‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

يونان في الشّعانين: نضرع إلى الرّبّ كي يحمينا ويحمي عائلاتنا ولبناننا العزيز وكلّ بلدان الشّرق الأوسط

تيلي لوميار/ نورسات

في كنيسة مار بهنام وسارة- الفنار، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ الحبريّ والتّطواف في أحد الشّعانين.

تخلّلت القدّاس تبريك أغصان الزّيتون وعظة عنوانها “إن سكت هؤلاء تهتف الحجارة”، قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: “إنّها لمناسبة فرح كبير بقدومنا جميعًا لنحتفل معًا بعيد الشّعانين، وهو بشكل خاصّ عيد أطفالنا الأعزّاء. بالطّبع تسمعون وترون ما يحصل في كنائسنا، حتّى في بلاد الانتشار الّتي إليها تهجّر أولادنا، فتجدون أنّ الكنائس ممتلئة من العائلات مع أطفالهم، وهذا الأمر خاصّ بنا في الشّرق، بأنّ عيد الشّعانين هو بنوع خاصّ احتفال لأولادنا الأبرياء، وهم الأمانة الّتي سلّمها إلينا الرّبّ.

كماسمعنامنالإنجيلالمقدّس،نزليسوعمنجبلالزّيتونباتّجاهأورشليم،وهناك،سارعلىالطّريقراكبًاجحشًابسيطًاباتّضاعووداعة،متشبّهًابروحالأنبياءالصّالحين،وبالجدّالأوّلالملكداود. يأتييسوعإلىأورشليمبالتّواضعوالوداعة،ومنفَهِمَهذاالمعنىهمخاصّةًالتّلاميذوالرّسلالّذينبدأواينشدونويهتفونله: أوشعنا،مباركالآتيباسمالرّبّ،أوشعنالابنداود.

في كنيستنا يعزّ علينا جدًّا هذا العيد، ففي مرّات عديدة احتفلنا بعيد الشّعانين في قره قوش، هذه البلدة الواقعة في شمال العراق في سهل نينوى، والمشهورة بأحلى وأعظم احتفال للشّعانين، حيث كنّا نسير كلّنا معًا لمدّة أكثر من ساعتين بعد القدّاس، ونطوف في البلدة بكنائسها، والنّاس يُعَدُّون بالآلاف، قرابة عشرين ألفًا، وهذا التّطواف مشهور في كلّ العراق. إنّه دليل على أنّنا، أيّها الأحبّاء، نحبّ الرّبّ يسوع، ونأمل ونسعى أن نتمثّل بوداعته وتواضعه، ونشكره على عطيّة الأولاد الصّغار، الأطفال الّذين نذكرهم كثيرًا في أناشيد الرّتبة، فنرتّل قائلين: ܢܒܺܝ̈ܶܐܡܶܢܩܽܘܕܡܰܘܗ̱ܝ̱܆ܫܠܺܝ̈ܚܶܐܡܶܢܒܳܬܪܶܗ܆ܝܰܠܽܘܕ̈ܶܐܘܫܰܒܪ̈ܶܐܒܽܐܘܫܰܥܢ̈ܶܐܩܰܠܣܽܘܗ̱ܝ،الأنبياء سبقوا يسوع، والرّسل تبعوه، والأطفال والصّغار يسبّحونه ويمدحونه بأوشعنا.

قدومكم اليوم، أيّها الأحبّاء، ومشاركتكم في هذا الاحتفال الرّوحيّ المبهج تعبير عن إيمانكم وفرحكم بأنّ الرّبّ أعطاكم هذه الأمانة الّتي هي الأطفال. فيسوع بارك الأطفال وحضنهم، وأراد أن يكون الأطفال معه دائمًا، لأنّ، كما يخبرنا الإنجيل المقدّس، ملائكتهم في السّماء يمجّدون الله، وهذه نعمة كبيرة. نتذكّر أنّ الرّبّ خلقنا للحياة، لا للتّشبُّث بأنانيّتنا والتّمسُّك ببعض آرائنا، فنُخدَع بما يأتينا من وسائل التّواصل الاجتماعيّ ومواقع الإنترنت، بأنّ الشّابّ والفتاة حرّان أن يتصّرفا كما يريدان، وألّا يسعيا إلى تكوين عائلة.

علينا ألّا ننسى أنّ آباءنا وأجدادنا عاشوا وضحّوا بالكثير كي يشاركوا الله في منحِنا الحياة، فيجب علينا نحن كذلك أن نعرف معناها. إنّنا نعلم أنّ الأمر يقتضي منّا التّضحية، وحتّى بعض الإماتات أيضًا، كالتّخفيف والتّخلّي عن الحرّيّة الشّخصيّة بحضور بعض الحفلات والنّزهات وسواها من النّشاطات، أو بالقيام بأعمال معيّنة نريدها، كلّ ذلك لأنّ علينا أن نعي أنّنا جُعِلْنا قبل كلّ شيء للحياة.

لأنّكم أتيتم إلى هذه الكنيسة، كنيسة مار بهنام وسارة، لتشاركوا في هذا الاحتفال الكنسيّ الرّائع، لاسيّما وأنّ الكثيرين منكم أتوا من أماكن بعيدة. وهذا يذكّرنا بكنائسنا في بلاد الاغتراب، حيث كان أولادنا يقودون سيّاراتهم قرابة نصف ساعة أو ساعة أو أكثر، مصطحبين معهم أولادهم، ليأتوا ويشاركوا في الاحتفال بعيد الشّعانين.

كما رتّلنا في أناشيدنا السّريانيّة العريقة، نمدح الرّبّ يسوع، ونسأله أن يباركنا، ويمنحنا نعمة الفرح دائمًا لأنّنا نحن جميعًا تلاميذه. نضرع إليه كي يحمينا ويحمي عائلاتنا ولبناننا العزيز وكلّ بلدان الشّرق الأوسط، حتّى تخفّ هذه الهجرة وعمليّات التّهجير. فمهما كانت ظروف حياتنا، علينا أن نسعى لنبقى متجذّرين في أرضنا. نبتهل إلى الرّبّ كي يبارك صغارنا، ويعطيهم أيّامًا نتمنّى أن تكون أفضل من أيّامنا هذه، حتّى نظلّ الشّعب الّذي يشكر الرّبّ على عطاياه، ويؤمن بالحياة، ويشهد للخلاص الّذي تمّمه الرّبّ يسوع بآلامه وموته وقيامته”.

‫شاهد أيضًا‬

عوده في عيد مار جاروجيوس: بالمحبّة يمكننا جذب الآخر نحو المسيح

تيلي لوميار/ نورسات لمناسبة عيد القدّيس العظيم في الشّهداء جاورجيوس اللّابس الظّفر، وعيد م…