الأحد الثامن من زمن العنصرة: يسوع الخادم المحبوب

سفر أشعيا 42 : 1 – 8
هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي رَضِيَت عنهُ نَفْسِي. قَد جَعَلتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَهُو يُبْدي لْحَقَّ لِلأُمَمِ.
لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ صَوتَه وَلاَ يُسْمِعُ صَوْتَهُ فِي الشَّوارِعِ.
القَصَبَة المَرْضُوضَةً لن يَكْسِرها والفَتِيلَةً المُدَخَّنة لن يُطْفِئُها. يُبدي الْحَقَّ بأمانَة.
لاَ يّني وَلاَ يَنْثني إلى أنّ يحلّ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ فلشَرِيعَتِه تَنْتَظِرُ الْجُزر.
هَكَذَا قال اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ مع ما ينبُت منها الذّي يُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّائرِينَ فِيهَا رُوحاً:
” أَنَا الرَّبَّ دَعَوْتُكَ في الْبِرِّ وأخَذتُ بِيَدِكَ وَجَبَلتُك وَجَعَلتُك عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ
لكيّ تَفْتَحَ العُيُونَ العَمْياء وتُخْرِجَ الأسيرَ مِنَ السِّجْنِ والْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ من بيت الحبس”.
أَنَا الرَّبُّ وهَذَا اسْمِي وَلاَ أُعْطِي لِآخَرَ مَجْدِي وَلاَ لِلْمَنْحُوتَاتِ حَمدي.
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 8 : 1 – 11
يا إِخوتي، إِذًا فلاَ حُكْمَ بِالْهَلاكِ بَعْدَ الآنَ على الَّذينَ هُم في المَسِيحِ يَسُوع؛
لأَنَّ شَرِيعَةَ رُوحِ الحيَاةِ في المَسِيحِ يَسُوع، قَدْ حَرَّرَتْني مِنْ شَريعَةِ الخَطِيئَةِ والمَوت.
فإِنَّ مَا عَجِزَتْ عَنْهُ الشَّرِيعَة، وقَد أَضْعَفَهَا الجَسَد، أَنْجَزَهُ الله، حينَ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدَ الخَطِيئَة، تَكْفيرًا لِلخَطِيئَة، فقَضَى في الجَسَدِ عَلى الخَطِيئَة،
لِكَي يَتِمَّ بِرُّ الشَّرِيعَةِ فينَا، نَحْنُ السَّالِكينَ لا بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الجَسَدِيِّ بَلْ بِحَسَبِ الرُّوح؛
لأَنَّ السَّالِكِينَ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الجَسَدِيّ، يَرْغَبُونَ في مَا هُوَ لِلجَسَد، والسَّالِكينَ بِحَسَبِ الرُّوحِ يَرْغَبُونَ في مَا هُوَ لِلرُّوح.
فرَغْبَةُ الجَسَدِ مَوْت، أَمَّا رَغْبَةُ الرُّوحِ فَحَيَاةٌ وَسَلام.
لِذلِكَ فَرَغْبَةُ الإِنْسَانِ الجَسَدِيِّ عَدَاوَةٌ لله، لأَنَّهَا لا تَخْضَعُ لِشَريعَةِ اللهِ ولا تَسْتَطيعُ ذلِكَ.
وإِنَّ السَّالِكينَ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الجَسَدِيّ، لا يَسْتَطيعُونَ أَنْ يُرْضُوا الله.
أَمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم أُنَاسًا جَسَدِييِّنَ بَلْ رُوحِيُّون، إِنْ كَانَ حقًّا رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فيكُم. وَلكِنْ مَنْ لَيْسَ لَهُ رُوحُ المَسِيح، لَيْسَ هُوَ لِلمَسِيح.
أَمَّا إِذَا كَانَ المَسِيحُ فيكُم، فَبِرَغْمِ أَنَّ الجَسَدَ مَيْتٌ بِسَبَبِ الخَطِيئَة، فَٱلرُّوحُ حيَاةٌ لَكُم بِفَضْلِ البِرّ.
وإِذَا كَانَ رُوحُ اللهِ الَّذي أَقَامَ يَسُوعَ مِنْ بَينِ الأَمْواتِ سَاكِنًا فيكُم، فالَّذي أَقَامَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يُحْيي أَيْضًا أَجْسَادَكُمُ المَائِتَةَ بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُم.
إنجيل القدّيس متّى 12 : 14 – 21
خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه.
وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا،
وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه،
لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا:
«هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ.
لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات.
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر.
وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.»
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007).
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا
«هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت»
“وفي أَثْناءِ العَشاء… قامَ يَسُوع فخَلَعَ ثِيابَه، وأَخَذَ مِنديلاً فَائتَزَرَ بِه” لكيلا يكون عاريًا تمامًا ويستطيع بالوقت نفسه أن يمسح أقدام تلاميذه “بِالمِنديلِ الَّذي ائتَزَرَ بِه”.
انظروا إلى أي مدى قد انحنت عظمة الكلمة الإلهي المتجسِّد ومجده؛ إذ إنّه قد “صَبَّ ماءً في مَطهَرَةٍ وأَخَذَ يَغسِلُ أَقدامَ التَّلاميذ” (يو 13: 2-5). “فرفَعَ إبرَاهِيمُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفونَ بِالقُربِ مِنه.
فلَمَّا رَآهُم، بادرَ إِلى لِقائِهم مِن بابِ الخَيمَة وسَجَدَ إِلى الأَرض. وقال: سَيِّدي، إِن نِلتُ حُظْوَةً في عَينَيكَ، فلا تَجُزْ عن عَبدِكَ” (تك 18: 2-3) غير أنّ إبراهيم لم يأخذ ماءً ولم يعلن أنّه سوف يغسل أقدام أناسٍ غُرباء لأنهم أتوا لزيارته إنّما قال: “فيُقَدَّمَ لكم قَليلٌ مِنَ الماء فتَغسِلونَ أرجُلَكم وتَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرة” (تك 18: 3).
كذلك فعل يوسف إذ لم يأت بماء ليغسل أقدام إخوته الأحد عشر إنّما قَيِّم البيت هو مَن “أَعْطاهم ماءً، فغَسَلوا أَرجُلَهُم” (تك 43: 24). لكنّ الذي أعلن: أنّ “ابنَ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس” (مت 20: 28) وقال عن جدارةٍ: “تَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب” صبّ بنفسه الماء في المطهرة.
لقد كان يعلم بأنّ لا أحد سواه يستطيع غسل أقدام تلاميذه لكي يسمح هذا التطهير بأن يكون لهم نصيب معه. أعتقد أنّ الماء كان كلمةً قادرة على غسل أقدام التلاميذ عند اقترابهم من المطهرة التي وضعها يسوع ههنا من أجلهم.
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
