نصيحة لهؤلاء الذين يعانون من زواجهم
قد ينتج الألم عن جراحنا واحتياجاتنا وعدم نضوجنا
يحمل وصف أحدهم لزوجه أو زوجته بالصليب في طياته الكثير من الألم وكأنه يقول “هذه العلاقة تؤلمني أو ما يفعله الشريك يؤذيني” لكن وصف الآخر بالصليب لا يفيد العلاقة ولا الشخص المتألم.
هل يكون الشريك فعلاً صليب؟
لتسمية الشريك بالـ”صليب” تابعات كثيرة. أولاً، لا نميّز بين الشريك كشخص والمشكلة التي تعترض الزواج وكأننا نقول له “أنت المشكلة” ونشكك بشخصه كما ونحصر النوايا الحسنة بجهة واحدة.
من المفهوم ان هذا التوصيف يُستخدم لوصف حالة من اليأس التام وقبول حالة صعبة لا يمكن (أو لا يجوز) الابتعاد عنها. إن هذه المشاعر مفهومة وقد تكون مبررة لكن لا يجوز تسمية الشريك “صليب” – لا لكون الزواج خالٍ من الألم لكن لأنه علينا عند مواجهة الألم تحديد السبب الأساسي له والتفكير في كيفيّة مساعدة أنفسنا وزواجنا.
عندما تكون المشكلة فينا
قد ينتج الألم عن جراحنا واحتياجاتنا وعدم نضوجنا. في بعض الأحيان، لا يستطيع الشريك سد احتياجاتنا مهما كانت مهمة بالنسبة لنا. يحصل ذلك عندما نتوقع من الآخر أن يعطينا الحب الذي لم يعطينا اياه أهلنا أو عندما نحتاج الى اهتمام دائم ونتوقع من الشريك قراءة أفكارنا باستمرار أو في حال كنا نعتبر أقل انتقاد جرح. فهل هذا خطأ الشريك؟ كلا.
أو قد نشعر بالأذيّة لكون الآخر مختلف عن ما تصورنا أو أردنا. وفي حال ظهرت هذه المشاكل، علينا أن نقوي معتقداتنا المتمحورة حول ما هو الزواج.
قد يكون من المفيد اعطاء الحريّة للآخر ومعرفة من هو حقاً وتعلم قبوله دون شروط: “من الجميل انك هنا. أحبك كما انت. ليس عليك أن تتغيّر لكن إن أردت انا هنا لدعمك بالطريقة التي تريدها.” وللقيام بذلك، علينا ان نتعلم الشعور بأننا محبوبين وذي قيمة.
عندما تكون المشكلة من الجانب الآخر
قد يكون الشريك مذنباً لقيامه ببعض الأفعال خاصةً إن كانت مدمرة للزواج ومنها الإدمان والعنف والخيانة. ينتج عن ذلك معاناة لا توصف وشعور باليأس. لكن، هنا أيضاً، تسمية الشريك بالصليب تزيد من اليأس في حين ان الحاجة هي الى الفعل. في حال كانت المشكلة خطيرة، من الواجب اللجوء الى مساعدة متخصصة. وفي حال لاحظنا (اننا أو أطفالنا) في خطر، فمن الضروري رسم الحدود لحماية العائلة. نحتاج في بعض الأحيان الى اتخاذ موقف حاسم إزاء التصرف غير المسموح: “ننفصل الى حين خضوعك للعلاج وتتمكن من تخطي غضبك وعنفك”.
لا يُعتبر رسم الحدود انتقاماً بل يعني انقاذ العلاقة ومساعدتها على تخطي المشاكل.
يريدنا اللّه ان نكون سعداء
أخيراً، لا يريدنا اللّه ان نتألم ولذلك فإن الآخر الذي يرسله الى حياتنا ليس صليبا. يريد حياة مزدهرة للجميع وهو يتألم مع زوجة مهملة بسبب ادمان زوجها ومع زوج خانته زوجته. ويمد الناس برحمته وتعاطفه لترميم ما خسره الزوجان من ثقة بالذات والأمل بالمستقبل.
ويريد اللّه من الشخص الذي تسبب بالألم ان يُغيّر سلوكه ويهتدي بمساعدته كما ويريد منا ان نتعلم المغفرة وهذا لا يعني قبول الشر بل قبول اننا لسنا كاملين ونحتاج الى النمو. تفتح المغفرة باب التقدم والشفاء في العلاقة.
إن الأساس هو في الاعتراف بأن الحالة أو السلوك هو المشكلة لا الإنسان!
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحدة للسكان
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحد…