يونيو 25, 2022

البابا فرنسيس يتحدث عن العمل الرسولي في عالم اليوم والذي يعني الشهادة والمحبة والنظر إلى العالم بأعين الله

العمل الرسولي في عالم اليوم كان محور حديث البابا فرنسيس خلال استقباله العائلة الرهبانية التي أسسها القديس لويجي أوريوني.

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم العائلة الرهبانية التي أسسها القديس لويجي أوريوني وذلك لمناسبة اختتام الجمعية العامة لأبناء العناية الإلهية. ورحب الأب الأقدس في بداية كلمته بالرئيس العام لأبناء العناية الإلهية الأب تارسيزيو غريغوريو فييرا وبجميع أعضاء عائلة القديس أوريوني والتي وصفها الأب الأقدس بنبتة واحدة متعددة الأغصان مكونة من رهبان وراهبات ومكرسات علمانيات وعلمانيين تحفزهم جميعا كاريزما القديس لويجي أوريوني والذي يُحتفل بالعام الـ ١٥٠ لولادته.

وتابع البابا فرنسيس قائلا لضيوفه إنه يبارك معهم الرب الذي جعل نبتة كبيرة تنمو من بذرة، نبتة تقدم الاستقبال والملجأ والعناية إلى أشخاص كثيرين، وخاصة لأكثر الأشخاص عوزا. ودعا قداسته ضيوفه إلى أن يشعروا خلال الاحتفال والشكر بقوة الكاريزما حية، وبالالتزام الذي تدعو إليه هذه الكاريزما كي يكونوا أتباع وأهل شاهد كبير لمحبة المسيح، الالتزام من أجل أن يجعلوا بحياتهم وأعمالهم نار هذه الكاريزما حاضرة في عالم اليوم الذي تطبعه الفردانية والاستهلاكية والمظاهر. هذا وأراد قداسة البابا التذكير بما كتب القديس لويجي أوريوني في بداية القرن العشرين حيث تحدث عن عيش قرن يمتلئ بالتجمد والموت في حياة الروح، حيث كل شيء في انغلاق على الذات ولا تُرى سوى مباهج حياة هذه الأرض وصغائرها، لا شيء سوى هذا. وتابع البابا أن القديس أوريوني قد تساءل في كتاباته: مَن سيهب الحياة لهذا الجيل إن لم تكن نفحة محبة يسوع المسيح؟ وتابع القديس مشددا على ضرورة أن نطلب من الله لا شعلة محبة بل فرن محبة ليلهبنا ويجدد بمساعدة الرب ونعمته عالما تطبعه البرودة.

ثم توقف قداسة البابا عند الجمعية العامة للرهبان أبناء النعمة الإلهية والتي تمحورت حول موضوع مستلهم من الحماسة الرسولية للقديس أوريوني: “فلنرشم الصليب ونلقي بأنفسنا بإيمان في نار الأزمنة الجديدة من أجل خير الشعب”. وتابع الأب الأقدس راجيا من الرهبان ألا تظل النار في مشعلهم فقط، في جماعتهم وحدها أو حتى في أفعالهم فقط، وشدد على ضرورة أن يتمكنوا بالفعل من الإلقاء بأنفسهم في نار الأزمنة الحديثة من أجل خير الشعب. وذكَّر البابا بما قال يسوع ” جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت” (لوقا ١٢، ٤٩). وتابع الأب الأقدس أن نار المسيح نار خيِّرة لا تسعى إلى التدمير مثلما أراد يعقوب ويوحنا حين سألا: ” يا ربّ، أَتُريدُ أَن نَأمُرَ النَّارَ فتَنزِلَ مِنَ السَّماءِ وتَأكُلَهم؟” (لوقا ٩، ٥٤)، فانتهرهما يسوع، فناره هي نار محبة، نار تشعل القلوب وتمنح النور، تدفئ وتحيي.

وواصل البابا فرنسيس حديثه إلى ضيوفه فقال إنه بقدر ما تشتعل داخلهم محبة المسيح بقدر ما يكون حضورهم وعملهم مفيدا لله وللبشر. وذكَّر قداسته مجددا بكلمات القديس لويجي أوريوني التي شدد فيها على أن خدمة المسيح والكنيسة لا تتم إلا من خلال محبة كبيرة في الحياة والعمل، فالمحبة تفتح الأعين على الإيمان وتدفئ القلوب بحب الله. وتابع القديس أوريوني قائلا إن هناك حاجة إلى قلب ومحبة مسيحية، وهكذا سيصدقكم الجميع.

وعاد الأب الأقدس إلى الجمعية العامة لأبناء العناية الإلهية فقال إن الرهبان قد وضعوا في مركزها تجدد العلاقة مع الله، جوهر هويتهم. وأضاف أن النار تكبر باستقبال الله من خلال حياة صلاة وتأمل في كلمته ونعمة الأسرار. وواصل البابا أن القديس لويجي أوريوني كان رجل أفعال وتأمل، ولهذا فإنه قد دعا إلى الإلقاء بالذات أسفل الصليب وذلك لأن حب الله وحب الأخوة شعلتان للنار المقدسة ذاتها. وتوقف الأب الأقدس هنا عند نقطة هامة ألا وهي أن نكون اليوم تلاميذ مرسلين من الكنيسة، فقال إن هذا لا يعني عمل شيء ما، ليس هذا نشاطا، بل نتحدث هنا عن هوية رسولية تنمو بشكل دائم في الحياة الأخوية في الجماعة الرهبانية أو في العائلة. وذكَّر قداسته في هذا السياق بكلمات يسوع: ” فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم” (متى ١٨، ٢٠). ثم شدد الأب الأقدس على أهمية الاهتمام بجودة حياة الجماعة والعلاقات والصلاة المشتركة، فهذا في حد ذاته هو عمل رسولي وذلك لأنه شهادة. وتساءل إن كان هناك بيننا برود أو، وأسوأ من هذا، إدانة وثرثرة فأي عمل رسولي يمكن أن نقوم به؟ وشدد البابا فرنسيس في كلمته على أن الشهادة للمحبة في الجماعة الرهبانية وفي العائلة هي تأكيد لإعلان الإنجيل، هي دليل حسب ما قال القديس لويجي أوريوني والذي أكد أن الجماعة تكون جميلة وقوية حين تعيش وفاقا تاما في القلوب وسلاما.

وفي ختام حديثه إلى رهبان عائلة القديس لويجي أوريوني لمناسبة اختتام الجمعية العامة لأبناء العناية الإلهية عاد قداسة البابا فرنسيس إلى موضوع هذه الجمعية، أي الإلقاء بالذات في نار الأزمنة الحديثة، فقال إن هذا يستدعي النظر إلى عالم اليوم بأعين الرسل أي بتمييز وود، بدون خوف أو أحكام مسبقة، بشجاعة، أن ننظر إلى هذا العالم مثلما ينظر إليه الله، فنشعر بالألم ألمنا والأفراح أفراحنا وبرجاء البشرية. وتابع الأب الأقدس أن الكلمات التي ترشدنا هي تلك التي قالها الله لموسى: “إني قد رأيت مذلة شعبي… فنزلت لأنقذه” (راجع خر ٣، ٧-٨). شدد البابا بالتالي على ضرورة أن نرى بؤس عالمنا كمبرر لعملنا الرسولي لا كعقبة. وأضاف أن عالمنا يتطلب الانفتاح على حدود جديدة واكتشاف أشكال جديدة للرسالة.

‫شاهد أيضًا‬

“دقّوا أجراس!” ريسيتال ميلادي في بلدة بقرزلا العكارية

ريسيتال ميلادي مميز في بقرزلا العكارية: احتفالاً بميلاد الطفل يسوع شهدت بلدة بقرزلا العكار…