هو رجل الرّبع قرن الّذي صمد في قلعة الموارنة في بكركي، في وجه كلّ العواصف
هو بطريرك الصّرح الدّائم وشيخه الحكيم. هو رجل الرّبع قرن الّذي صمد في قلعة الموارنة في بكركي، في وجه كلّ العواصف في أحلك الظّروف وأقسى الأزمات. إنّه البطريرك السّادس والسّبعون والكاردينال المارونيّ الثالث مار نصرالله بطرس صفير (1986- 2011)، بطريرك الكنيسة المارونيّة والوطن، رجل المهمّات الصّعبة.
في مسيرته، قرَنَ إيمانه الصّلب بعطاءات كبيرة وتضحيات عظيمة، تبلورت في ارتقائه السّلّم الكهنوتيّ بثبات، بعيدًا عن الشّهوات والمقايضات والحسابات الشّخصيّة. سيم كاهنًا في 7 أيّار/ مايو 1950، ثمّ أسقفًا نائبًا بطريركيًّا في 16 تمّوز/ يوليو 1961، حتّى وصل إلى رأس السّلّم البطريركيّ في 19 نيسان/ إبريل 1986، فقبل مهمّته الجديدة بتواضع قائلاً: “انتخبتموني بطريركًا وأنا لست بأعلمكم ولا بألمعكم ولا بأحكمكم… ولكنّها إرادة الله… إنتخبتموني بطريركًا فحمّلتموني صليبًا ثقيلاً تنؤ كتفاي بحمله… إنّه صليب المارونيّة الّتي ألصق ولا يزال يلصق بها ممّا هي منه براء… إنّني أعرف أنّي ضعيف… ولكنّي أعرف في الوقت عينه ما يقوله الرّسول وهو: “أنّي قويّ بقوّة من يقوّيني”… قوي بالله… بالكنيسة، شعبنا المارونيّ… القدّيسون من بيننا”.
هذا الصّليب قاده إلى رئاسة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وإلى الكارديناليّة أيضًا في 26 ت2/ نوفمبر 1994، وعضوًا في المجلس الحبريّ لتفسير النّصوص التّشريعيّة وفي المجلس البابويّ لراعويّة الخدمات الصّحّيّة.
اللاهوت الخفي في الرسومات الجدارية في كنيسة الحبل بلا دنس في الحصن
الأب عبدالله دبابنه وأ. د. وائل ابوالشعر : قد يبدو للبعض أن جدران الكنائس تُزيَّن بالرسوما…