الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب

رؤيا القدّيس يوحنّا ٣ : ١٤ – ٢٢
يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان : «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنيسَةِ ٱلَّتي في لَوْدِقِيَّه: هذَا ما يَقُوُلُهُ ٱل«آمين»، ٱلشَّاهِدُ ٱلأَمِينُ ٱلحَقّ، مَبْدَأُ خَلْقِ الله:
إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا!
ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.
ولأَنَّكَ تَقُول: إِنِّي غَنِيّ، فَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ ولا حَاجَةَ بي إِلى شَيْء، ولكِنَّكَ لا تَعلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلتَّاعِسُ، ٱليَائِسُ، ٱلفَقيرُ، ٱلأَعْمَى، ٱلعُريَان،
فَإِنِّي أَنْصَحُكَ أَن تَبْتَاعَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى في ٱلنَّارِ لِتَغْتَنِي، وأَثْوَابًا بَيْضَاءَ لِتَلْبَسَ فلا يَظْهَرَ عَارُ عُرْيِكَ، وكُحْلاً تَدْهُنُ بهِ عَينَيْكَ لِتُبْصِر.
إِنَّ كُلَّ مَنْ أُحِبُّهُ، أُوَبِّخُهُ وأُؤَدِّبُهُ، فَكُنْ إِذًا غَيُورًا وَتُبْ!
هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلى ٱلبَابِ أَقْرَعُهُ، فَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتي وَفَتَح ٱلبَاب، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وأَتَعَشَّى مَعَهُ ويَتَعَشَّى مَعي.
أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعي عَلى عَرْشي، كمَا ظَفِرْتُ أَنَا أَيضًا وجَلَسْتُ مَعَ أَبي عَلى عَرْشِهِ.
مَنْ لَهُ أُذُنانِ فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس».
إنجيل القدّيس متّى ١٢ : ٢٩ – ٣٢
قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر.
مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007).
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 42
«مَن لم يكنْ معي كانَ عليَّ»
كيف يمكن إذًا لذاك الذي لا يجمعُ معي وهو ضدّي، أن يتّفقَ معي لطرد الشياطين؟
هو يرغب في بعثرة ما أملكُه وفي هدمه. لكن قولوا لي، إذا كان عليكم خوض معركة، ذاك الذي لا يرغب في مساعدتكم، ألا يكون إلى حدٍّ ما ضدّكم؟ لأن الربّ قالَ في مكان آخر: “مَن لم يكنْ معي كانَ عليّ”.
ليس هنالك من تناقض بين هذين المقطعين: من ناحية، أرادَ الربّ أن يتحدّث عن الشيطان الذي يشنّ حربًا مفتوحة ضدّه؛ ومن ناحية أخرى، عن رجل كان جزئيًّا مع الرسل الذين قالوا عنه: “لقد رأينا رجلاً يطرد الشياطين بإسمك”. هنا، يبدو أنّه كان يتوجّه خاصّة إلى اليهود، واضعًا إيّاهم في فريق الشيطان؛ في الواقع، هم كانوا ضدّه وكانوا يبدّدون ما كان يحاول جمعه.
يمكننا القول إنّه كان يتكلّم عن نفسه أيضًا، لأنّه كان العدوّ اللدود للشيطان، وكان يبذل جهدًا كبيرًا لهدم أعماله.
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
