فبراير 3, 2023

هل تصلي أم أنك ببساطة تؤدي الصلاة؟

صلاة صغيرة قبل النّوم

أيها الحب الذي يفوق كل حكمة!

أيها الحب السامي!

الحب الأعظم لأن إلهي تأنس وألّهني.

أيها الحب العميق، لقد انحدرت لكنك لم تفقد أي شيء من ألوهيّتك!

إن لجّة تجسّدك تجبرني على النطق بهذه الكلمات الانفعالية: أنت الذي لا تُفهَم صرت مفهوماً؛ أنت الذي لم تُخلَق صرت مخلوقاً؛ أنت الذي لا يمكن تصوره، صرت قابلاً للإدراك؛

أنت الروح غير المحسوس صرت محسوساً من أيدي البشر” (الطوباوية أنجيلا دي فولينيو، من “سر التجسد”).

في أيام البرد القارس، إذا كانت توجد مدفأة في البيت، يستطيع الإنسان أن يتمتع بلحظات ممتعة في دفء النار.

اختبرت ذلك شخصياً في إسبانيا قبل بضع سنوات عندما أمضيت نهاية أسبوع مع مجموعة من الشباب في بيت جبلي.

كان البرد قارساً!

فقررنا إضرام النار والتحلق حول المدخنة لمشاطرة الخبرات.

كنا قد جلسنا وبدأنا الكلام عندما ركزت النظر على أحد الشباب. كان يتجه باستمرار نحو المدخنة للقيام ببعض الأمور.

فكان يعدّل حطبة، ويهوّي. كان ينهض من مقعده كل خمس دقائق ليرى إذا كان كل شيء يجري على خير ما يرام.

وفي نهاية الاجتماع، سألته عن رأيه به.

فكان جوابه مؤثراً: “في الحقيقة، لم أسمع كثيراً”.

كيف له أن يسمع إذا لم ينتبه أبداً للمحادثة التي دارت بيننا؟!

لدي انطباع بأننا كثيراً ما نذهب إلى الصلاة ونحن نشعر بهذا القلق.

نهتم بكيفية تأدية الصلاة لكننا لا نصلي؛ نهتم بإنجاز سلسلة من الخطوات وننسى أننا نحاور “أحداً ما”؛ ننظر باستمرار إلى أنفسنا ولا نراك “أنت”؛ نفكر كثيراً ونحب قليلاً.

ما هي الصلاة؟

لا يعرّف عنها القديسون أبداً كطريقة.

تصفها القديسة تريزا ليسوع كـ “علاقة مودة كثيراً ما نكون فيها مع من نعلم أنه يحبنا”.

لم تقل الجثو على ركبتيّ أو الانتباه إلى وضعيتي، ولا رؤية إذا كنت منتبهاً.

ذكرت المودة والوحدة.

لا أدري إذا شاهدتم فيلم Up من إنتاج ديزني.

إنه فيلم رائع ومسلّ عن الصداقة بين مسنّ وطفل.

أعتبر أن بداية ذلك الفيلم هي أحد أفضل أناشيد الحب التي رأيتها في حياتي.

ومن تلك اللحظات، أستقي هذه الصورة التي تستطيع أن تلخص جيداً ما أحاول قوله لكم:

إذا لاحظتم…

لا أحد منهما يتكلم…

لكنهما يقولان الكثير لبعضهما البعض!

فاتحاد يديهما والتواجد معاً والمشاركة تُعتبر أفعال حب عميقة بين شخصين. هذا ما يريد أن يفعله الله معنا في كل صلاة!

وهذا ما يعكسه أيضاً ما كتبته الطوباوية أنجيلا دي فولينيو.

فكم مرة ترد كلمتي “حب” و”أنت” (المرادفين)؟

هذه ليست أفكاراً صعبة الفهم.

إنه نشيد عاشقة.

هذه هي الصلاة!

ذه ليست أفكاراً صعبة الفهم.

إنه نشيد عاشقة.

هذه هي الصلاة!

الصلاة هي التواجد مع الله وتخصيص وقت له والتحدث معه.

أجل، صحيح أنه ينبغي على الإنسان أن يعرف فعل ذلك، ويتعلم أولاً طريقة تساعده على الصلاة (كما يتعلم الأطفال السير أو النطق)، وإنما ينبغي ألا يتوقف عند تلك النقطة.

الطريقة هي السبيل للاتجاه نحو هدف.

وذلك الهدف هو الله.

لا تقلقوا إذا كنتم تفقدون التركيز أو تتعبون أثناء التواجد مع الله لوحدكم. تذكروا…

الصلاة هي التواجد مع الله.

“إن من يوشك على التعب ويتفاجأ بشرود الذهن ويكون عاجزاً عن الصلاة يستطيع أن يقدم فقره للرب بثقة هادئة؛ بهذه الطريقة يحبّه ويقدم صلاة رائعة!”

(جاك فيليب، وقت لله، ص. 56).

وخلال الوقت الذي أكرسه للصلاة، إذا كنت أحرك روحي باستمرار لأكون معه، حتى عندما أشرد، أظهر حباً لله

لأنني معه. هكذا، لا أهتم بما أعطيه لله أو بما أفعله عندما أصلي، بل أهتم بأن أكون معه وأرافقه وأكرس الوقت له.

كيف هي صلاتي؟

إنه سؤال يطرحه علينا العديد من الأشخاص ويلقى في عدة مناسبات جواباً محبطاً يثبط همتنا.

أرجو أن تتمكن هذه المقالة من مساعدتكم جميعاً على التحلي بالمزيد من الثقة في قدرتكم على الصلاة.

فالإنسان خلق لكي يحب…

والصلاة هي أحد أفعال حب الله الأكثر بساطة وعمقاً التي يملكها الإنسان!

ولكن، من المهم ألا ننظر إلى أنفسنا بل إلى الله.

إن الشخص الذي يقوم بهذا التمييز يكون قد أدرك الأساس وهو أن الصلاة تعتبر حواراً بسيطاً وعميقاً مع إله ينتظرك في نار روح مدخنتك الداخلية لكي تمضيا بعض الوقت سوياً.

‫شاهد أيضًا‬

بطاركة ورؤساء كنائس القدس يجدّدون النداء من أجل السلام في الأرض المقدّسة

بطاركة ورؤساء كنائس القدس يجدّدون النداء من أجل السلام في الأرض المقدّسة | Abouna جدّد الب…