‫‫‫‏‫ساعتين مضت‬

يونان في وداع الخورأسقف إيلي حمزو: كان أمينًا للكنيسة حتّى الرّمق الأخير

تيلي لوميار/ نورسات

ودّعت الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة أمس الخميس، كاهن رعيّة مار أنطونيوس الكبير في جونيه الخوراسقف إيلي يعقوب حمزو.

وترأّس بالمناسبة، بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان رتبة الجنّاز والدّفن، في كنيسة دير سيّدة النّجاة البطريركيّ- الشّرفة، عاونه فيها لفيف من المطارنة، بحضور عدد كبير من الإكليروس وجمع غفير من المؤمنين في طليعتهم عائلة الرّاحل يتقدّمها شقيقه كاهن رعيّة القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع- زحلة المونسنيور أنطوان حمزو.

في عظة ارتجاليّة استهلّها بكلمات من ترنيمة سريانيّة ومعناها “سِرتُ في الطّريق إلى الحياة الأبديّة، من هذا العالم الزّائل، كي أذهب وأرى ذاك المكان حيث يستريح الأبرار”، أشار يونان إلى أنّ الرّاحل كان قد احتفل العام الماضي بيوبيله الكهنوتيّ الذّهبيّ في احتفال متواضع، حيثهنّأه، ووعده بأن يصلّي من أجله، مؤكّدًا أن “خدمة 51 سنة اليوم هي خدمة للرّبّ سعى فيها المرحوم الخوراسقف إيلي أن يخدم ربّه، ويكون أمينًا للكنيسة حيث دعَتْه للخدمة”.

وأضاء يونان على مسيرة الرّاحل الّذي لبّى دعوة الكهنوت وهو شابّ فرُسِمَ كاهنًا عام 1974 بوضع يد المثلَّث الرّحمات البطريرك مار إغناطيوس أنطون الثّاني حايك. وخدم في البطريركيّة، وفي رعيّة زحلة، وفي رعيّة الفنار حيث شارك في بناء وتشييد مشروع مجمَّع مار يوسف السّكنيّ. وأشار يونان إلى أنّه “حين أراد أن يعتزل، قَبِلَ أن يُعيَّن كاهنًا لرعيّة مار أنطونيوس الكبير في جونيه، والّتي بقي يخدمها حتّى الرّمق الأخير من حياته”.

وتابع يونان قائلًا عنه بحسب إعلام البطريركيّة: “هذا الكاهن الّذي لبّى دعوة الرّبّ كان أمينًا قدر المستطاع، وفي الظّروف الصّعبة الّتي عاشها لبنان، للرّبّ يسوع ولكنيسته. والأمانة تعني أن نتبع الرّبّ يسوع دائمًا، مهما تطلّب ذلك منّا، وأن نحمل صليبنا، ليس بالحزن، ولكن بالفرح. وقد قال يسوع: من أحبّني فليحمل صليبه ويتبعني”.

ولفت إلى أنّه “إزاء سرّ الموت الّذي هو حقّ علينا جميعًا، لا نستطيع أن نتفلسف أو أن نعطي نظريّات، ولا أن تكون تعازينا مجاملةً فقط، لكنّنا، كمؤمنين ومؤمنات، مدعوّون في هكذا ظروف، أمام حقيقة الموت، أن نتأمّل بصمت، وأن نطلب من الرّبّ كي يقوّي ضعفنا، وأن نكون قريبين من الّذين تألّموا بغياب العزيز، وأن نكون شهودًا لقيامة الرّبّ يسوع، والّتي نؤمن أنّه، هو شابّ بعمر 33 سنة، تألّم ومات وقام من من بين الأموات لأجل خلاصنا”.

وأضاف: “نقدّم، باسم جميع أعضاء الإكليروس الحاضرين، من أساقفة وخوارنة وكهنة وشمامسة ورهبان وراهبات، تعازينا القلبيّة لهذه التّجربة الّتي حدثت بشكل مفاجئ، وقد زرنا الخوراسقف إيلي قبل خمسة أيّام، وكان يطلب منّي دائمًا أن أزوره، وصدف أن قمتُ بذلك قبل خمسة أيّام، حيث زرناه في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في جونيه، وتناولنا الحديث معه، وتمنّينا له دوام الصّحّة. لكنّه كان يقول إنّ نَفَسَه يضيق، إلّا أنّه لم تكن هناك دلائل حقيقةً على أنّ ساعة موته قد دنت، وإذ البارحة مساءً يعلمونني أنّ الخوراسقف إيلي انتقل إلى الحياة الأبديّة!”.

وأنهى يونان عظته بالقول: “لقد رتّلنا: “ܠܟܳܗܢܳܟܐܰܢܺܝܚܒܰܝܢܳܬܟܺܐܢ̈ܶܐܒܪܳܐܕܰܐܠܳܗܳܐ،ܒܗܳܝܡܰܠܟܽܘܬܳܐܕܠܳܐܡܶܫܬܰܪܝܳܐܥܰܡܩܰܕ̈ܺܝܫܶܐيا ابن الله أرِح كاهنك بين الأبرار، في ذاك الملكوت الّذي لا يزول مع القدّيسين”. نعم، هذا ما نضرع به ونطلبه من الرّبّ، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النّجاة، وسيّدة الحبل بلا دنس، وبشفاعة مار إيليّا النّبيّ، شفيع الخوراسقف المرحوم إيلي، وبشفاعة طوباوِينا المطران الشّهيد مار فلابيانوس ميخائيل، وجميع القدّيسين والشّهداء. فليقوّيكم الرّبّ، وليعزِّ قلوب جميع الحزانى”.

بعد الرّتبة والصّلاو، ووري جثمان الخورأسقف الرّاحل في مدافن الكهنة في دير الشّرفة.

‫شاهد أيضًا‬

هكذا تحيي رعيّة مار منصور- النّقّاش والضّبيّة الأعياد الميلاديّة!

تيلي لوميار/ نورسات نشرت رعيّة مار منصور- النّقّاش والضّبيّه برنامج القداديس والاحتفالات خ…