ديسمبر 22, 2021

هذا ما صلّى من أجله البطريرك يونان في عيد مار إغناطيوس النّورانيّ!

إحتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان الإثنين بعيد بطريرك أنطاكية الشّهيد القدّيس مار إغناطيوس النّورايّ، في قدّاس إلهيّ ترأّسه في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ- المتحف.

عاونه فيه: رئيس الأساقفة السّابق لأبرشيّة الموصل وتوابعها يوحنّا بطرس موشي، والنّائب العامّ لأبرشيّة بيروت البطريركيّة متياس شارل مراد، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش.

كما شارك في القدّاس المطارنة ربولا أنطوان بيلوني، وفلابيانوس يوسف ملكي، وغريغوريوس بطرس ملكي، والآباء الخوارنة والكهنة من الدّائرة البطريركيّة وأبرشيّة بيروت البطريركيّة ودير الشّرفة، والرّهبان الأفراميّون، والرّاهبات الأفراميّات، وبعض المؤمنين.

وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، بعنوان: “وأخذ طفلاً وأقامه في وسطهم وحمله على ذراعيه وقال لهم: من يقبل مثل هذا الطّفل بإسمي فهو يقبلني”، تحدّث يونان، بحسب إعلام البطريركيّة، عن “عيد القدّيس مار اغناطيوس وهو اليوم الّذي فيه تجتمع كنيستنا البطريركيّة وتحتفل بالذّبيحة الإلهيّة تكريمًا لهذا الشّهيد الشّهير، أحد آباء الكنيسة الرّسوليّين.”  

ونوّه إلى أنّ “إغناطيوس، وفي طريقه إلى روما حيث نال إكليل الاستشهاد، كتب سبع رسائل، كلّها حنان ومحبّة تجاه الّذين يمرّ بينهم في مدن آسيا الصّغرى- تركيا اليوم، إلى روما. وهذا يذكّرنا أيضًا أين الكنيسة والمسيحيّة في هذه المدن الّتي مرّ عليها قدّيسنا الشّهيد، والّتي كانت تعجّ بالمؤمنين، وأعطَتْنا الآلاف من الشّهداء والقدّيسين، واليوم لم يعد لهم ذكر في هذه المناطق الّتي مرّ عليها قدّيسنا الشّهيد إغناطيوس”.

ولفت إلى أنّ “إغناطيوس باليونانيّة تعني النّورانيّ، وأيضًا يُلقَّب بتيوفوروس- حامل الله، وهو نفسه يقول هذا عن ذاته. والكنيسة تعترف به أنّه من أهمّ الشّهداء وآباء الكنيسة، والّذي ترك لنا تعاليم نتعلّمها إلى اليوم في دروس اللّاهوت، عن الثّالوث الأقدس، وعن الإفخارستيّا، جسد الرّبّ يسوع ودمه، وعن الكنيسة الجامعة.

فأوّل من يذكر الكنيسة الكاثوليكيّة أو الجامعة هو إغناطيوس، قَبْل قانون الإيمان الّذي سنّه المجمع النّيقاويّ في أوائل القرن الرّابع، وهو أوّل من تكلّم عن تأسيس الكنيسة حول الأسقف، وعن الرّابطة المتناغمة ما بين الأسقف وكهنته”.

وأشار يونان إلى أنّ “البعض شكّك بصحّة نسبة هذه الرّسائل إلى هذا القدّيس الشّهيد، لكن لدينا دراسات متعمّقة تنسب إليه هذه الرّسائل، ولو أنّ فيها نصوص منسوخة طويلة وفيها أيضًا النّصّ المختصر، لكنّ الجميع يقبلونها، خاصّةً علماء تاريخ الكنيسة”.

وتأمّل “بمقطع جميل جدًّا من رسالة مار إغناطيوس إلى كنيسة روما، يعتبر فيه إغناطيوس نفسه أنّه هو الحنطة الّتي تطحنها الوحوش حتّى يصبح خبز الله، وهذا شيء جميل جدًّا. لكن يجب أن نتذكّر أنّه ليس فقط بالكلام والتّمنّيات طُحِن هذا القدّيس، لكنّه طُحِن حقيقةً بأسنان الوحوش، وأصبح اليوم من أعظم القدّيسين في الكنيسة. ونحن ككنيسة سريانيّة، تعرفون جيّدًا أنّ البطاركة اتّخذوا الإسم الأبويّ لإغناطيوس الّذي كان الخليفة الثّاني لمار بطرس على كرسيّ أنطاكية. فبطرس أسّس الكنيسة في أنطاكية، ثمّ توجّه إلى روما، وبعده أسقف أنطاكية أفوديوس، ويأتي بعده إغناطيوس النّورانيّ”.

هذا وتطرّق البطريرك يونان إلى الأوضاع الرّاهنة في الكنيسة، فقال: “علينا أن نتذكّر أنّ كنيستنا اليوم تعيش المرحلة المخيفة الّتي عاشها إغناطيوس والمسيحيّون في زمن الاضطهادات، كنيستنا اليوم مشتَّتة.

والبعض يفكّرون أنّ الكنيسة هي فقط الكرسيّ البطريركيّ في لبنان، ولا يفكّرون بأنّ كنيستنا السّريانيّة منتشرة في كامل الشّرق الأوسط، واليوم غالبيّة أبناء وبنات كنيستنا أضحوا في المهجر. علينا أن نتذكّر أنّنا لسنا وحدنا هنا، بل يجب أن نتوجّه بأفكارنا نحو إخوتنا وأخواتنا الّذين ينتسبون إلى كنيستنا الأنطاكيّة، وأن نبذل كلّ الجهود كي نعيش دعوتنا المسيحيّة بالفعل وليس بالأقوال وبالتّمنّيات، بطريركًا وأساقفةً وكهنةً ومكرَّسين ومؤمنين”.

وتناول زيارته الأخيرة إلى أبرشيّة الحسكة ونصّيبين: “قمنا في الأسبوع الماضي بزيارة إلى أبرشيّتنا المتألّمة حقيقةً في الجزيرة السّوريّة، الحسكة ونصّيبين، فزرنا كلّ الكنائس، كاثوليكيّة وأرثوذكسيّة وإنجيليّة، ما عدا كنائس دير الزّور ورأس العين، فمنها محتلّة ومنها الوضع الأمنيّ فيها غير مستتبّ بسبب الحرب ما بين الحكومة والثّوّار أو داعش.

ففي رأس العين مثلاً كانت لدينا كنيسة ومدرسة، وكانت منتعشة روحيًّا. وللأسف وجدنا أنّ الكثيرين من أولادنا يعيشون هذا الوضع المؤلم جدًّا، وليس هناك أفق يشجّعهم كي يبقوا، والأغلبيّة تنظر إلى الخارج بهدف الهجرة والتّغرّب”.

وتابع: “في لبنان لدينا الأزمة المخيفة من اقتصاد وسياسة، وكثيرون من الموجوعين يعيشون هذه المرحلة الصّعبة جدًّا. وفي سوريا والعراق يحتاج أولادنا إلى صلواتنا ومحبّتنا الفاعلة كي نتمكّن من القول إنّ هذه الكنيسة تلتئم بهذا التّناغم وبرابطة الوحدة الّتي طلب منّا الرّبّ يسوع أن نعيشها: كونوا واحدًا كما أنّي أنا والآب واحد”.

وأنهى ضارعًا “إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة القدّيس مار إغناطيوس الشّهيد، أن يتحنّن علينا وعلى جميع المسيحيّين، وبشكلٍ خاصّ على كنيستنا المنتشرة في عدّة بلدان في الشّرق، والّتي تحتاج إلى رابطة المحبّة والرّجاء الحقيقيّ، حتّى نستطيع كلّنا أن نعيش دعوتنا المسيحيّة بالوحدة مع الرّبّ يسوع والوحدة فيما بيننا، فنشهد للرّبّ يسوع أنّه هو مخلّصنا، ونتبع مثال قدّيسينا وشهدائنا، كالشّهيد مار إغناطيوس.”  

وفي نهاية القدّاس، منح البطريرك يونان البركة الختاميّة بذخيرة القدّيس إغناطيوس. ثمّ تقدّم جميع الحاضرين فنالوا بركة هذا القدّيس.  

وبعد القدّاس، التقى يونان مع الأساقفة والكهنة والرّهبان والرّاهبات في لقاء أبويّ تقليديّ بحسب العادة السّنويّة، فقدّموا له التّهنئة وسألوا الله أن يديمه بالصّحّة والعافية ويعضده لمواصلة خدمته الرّسوليّة، راعيًا صالحًا وأبًا حنونًا ومدبّرًا حكيمًا لكنيسته.

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…