مايو 19, 2021

نشاط البطريرك الرّاعي ليوم الثلاثاء 18-05-2021- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر يوم الثلاثاء ، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، نائبة وزير الخارجيّة والتّعاون الدّوليّ الإيطاليّ مارينا سيريني على رأٍس وفد دبلوماسيّ، وكان حوار أعربت خلاله سيريني عن وقوف بلادها الدّائم إلى جانب لبنان “ومساندته للتّخلّص من أزمته الصّعبة.” كما كان تشديد على ضرورة تشكيل حكومة تعيد التّواصل البنّاء بين لبنان والمجتمع الدّوليّ.

ثمّ التقى رئيس تيّار المردة الوزير السّابق سليمان فرنجية والنّائب فريد هيكل الخازن وكانت مناسبة تمّ فيها البحث في ملفّ تشكيل الحكومة والتّطوّرات الدّاخليّة.

تحدّث فرنجية بعد اللّقاء إلى الإعلاميّين وقال: “نزور هذا الصّرح الّذي هو المرجعيّة الرّوحيّة الأولى والوحيدة بالنّسبة لنا، ونلتمس بركة سيّدنا ونتكلّم عن المواضيع كافّة الّتي تهمّ الشّعب اللّبنانيّ والّتي يعيشها سيّدنا. وفي هذه المرحلة تناقشنا في الموضوع السّياسيّ وعرضنا رأينا واستمعنا إلى رأي سيّدنا. وكما نعتقد فإنّ الهاجس اللّبنانيّ يراه كلّ منّا على طريقته. ولكن لا الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل سيفرّقوننا عن سيّدنا وإنّما على العكس نحن دائمًا إلى جانبه وإذا كان هناك من وجهات نظر مختلفة فإنّنا نتناقش حولها ونتفاهم وسيّدنا منفتح جدًّا. أمّا المحبّة الأبويّة الّتي تربطنا بغبطته منذ توليه السّدّة البطريركيّة إلى اليوم فهي لم ولن تتغيّر.”

واضاف فرنجية: “نحن نخاف كما سيّدنا على لبنان. الوضع لا يطمئن. لا نحمّل المسؤوليّة لفريق وإنّما نقول إنّ كلّ رجل دولة يحمل مسؤوليّة وطنيّة عليه أن يتنازل للوصول إلى تسوية. المرحلة اليوم ليست مرحلة الشّجار والكيديّات. علينا الجلوس مع بعضنا البعض ومعرفة كيف نحلّ مشكلة بلدنا. للأسف بات اجتماع الكبار مع بعضهم يسمّى إنجازًا في الوقت الّذي يجب أن يكون فيه هذا الأمر من الأمور الطّبيعيّة. فالنّقاش والحوار يوصلان إلى التّفاهم، في الوقت الّذي بات فيه لقاء المعنيّين بالحلّ يعتبر إنجازًا وهذا من صلب المشاكل في لبنان.”

وتابع فرنجية: “للأسف نحن نعيش عصر الكيديّات والنّكايات وليس عصر التّسويات ونحن بحاجة إلى رجال دولة فلنتذكّر أجدادنا وأهلنا وكيف كانوا يتعاطون مع بعضهم البعض. لن نقول إنّها أيّام ولّت لأنّنا نأمل بعودتها. علينا أن نتعاطى وفق الواقع السّياسيّ الموجود وليس بحسب تمنّياتنا لتكون الأمور أفضل مع الوقت.”

وعن النّقطة الّتي تنطلق منها المعالجات أوضح: “أنا أعوّل كثيرًا على سيّد بكركي وعلى الرّئيس برّي والقيادات كافّة في البلد. ومن يلعب اليوم الدّور الوسطيّ هو الرّئيس برّي ومن يلعب أيضًا هذه الدّور هو سيّدنا البطريرك. نحن لا ننفع اليوم لأنّهم يعتبروننا طرفًا لذلك نحن نتفرّج لأنّنا نعطّل أكثر ممّا نحلّ. وعندما كانت لدينا العلاقات كان بإمكاننا التّدخّل ولكن نقول على الجميع أن يتنازل لأنّ لبنان أكبر منّا جميعًا. وفي هذه الأزمة الاقتصاديّة الشّعب اللّبنانيّ يعاني كثيرًا اليوم. لقد هاجر الشّباب من أهلنا وأولادنا والأصعب عندما تسمعهم يقولون إنّ لبنان لا يعني لهم شيئًا هذا أصعب ما يحدث اليوم. لقد عانينا من أزمة 87 و88 مع ارتفاع الدّولار الجنونيّ إلّا أنّ الشّابّ اللّبنانيّ بقي متمسّكًا بأرضه وجذوره. الوضع مختلف اليوم المواطنيّة سقطت من عند الشّباب وهذا أخطر ما يحدث في لبنان.”

وعن موعد تشكيل الحكومة أكّد فرنجية: “لا يمكنني القول إنّه ما من حكومة ولكن إذا بقينا على حالنا وبالعقليّة نفسها أقول من الصّعب جدًّا تأليف حكومة. المرحلة تتطلّب النّهوض. واعتبر أنّ المقيمين اليوم في البلد يتحدّثون عن الاستقلاليّة وباستطاعتهم تطبيق الاستقلاليّة وإلّا ما نفع الّذي قمنا به من الـ2005 حتّى اليوم.”

وإستقبل الرّاعي وفدًا من حركة شباب لبنان برئاسة إيلي صليبا وكان تأكيد على دعم مواقف “البطريرك الرّاعي الدّاعية إلى حياد لبنان وتخليصه من أزمته الخانقة ليعود إلى لعب دوره كوطن العيش المشترك ووطن الحرّيّات والأمن والازدهار، وضرورة الحفاظ على العلاقات الّتي تربط لبنان بالدّول الصّديقة كدول الخليج وبخاصّة المملكة العربيّة السّعوديّة هذه الدّول الّتي وقفت دائمًا إلى جانب لبنان وساندته.”

وإعتبر صليبا أنّ هذه “الزّيارة تأتي في إطار التّواصل المستمرّ بين الحركة منذ تأسيسها والبطريركيّة المارونيّة لاسيّما وأنّ هذا الصّرح قد لعب أدوارًا تاريخيّة في الدّفاع عن سيادة واستقلال وحرّيّة لبنان والشّعب اللّبنانيّ، وهذه المبادئ هي في صلب حركة شباب لبنان الّتي تهدف في كلّ الأوقات إلى تحقيق الاستقلال النّاجز للبنان عن أيّ احتلال أو وصاية وإلى تحرير شعبه من التّبعيّة على أنواعها خاصّة التّبعيّة للزّعيم أو الطّائفة لأنّها تعتبر أن لا حلّ في لبنان إلّا بالإيمان المطلق بمفهوم الوطنيّة الخالصة أوّلاً”.

ورأى صليبا أنّ “تشكيل الحكومة اليوم هو أولويّة على أن تتألّف من اختصاصيّين مستقلّين تباشر بإنجاز مشاريع إصلاحيّة وهي: تطبيق الحكومة إلكترونيّة بما في ذلك مكننة كافّة الإدارات، إجراء المناقصات بصورة علنيّة بكلّ مراحلها، خصخصة الكهرباء والاتّصالات والمطار والمرفأ مع حفظ نسبة شراكة للدّولة اللّبنانيّة، وضع سياسة إسكانيّة عامّة بعد تعديل قانون الإيجارات الصّادر مؤخّرًا لإنصاف المالك والمستأجر بعيدًا عن سياسة تهجير المستأجرين القدامى، تحسين أوضاع المدارس الرّسميّة والجامعة اللّبنانيّة لتتمكّن من استيعاب أكبر عدد ممكن من الطّلّاب، إقامة مجمع للأبنية الحكوميّة (وزارات وإدارات مركزيّة) بما يوقف استنزاف الخزينة لتغطية الإيجارات، تفعيل الشّراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ والتّركيز على قدرة المغتربين اللّبنانيّين في هذا المجال، إعادة العمل بالنّقل المشترك بالتّعاون مع الشّركات الخاصّة، إعادة هيكلة المصارف والتّفاوض مع الدّائنين، ضبط الحدود البرّيّة والبحريّة والجوّيّة، تحرير الأملاك البحريّة والنّهريّة وتأجيرها بأسعار طبيعيّة لا رمزيّة، وضع خطّة سياحيّة لجذب السّيّاح إلى لبنان، وإعادة الثّقة للمغتربين والاستفادة من إمكانيّاتهم عبر إنشاء صندوق استثماريّ خاضع للجيش اللّبنانيّ وتحت إشرافه”.

ومن زوّار الصّرح البطريركيّ رئيس جمعيّة “إمكان” للتّنمية المستدامة احمد هاشمية، الدّكتورة دعد قزي وسينتيا غريب الّذين أكّدوا على “ضرورة تحصين العيش المشترك في لبنان، لأنّه من صلب كيانه.”

وكان تشديد على “مواصلة البطريرك الرّاعي لمبادرته المتعلّقة بحياد لبنان لأنّه وحده مع ما أطلقه من مواقف وطنيّة يمثّل أمل الشّباب اللّبنانيّ وتطلّعاته.”

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأول مرة

وكالة آكي الإيطالية للأنباء – البابا فرنسيس يكتب تأملات درب الصليب في الكولوسيوم لأو…