظروف جديدة. فتحييد لبنان هو مشروع يشبهنا، ويشبه الى حدّ كبير مشروع الاستقلال، وانتفاضة 14 آذار، واتفاق الطائف، وبالتالي هذا المشروع يستحق أن نتجنّد جميعاً لأجله، لأننا نعتبر أنه سيُعيد الكرامة الى اللبنانيين، على عكس المشروع المضاد، المتمثّل بالظلم والظلام والتمسّك بالوصاية وهو مشروع لا يشبهنا، بل ربما يشبه أصحابه، ونحن لا نستحقه، بل نستحق استعادة كرامتنا من خلال تشكيل حكومة.”

وختم قائلاً :”نحن هنا اليوم لتأييد مواقف صاحب الغبطة التي لا نعتبرها مرجعية سياسية بل رمزيّة لمشروع نهوض لبنان وكلنا جنود في مشروع ارساء السلام وحياد لبنان”.

وعن خطاب السيد حسن نصرالله يوم أمس، رفض فرعون التعليق، معتبراً “أن ظاهر الحديث يوحي بالمساعدة على تأليف حكومة، ولكنه يشكّ بالنوايا، وكأن القرار أصبح خارج لبنان.”
أما عن سؤاله عن إمكانية ولادة حكومة قريبة قال فرعون: ” المشاكل ما زالت قائمة وتدور في فلك التمسّك بأداة التعطيل”.

ومن زوّار الصرح، القاضي جورج عطيّة رئيس هيئة التفتيش المركزي، المحامي أنطوان صفير، ثم وفد من عائلة الخازن برئاسة الشيخ وليد الخازن.

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يواصل تعليمه الأسبوعي حول الروح القدس ويتوقف عند عمله في سر الزواج

موقع الفاتيكان نيوز واصل البابا فرنسيس خلال المقابلة العامة مع المؤمنين تأمله حول الروح ال…